رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«عثمان» و«النجريدى» و «حسنى» و«حجازى» صنايعية ظلمهم الإعلام

بوابة الوفد الإلكترونية

سارة برنارد أثارت سلامة حجازى بعد غادة الكاميليا

«النجريدى» قدم ١٧ لحناً لأم كلثوم فى بدايتها

داود حسنى لحن ٥٠٠ أغنية وأوبريت أشهرها البحر بيضحك ليه وأسمر ملك روحى وتمر حنة

 

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة، مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل. فى حلقتين سابقتين ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى. وفى الجزء الثالث، رغم فيروس الكورونا المنتشر عالميًا، واصلنا تقديم تاريخنًا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.

تحدثنا فى الحلقة الأولى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقة الثانية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا فى الجزء الثانى عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مروراً بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، وفى الجزء الثالث تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، وفى الحلقة الرابعة استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيراً من دول كثيرة. حيث استعرضنا تاريخ الموجى والطويل ومحمود الشريف ومنير مراد، وفى الحلقة الخامسة واصلنا عرض تاريخ دولة الإبداع والمبدعين، تحدثنا عن بليغ حمدى ومنير مراد وكمال الطويل ومحمد الموجى وسيد مكاوى وأحمد صدقى وعلى إسماعيل ومحمد سلطان.

 مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكل أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.

كما قدمنا فى الحلقة السابعة امام المظلومين فى عالم التلحين، واليوم كامل الخلعى، نقدم مجموعة أخرى ممن ظلمهم وتجاهلهم الإعلام فى مصر، وفى الحلقة 8 قدمنا بعض الذين ظلموا فى عالم التلحين والغناء.

 

محمد عثمان

 صاحب تركيبة موسيقية عاشت سنين

محمد عثمان كان ملحنًا ومغنيًا 1855- 1900 رائدًا من رواد الموسيقى البازرين فى مصر وعلمًا من أعلام الموسيقى المصرية، وهو أبوالمطرب والممثل الراحل عزيز عثمان،

كان منافسًا قويًا للمطرب القدير عبده الحامولى، من أهم تلاميذ المطرب الكبير عبدالحى حلمى، تعلم الغناء فى صباه مع تخت «منسى الكبير»..

كان محمد عثمان يتمتع بصوت شجى قوى النبرة جيد الأداء فى نفس الوقت، إلا أن المرض أفقده حلاوة صوته فاتجه إلى التلحين وقدم ألحانًا تعد من بدائع الألحان الغنائية. يعتبر من أوائل الذين حاولوا تطوير الأغانى العربية باستخدام الأسلوب العلمى ونجحت محاولاتهم لدرجة أنه أصبح من الصعب أن يضاف إلى ما حققوه شيئًا جوهريًا، ففى الأدوار توصل محمد عثمان إلى تراكيب فنية عاشت بعده أكثر من قرن دون أن يصل أحد إلى مستواها.

من أهم ألحانه: نور العيون شرف وبان- كل يوم أشكى من جروح قلبى- غرامك علمنى النوم- البخت ساعدنى وشفانى.

أدك امير الغصن.. وقد ما احبك كادنى الهوى اتانى زمانى يا طالع السعد حظ الحياة فى مجلس الأنس البهى.. بستان جمالك يا ما انت واحشنى.

من أهم الموشحات التى قدمها : ملا الكاسات وسقانى- أتانى زمانى- هات يا أيها الساقى بالأقداح، حير الأفكار، اسقنى الراح، يا غزالا زان عينه الكحل.

 

داوود حسنى

 مكتشف أسمهان وليلى مراد

داوود حسنى مغنٍ وملحن (1870 –1937) وكانت مصر ولا تزال تعتبره واحدًا من عمالقتها الموسيقيين. ولد لعائلة مصرية من طائفة اليهود القرائين واسمه فى شهادة الميلاد (دافيد حاييم ليفي) وعاش فى حى الصنداقية الشعبى القريب من حى اليهود الجمالية، القاهرة.

بدأ دراسته فى «مدرسة الفرير» فى حى الخرنفش بالقاهرة وأكمل الابتدائية وبدأت ميوله وحبه للموسيقى وعبقريته فى الغناء.

اكتشف ليلى مراد عندما كان فى زيارة لمنزل آل الأطرش بالفجالة.

كما غنى الحانة عبده الحامولى، والمنيلاوى، وعبدالحى حلمى، وزكى مراد، والشنتورى، والصفتى، والسبع، وأم كلثوم، ونجاة على، ورجاء، واسمهان، وليلى مراد.

لحن أكثر من 500 أغنية ونحو ثلاثين أوبرا وأوبريت. من ألحانه الأغانى الشعبية «أسمر ملك روحي» و«جننتينى يا بت يا بيضة» و«البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أدلع» و«يا تمر حنا روايح الجنة».

استمع إلى مختلف الفنون الشعبية والأغانى المصرية القديمة وإلى تلاوة القرآن الكريم والتواشيح، ومن هنا أصبحت لدية ذاكرة فنية من التراث الشعبى، بدأ حياته العملية فى مكتبة لتجليد الكتب، وتعرف من خلال صاحبها الشيخ إسماعيل سكر ملحن التواشيح على رواد المكتبة من الشخصيات العامة والمثقفة ومنهم الإمام محمد عبده الذى تنبأ له بمستقبل جيد فى عالم الفن.

 التقى داود حسنى بالمعلم محمد شعبان الذى تعلم على يديه مطرب العصر عبده الحامولى ولازمه لمدة عامين بمدينة المنصورة وتعلم منه العود والمقامات الشرقية قبل عودته للقاهرة

 بدأ مشواره الفنى بالغناء على الطريقة القديمة بألحان الشيخ عبدالرحيم المسلوب وعبده الحامولي.

 التقى بملحن الأدوار الكبير محمد عثمان الذى أشاد به وشجعه وسمح له بالغناء على فرقته،

أعجب داود حسنى كثيرًا بأسلوب محمد عثمان فى تلحين الدور خاصة ابتكاره المعروف وهو تبادل الغناء بين المطرب والكورس، فسار على نهجه فى تلحين أدواره.

 احترف التلحين متدرجًا مع ازدياد اطلاعه وثقافته وخبرته من الألحان الخفيفة والطقاطيق إلى الأدوار، ثم المسرح الغنائى، فلحن الأوبريت ثم خطا أكبر خطواته بتلحين أول أوبرا عربية هى شمشون ودليلة.

 على طريق التجديد استخدم داود حسنى بعض التراكيب المقامية ذات الأصول التركية والفارسية ومزجها بالمقامات المصرية السائدة فجذب الأسماع إلى موسيقاه.

 برع داود حسنى أيضاً فى استخدام التيمات الشعبية فأدخل إلى ألحانه الفولكلور الشعبى الراقص الخفيف سهل الترديد مما ساعد على رواج ألحانه، فلحن لعدد كبير من المطربين والمطربات، منهم زكى مراد، عبدالحى حلمى، عبداللطيف البنا، صالح عبدالحى، منيرة المهدية، فتحية أحمد، نجاة على، ليلى مراد، أسمهان، أم كلثوم.

 اهتم داود حسنى بتسجيل التراث والألحان القديمة من الأدوار والموشحات مع غيره من ملحنى العصر، مثل كامل الخلعى والشيخ درويش الحريري.

 بدأ داود حسنى تلحين الأوبريت عام 1919 فقدم منها لفرقة الريحانى صباح

والليالى الملاح، والشاطر حسن التى أعيد تقديمها بالإذاعة المصرية فى الخمسينيات.

شارك داود حسنى فى المؤتمر العالمى للموسيقى العربية المنعقد فى القاهرة 1932 برعاية معهد الموسيقى العربية وحضره مشاهير الموسيقيين والفنانين الأوربيين وهو ذات المؤتمر الذى حاز فيه محمد عبدالوهاب لقب مطرب الملوك والأمراء. 

مع نهاية القرن 19 بوفاة عبده الحامولى ومحمد عثمان آل تلحين الدور، وهو أصعب القوالب الغنائية وأكثرها حرفية، إلى إبراهيم القبانى ولحقه داود حسنى والخلعى وسيد درويش ثم زكريا أحمد.

1910 بدأ داود حسنى فى تلحين قالب الدور، وبينما توقف سيد درويش عن تلحين الدور بعد إتمام أدواره العشرة استمر الباقون فى إبداع هذا القالب حتى لحق أم كلثوم منه 10 أدوار لداود حسنى و9 أدوار لزكريا الذى قام بتلحين آخر دور فى الموسيقى العربية عام 1938 ثم هجره الجميع لتدخل الموسيقى العربية فى عصر الأغنية الحديثة التى استمرت على قمة قوالب الغناء طوال القرن العشرين.

1930 بدأت أم كلثوم تغنى من ألحان داود حسنى لحن لها عشرة ألحان من قالب الدور وطقطوقة واحدة.

أساتذته هم الشيخ محمد عبدالرحيم المسلوب، محمد شعبان، عبده الحامولى، محمد عثمان

عاصر كوكبة من الملحنين كامل الخلعى إبراهيم القباني، سيد درويش، محمد القصبجى، زكريا أحمد محمد عبدالوهاب، الشيخ درويش الحريرى، الشيخ أبوالعلا محمد.

من أهم تــلاميذه: زكى مراد- صالح عبدالحى-

أسمهان وهو الذى أطلق عليها هذا الاسم ليلى مراد- نجاة على نادرة.

 اشتهر له على وجه الخصوص أغانيه الشعبية من قالب الطقطوقة والتى لا تزال تسمع لليوم، على خده يا ناس 100 وردة.

 

النجريدى صاحب أول

 لحن خاص لأم كلثوم

أحمد صبرى النجريدى هو أول طوبة فى مشوار بناء أم كلثوم مطربة مصر والعالم العربى الأولى عبر الأجيال، فهو صاحب أول لحن لها، وأول من وضع لها ألحانًا خاصة بها بعد أن كانت تغنى القصائد القديمة المتداولة.

وكان أول لحن لأم كلثوم عام 1924

واستمر التعاون بينهما إلى ما يقرب من 17 لحنًا بين القصائد والطقطوقة والمونولوج.

كان «الدكتور» أحمد صبرى موسيقيًا إلى جانب مهنته كطبيب أسنان، تعرف إلى أم كلثوم فى بداية استقرارها بالقاهرة ووجد فى صوت أم كلثوم ما شجعه على التلحين لها.

تساءل الزميل والصديق العزيز الدكتور عصمت النمر عن سبب ذكر أم كلثوم له بالموسيقى «الهاوي»، وكذلك وصفه القصبجى، رغم جودة ألحانه وحداثتها، والسر أنه كان الوحيد بين الفنانين الذى لم يكن يرتاد الأفراح والليالى يتكسب من الغناء أو العزف مثل أم كلثوم وسائر الفنانين الآخرين، الكبار منهم والصغار، لم يكن النجريدى يعتمد على الفن كمصدر عيشه، لأن لديه مهنة أخرى وهى الطب.

من بين ألحانه لأم كلثوم قصائد مثل: «كم بعثنا مع النسيم سلامًا»، و«مالى فتنت بلحظك الفتان».

 النجريدى كان ملحنًا محترفًا لا يعتمد على مطربة بعينها لأنه لحن لمطربة القطرين فتحية أحمد 7 ألحان منها 6 قصائد، حسب المعلومات المتاحة، ولحن للمطربة نادرة، وهى من أشهر مطربات عصرها وكانت تشتغل بالتلحين أيضاً، وذكرت المطربة نجاة على أنها تلقت دروسًا فى الموسيقى والغناء على يد كل من داود حسنى، د. صبرى النجريدى، صقر على، ومحمد القصبجى بتوصية من شركة أوديون التى تبنت صوتها.

 

سلامة حجازى

الأب الروحى لسيد درويش

سلامة حجازى 1852 - 1917- مطرب وملحن وصاحب فرقة مسرحية وغنائية شهيرة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولد بحى رأس التين بالإسكندرية. وتلقى مبادئ القراءة فى الكتّاب، وبدأ حياته مقرئًا للقرآن الكريم وتعلم أصول فن الإنشاد وأوزان النغم والأداء. ثم عمل مطربًا وممثلًا وملحنًا، كما عُين شيخًا للطرق الصوفية ورئيسًا للمنشدين. وعمل مطربًا وظل يحيى الحفلات الغنائية على التخت فى الأفراح، ثم كون تختًا والتف حوله بعض الشعراء والزجالين ونظموا له قصائد لحنها بنفسه وتغنى بها بصوته، واجتهد أن يقدم القصائد القديمة فى قالب جديد.

وفى عام 1884 بدأ فى تقديم حفلة غنائية أسبوعية على مسرح «فرقة الخياط». وانضم إلى فرقة «القرداص والحداد» المسرحية عام 1885 كما انضم إلى فرقة إسكندر فرح وظل ممثلها الأول نحو ست سنوات.

وفى عام 1905 كون فرقته الشهيرة التى حملت اسمه وافتتحت عروضها على مسرح سانتى بحديقة الأزبكية، كما قام بتمثيل الروايات المسرحية فى دار الأوبرا وشارك فيها بألحانه وصوته، ومن هذه المسرحيات «هارون الرشيد» و«المظلوم» و«ليلي» و«القضاء والقدر» و«شهداء الغرام» و«البرج الهائل». وكون مع جورج أبيض فرقة «جورج أبيض وسلامة».

وقدم من ألحانه روايات «أنيس الجليس» و«أبوالحسن» و«على نورالدين» و«خليفة الصياد». ويعتبر الشيخ سلامة حجازى رائد فن الأوبريت فكان صوته يناسب هذا اللون الفنى، وهو أول من لحن المارشات والسلامات الخديوية التى كان يغنيها بصوته فى مطلع الروايات، وهو نوع من الغناء الحماسى الذى يحث على المبادئ والأخلاق والولاء للوطن. أشادت به الممثلة العالمية «سارة برنار» عندما شاهدته فى رواية «غادة الكاميليا». وتغنى بألحانه العديد من أشهر المطربين فى مصر أمثال منيرة المهدية ومحمد عبدالوهاب، وقام بتشجيع سيد درويش وقدمه على المسرح، ويعتبر سلامة حجازى الأب الروحى لسيد درويش.