رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مسافر في زمن المنع" يرصد تصارع الممنوع بالمرغوب

بوابة الوفد الإلكترونية

اختلط الوهم بالحقيقة، فتاهت الدروب وجالت الخطوب، وتصارع الممنوع بالمرغوب فتوقف الذهاب والإياب، واصطدم النوم باليقظة فارتعش السكون والحركة، وارتسمت هذه الملامح على سكان الكوكب خلال العام 2020، دون استثناء، في مشهد نادر بالتاريخ، أحدثته الجائحة "كورونا" .. بهذه العبارات انطلق الكاتب الصحفي بسام عبد السميع  في الأجواء الإبداعية عبر كتابه "مسافر في زمن المنع" وذلك في أول رواية تسجيلية لتجربة ذاتية خلال عدة أشهر من زمن الحظر والمنع والإجراءات الاحترازية.

 

ويقول الكاتب :"تلازم "الخوف والأمل" لدى الأفراد، والحكومات، والمنظمات، وارتبك الواقع مع الخيال فاندمج الماضي والمستقبل، وما بين قلق من تزايد الجائحة "كورونا" ورجاءٍ بانجلائها يعيش "إنسان 2020" راجياً عودة الماضي، ومترقباً لقادم يصعبُ التكهنُ برسمهِ أو وصفه".  
وأضاف المؤلف ما بين تباعدٍ يوفرُ فرصةَ الوقاية وتجاذبٍ يُرجحُ التعرض للإصابة بـ"كورونا"، تبقى ثنائية الالتزام والتفلت، والإفراط والتفريط، والإقدام والإحجام مساراً يتأرجح فيه الكثيرون.


وتابع :"ما بين الانشراح والانقباض يعيشُ العالمُ بأملٍ في عودة الحياة وخوفٍ باستمرار العزلة، ومع الانقضاء الحتمي لتلك الجائحة -كغيرها من نوائب الدهور- سيكتبُ التاريخ فصلاً جديداً لغدٍ لهُ في الأفق ظهور، فضوء التاريخ سيُسقِطُ كل سور ويكشف عن كل مستور وأحداثهُ ستخُطها السطور".


وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :"ستنجلي الجائحة - طالتْ الأيامُ أم قصرت- فذلك حال كل موجود، فشهر مارس سجلَ تصاعدَ الوباءِ وشهر يونيو أعلن بدء تراجع الانتشار، وتستمر ثنائية السفر والعودة حديثاً يثورُ في نَفْسٍ لها في الحياة عبور"!!.
وأضاف الكاتب: جلست إلى العام 2020 عدة أياماً وسألته متى سيرحل؟، فقال: "لا تستعجل رحيلي، فلكل بداية نهاية، ولكل شمس مغيب، وسأرحل ولن أعود، وقد يرحل معي رفيقي"كورونا"، وربما ترحل بعض الأنظمة وعدداً من الدول قبل أن أرحل!، وما عليك سوى أن تستشرف أحداث الأسابيع المتبقية في عمري.


وأشار العام 2020، إلى التفاؤل -نوعاً ما- مع مؤشرات تراجع موجة "كورونا" في بعض الدول، وانحسارها -المتوقع- خلال الفترة المقبلة، مشدداً على ضرورة ترقب تصاعد الأحداث خلال الشهور الباقية من 2020، فـ"الربيع المكذوب" يتجول المدن الأميركية، فهنيئا للعظمى الخارقة، بربيع يتبعه صيف حارق، وصولاً لخريف يتزامن مع موعد الانتخابات أو موعد الرحيل، بحسب ما ورد بين الكاتب والعام 2020.
 وتوقع المؤلف أن تحدث مناوشات تمتد أو تقصر وربما تؤدي إلى الحرب مع الصين أو غيرها، مشيراً إلى أنه بات من المؤكد أن الوصول للنهاية أصبح وشيكاً وحتمياً.
ولفت إلى وجود بوادر صدامات استراتيجية تتجه إليها دول في الشرق والغرب هروباً من الفشل بالتعامل مع "كورونا"، قائلاً على لسان العام 2020 : "فات الأوان للبعض ومازال هناك فرصة لآخرين"، -هكذا كل المحن فيها الخير والشر معاً-، لافتاً إلى أن صلاة فجر الأحد الثامن من شوال 1441 الموافق 31 مايو 2020، في المسجد النبوي الشريف، ستبقى لحظة تاريخية، حملت البشرى بقدوم حياة جديدة، إذ عاد المسلمون لصلاة الجماعة بعد توقف دام 72 يوماً.
ويقول الكاتب :"بادرني "2020" قائلاً : ما رأيك فيما أسمعتك؟، فأجبته: اتفق معك كثيراً، فلقد ردد قلبي مع كثير ممن حادثتهم هاتفياً أن عودة الصلاة هي يوم عيد جديد، ليفاجئني أحدهم بنفس الكلمة وبطريقة عفوية أيضاً قائلاً : لدي عيد إضافي، فقد أتممت صيام 6 من شوال عقب شهر رمضان، فإتمام صيام الفرض والسنة هو أيضاً عيد".
وأضاف سردتُ لـ"2020"، خواطري، فبعد استماعي للشيخ الدكتور عبد الرحمن الحذيفي إمام الحرم النبوي في كلمته التي ألقاها عقب الصلاة وهنأ فيها المسلمين بالعودة للصلاة، حاورني تساؤل حول موعد انتهاء جاهلية العصر الحديث والتي صنعناها على مدار عقود-

فكلما أردنا شيئاً تساءلنا هل ُترضى هذه الأشياء "أصنامنا"، التي حملت صفات الكبرى والعظمي والكاسحة أم أن هذه الأشياء ستثير غضب هذه المسميات الوهمية، فالويل لنا إن بقينا هذا.
وتابع الكاتب :"رمقني العام 2020 بنظرة تأييد وتحفيز، فأكملتُ قائلاً:سقطت هذه الأصنام بفعل "كورونا"عبر أصوات مدوية يسمعها الأصم ويبصرها الأعمى فهل أبصرنا وسمعنا؟!، إلا أن هذا التساؤل قادني بقوة إلى تساؤل أعمق حول من يرحل أولاً "كورونا"، أم "أميركا"، أم "2020 ".. ومن منهما سيسبق الآخر؟!، وأرجو الله رحيلهم جميعاً، فالثلاثة سجلوا مراحل من القوة والتنافس، فالرحيل بينهما مشروع ومأمول ومرغوب".
وذكر أنه في شهور معدودة، حطم "كورونا" باقتدار النظام العالمي بقوته وقيادته وأنظمته ودوله المارقة، ممهداً لمرحلة تاريخ وجغرافيا جديدة بعد أن حاز مقعداً في تاريخ سكان كوكب الأرض!!.
ويقول الكاتب هممت بالانصراف عن العام 2020، فسألته عن شيء يود قوله مع نهاية المقابلة - سيراً على عاداتنا المهنية في إجراء الحوارات واللقاءات الصحفية، فقال :"بشكل عام، سأبقى في ذاكرة التاريخ عام التحولات الكبرى في السياسة والاقتصاد والجغرافيا وعادات وتوجهات البشر".
ونوه إلى أن شقيقه الصحفي أحمد عبد السميع رافقه خلال مراحل الرحلة التي جرت أثناء الحظر وطرحت تساؤلاته حول مقتل جمال حمدان ورحيل أميركا مزيداً من التأمل والتعمق في الأحداث.
ومن الجدير بالذكر أن الكاتب كان قد أصدر الشهر الماضي أخطر كتاب حول سد النهضة تحت عنوان "رسالة النيل إلى السيسي" والذي تناولته مختلف وسائل الإعلام عربياً وعالمياً، وسلط فيه الضوء على جزء من المؤامرة يتعلق بحجز مياه النيل والسيطرة على منابعه عبر وكيل المؤامرة الجانب الصهيوني.
كما أصدر الكاتب أول كتاب عن موسم الحج للعام الجاري وذلك قبل نهاية شهر ذي الحجة، مقدماً فيه رؤية خاصة لهذا الموسم تحت عنوان "الحج الاستثنائي" ومستعرضاً جهود المملكة العربية السعودية في إقامة شعائر الحج رغم الجائحة "كورونا".
 ويعد الكتاب عمل توثيق لموسم حج استثنائي بكل المقاييس فاق ما تم توفيره للرؤساء والملوك على مدار التاريخ الإسلامي خلال رحلات الحج.
وشغل الكاتب الصحفي بسام عبد السميع منصب رئيس تحرير لعدد من الصحف المصرية خلال الفترة من 1998 وحتى العام 2005 ومنها "أخبار دمياط" أول صحيفة إقليمية في مصر مطلع الستينات، وصحيفة "المصير"، وصحيفة "حديث الأمة".
كما حاز الكاتب عدة جوائز صحفية منها جائزة الإبداع الصحفي لعام 2006، وجائزة الصحافة العربية لعام 2017.