عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اختبارات القدرات... يا فرحة ما تمت

النظام الحالى للالتحاق بالكليات يقتل الطموح واختبارات القدرات أمل مشروط

الطالب الموهوب ثروة يجب استثمارها

خبراء: مطلوب لجان محايدة للاختبارات، والشفافية وتوحيد المعايير ضرورة

 

الاسكتش الفكاهى الذى تغنى به ثلاثى أضواء المسرح «أطلع من نقرة لدحديرة»، يصف وبكل دقة حال خريجى الثانوية العامة، فبعد انتهاء موسم الامتحانات وحصول الطلاب المتفوقين على المجاميع التى يسعون إليها، يجدون أنفسهم مجدداً أمام مصاعب أخرى، أهمها ما يتعلق بقدرات الطالب على الالتحاق بالكليات المختلفة، ويشترط أن يحصل الطالب على 70% من درجات اختبار القدرات، ليلتحق بالكلية التى يريدها، ليفاجأ ١٤٩ ألفاً و٥٠٠ طالب وطالبة بأن أحلامهم تتحطم على صخرة «اختبار القدرات».

 فتجارب الطلاب مع نظام القبول بالجامعات مليئة بالروايات المأساوية التى تبخرت فيها أحلام العمر، ناهيك عن التجاوزات اللفظية، بخلاف المصروفات والرسوم المهدرة والتى وصلت إلى ٤٥٠ جنيهاً هذا العام، وهذا ما أكده الطالب أحمد عمر، الذى يبلغ من العمر الـ١٩ عاماً، والذى تعلقت آماله بالالتحاق بكلية التربية الرياضية، ذلك الحلم الذى رافقه منذ الطفولة، وأخذ يحركه نحو المستقبل، فأصبح وقوده لتحقيق الطموح الذى انتقل إلى بقية أفراد الأسرة وبات التحاقه بكلية التربية الرياضية أمنية كل من حوله.

ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن بعد إعلان رفضه الالتحاق بكلية التربية الرياضية جامعة كفر الشيخ، بدعوى أن مظهره غير لائق، بسبب مشكلة ما يعرف بـ«الشفة الأرنبية»، حيث قال  أحد مسئولى اختبار القدرات: «أتفضل ألبس هدومك وروح، إنت شكلك أصلاً مش لائق على الكلية»، وهو ما جعل حلم العمر مستحيلاً.

«عمر» ليس الوحيد الذى تبخرت أحلامه، أمام «اختبار القبول بالجامعات»، لكنه واحد من بين آلاف الطلاب الذين تبخرت احلامهم ولم يسمع عنهم أحد.

وعن قائمة الكليات التى يشترط القبول فيها اجتياز اختبار القدرات هى: كليات الإعلام، التربية الرياضية، الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، التربية الفنية، التربية الموسيقية، المسرح التربوى، التعليم التكنولوجى.

الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، قال: إن أخطر مظاهر التنمر هو عدم تمكن الطلاب والطالبات من الشكوى بعد سلب حقوقهم والاستبعاد وتحجيم قدراتهم، وهو سلوك مرفوض يعاقب عليه قانون العقوبات.

وأضاف: «أستاذ علم الاجتماع» أنه من المفترض أن يكون الهدف من الاختبارات هو اختيار الطلاب الذين تؤهلهم قدراتهم ومعارفهم لتكملة مشوارهم الجامعى، بما يضمن لهم التفوق وتنمية المهارات اللازمة لسوق العمل، وإرشادهم إلى طريق التخصص الصحيح بناء على ما لديهم من مهارات أو معارف، وألا يكون اختيار التخصص الدراسى مبنياً على اعتبارات لا تضمن له النجاح أو التفوق فى المجال الذى يريده، وهذا لم يحدث على الإطلاق، ومن هنا يجب مراقبة الاختبارات والقائمين عليها وتوفير ظروف أمنه لها. مؤكداً أن اللجنة يجب أن تراعى وجود ضوابط لحفظ حقوق كل المتقدمين.

 

وأشار إلى أن الطالب يستطيع أداء اختبار القدرات فى قطاع محدد بإحدى الكليات، وله الحق أيضاً فى أداء اختبارات القدرات بالكليات الأخرى التى تتطلب اختبارات قدرات للالتحاق بها، إضافة إلى مجموع الثانوية العامة، فقد يؤدى الطالب اختبار القدرات فى قطاع الإعلام، والفنون الجميلة والفنون التطبيقية، والتربية الرياضية والموسيقية، بشرط أن يؤدى الاختبار مرة واحدة فقط فى كل قطاع. مضيفاً أن زمن الاختبار يكون ساعة ونصف، وعدد أسئلة الاختبار ٧٥ سؤالاً، منها أسئلة اختيار من عدد من الإجابات، وأسئلة الصواب والخطأ، ومن أهم شروط النجاح فى الاختبار حصول الطالب على نسبة ٧٠٪ أى ما يعادل ٤٥ درجة من إجمالى الدرجات، كشرط لنجاح الطالب وحصوله على لائق.

لافتاً إلى أن الامتحان يجب أن يعمل على قياس ٣ جوانب أساسية هى المهارات اللغوية والقدرات النفسية ومدى تفاعل الطالب مع المجتمع وتغييراته وأحداثه، بالإضافة إلى قياس مدى إلمام الطالب بالواقع المحلى، وأن يكون محور الأسئلة من المعلومات العامة والمصطلحات والمهارات المطلوبة، بالإضافة إلى اللغات، وأن يكون هناك لجان سرية تضع تلك الأسئلة، ويتم الاختيار منها عشوائياً للطالب من قبل جهاز الحاسب الآلى وقت الاختبار.

وأشار إلى أن منظومة التعليم الجامعى «مهترئة»، ترسخ لمفهوم الطبقية، وتزيده توغلاً فى جسد المجتمع، فالطالب المقتدر يستطيع الحصول على كورسات تأهيلية، لا تتاح لطالب يماثله فى المستوى العلمى لكونه منتمياً لأسرة فقيرة أو محدودة الدخل، كما أن الطالب الذى لا يؤهله مجموعه لدراسة أحد التخصصات فى الجامعات الحكومية، يتيح له المجلس الأعلى للجامعات دراسة ذلك التخصص فى جامعة خاصة أو أجنبية، ما يعمّق إحساسه بانعدام العدالة، ويتجلى بوضوح الاختلاف السافر فى الظروف المعيشية وجودة الخدمة التعليمية المقدمة، وبالتالى تتسع الفجوة بين ثقافات فئات المجتمع الواحد، لذا نطالب بأن يكون التعليم للجميع ولكل الطبقات وزيادة فرص الالتحاق بالدراسة الجامعية، ومساندة عملية الإصلاح أى التركيز على بناء الإنسان وليس الجدران أو الأسوار.

ونوه إلى أن من يتصور أن تنهض أمة فى ظل تعليم فاشل فهو واهم، وبالتالى على لجان التقييم الالتزام بالحيادية وتوافر الخبرة العلمية لطبيعة عمل اللجان، مشدداً على أن قضية التعليم أمن قومى، ولولا التعليم ما اكتسبت مصر مكانتها الرائدة فى الشرق الأوسط، فى ظل وجود رئيس دولة يدعم ويقدر قيمة تطوير التعليم.

 70% وأكثر

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أن مجال العمل الإعلامى يعد مجالاً نوعياً يتطلب سمات وخصائص

شخصية وقدرات ومهارات خاصة تنميها وتؤصل لها علمياً وعملياً الدراسات الإعلامية، ويؤدى إلى تحسين نوعية طلاب وخريجى الإعلام.

وأشار إلى أن الأسئلة الخاصة باختبارات القدرات، مركزة على ٤ مجالات، مضيفاً أن الأسئلة متنوعة ما بين «اختيار متعدد وصح وخطأ»، وتعتمد الأسئلة على المعلومات العامة المحلية والإقليمية والدولية بمعدل ٣٠ درجة، و ٤٠ درجة للثقافة والمهارات الإعلامية فى جوانب متعددة ليس بشكل متعمق، مع أسئلة فى اللغة العربية واللغة الإنجليزية، لقياس مستويات الطلاب من خلال الاختبارات بمعدل ٣٠ درجة، ويشترط حصول الطالب على نسبة ٧٠٪ فأكثر من درجات جميع الاختبارات، كشرط لنجاح الطالب وحصوله على لائق، مضيفاً أنه من المفترض أن يركز هذا النظام على عدم التدخل البشرى والتصحيح الإلكترونى، حتى لا توضع علامة استفهام كبيرة على طريقة سير الاختبارات.

ونوه إلى أن الأسئلة الاختيارية بـ٥٥ درجة و ٤٥ درجة على أسئلة «الصح والخطأ»، وأن الامتحان من ١٠٠ درجة، كل سؤال بدرجة. مطالباً بضرورة المتابعة الدورية لسير لجنة تقييم القدرات بالكليات، على أن تقوم اللجنة العليا لاختبارات القدرات، والمجلس الأعلى للجامعات بهذا الدور، لضمان توافر الشفافية والحيادية والمصداقية فى اختبارات الكليات التى يتطلب الالتحاق بها إجراء هذه الاختبارات، وأيضاً الإلتزام بمعايير التقييم الموحدة لتصحيح الاختبارات، وفقاً لقرارات المجلس الأعلى للجامعات فى هذا الشأن، وذلك من أجل حصول كل الطلاب على الفرص الكاملة والمتساوية، خاصة أن اختبارات القدرات بالنسبة لكلية الإعلام تكون بنماذج أسئلة فى متناول الطالب المتوسط.

مؤكداً أن تصحيح الاختبارات يتم إلكترونياً حيث ترصد النتائج بطريقة إلكترونية وفق نماذج للإجابة المطروحة، وبالتالى لا يوجد أى مجال للخطأ فى رصد الدرجات، ولا يكون أمام الطلاب سوى فرصة واحدة.

الابتكار والإبداع

أما الدكتور محمد سمير عبدالفتاح، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة بنها، عميد معهد إعداد القادة بحلوان، فيقول: أن ماحدث للطالب محمد عمر ليس مشكلة اختبار القدرات، بقدر كونه حالة تنمر، مشيراً إلى أن ظاهرة التنمر تزداد خطورة يوماً بعد الآخر، وسرعان ما وجدت بيئة خصبة فى المدارس والجامعات، والتى تسبب فى مشكلات خطيرة، وتؤذى الطلبة نفسياً وجسدياً، وتعمل على إشاعة الفوضى وعرقلة عملية التعليم، كما أنها جريمة يعاقب عليها القانون.

 

وفيما يتعلق باختبارات القدرات، أكد أستاذ علم الاجتماع  أن اختبارات القدرات تحتاج لمقومات وسمات معينة لا بد أن توضع عين الاعتبار، موضحاً أن الاختبارات لابد أن تبتعد عن الاختيارات العشوائية، وأن تكون قائمة على ضوابط وآليات ومعايير تمنع التدخل البشرى فيها وفى نتائجها، وأن تكون أسئلة اختبارات القدرات قائمة على الإبتكار والإبداع، بجانب الثقافة العامة وإمتلاك الطالب ما يؤهله لمجاله، لكى يكون له أثر إيجابى لإيجاد خريجين يمتلكون الموهبة والتميز والتنوع، وأن يكونوا قادرين على التحصيل النظرى والعملى، وبذلك سيكون لهذه الاختبارات القدرة على تعديل مسار خريجى الكليات.

وأوضح الدكتور عبد الفتاح أنه يجب أن يكون هناك دور لأولياء الأمور فى مساعدة أبنائهم لتحديد أفضل الكليات التى تناسب قدراتهم، لاستثمار تفوقهم وموهبتهم، وتسخيرها لما فيه مصلحة جميع الطلاب، مع العمل الجاد على تعرف جوانب التميز والإبداع والإبتكار لديهم، واستخدام المهارات الاجتماعية التى تجعلهم أكثر كفاية فى حل المشكلات.

 

إنفو جراف

149 ألف طالب ضمن اختبارات القدرات

75 سؤالاً عدد أسئلة اختبارات القدرات

70٪ نسبة النجاح كشرط أساسى

3 كليات الأبرز فى اختبار القدرات هى الاعلام والتربية الرياضية والفنون

3 محاور للأسئلة أبرزها المعلومات العامة والدولية والثقافية

3 تقييمات للاختبار أبرزها قياس المهارات اللغوية و النفسية والتفاعل مع المجتمع.