رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وجدى زين الدين يكتب : اطمئنوا.. للمفاوض المصرى

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

المفاوض المصرى فى سد النهضة وطنى ذكي، لن تخيل عليه من قريب أو بعيد أى تصرفات تؤثر على حق الشعب المصرى فى الحياة، فإذا كان السد تنمية للإثيوبيين، فإن النيل حياة للمصريين، والحق فى الحياة لا يعادله أى حقوق أخري.. ومن هذا المنطلق الوطنى الذكى يتحرك المفاوض المصري، لمواجهة التعنت والصلف الإثيوبي. إن قول غيدو دارغاشيو وزير الخارجية الإثيوبي، إن بلاده ليست ملزمة بالتوصل إلى  اتفاق قبل ملء السد،  يعد تعنتاً واضحاً وتحدياً للمجتمع الدولى بأسره، فليس معنى أن تقيم إثيوبيا تنمية، أن تمنع الحياة عن المصريين، وهذا ما لا يرضاه أى عاقل أو لبيب بالإشارة.

المعروف أن المفاوض المصرى لديه كياسة ووعى بالغ فى كل الأمور، ويأتى على رأس ذلك ما يتعلق  بسد النهضة، والمجتمع الدولى بأسره يقف إلى جوار الحق المصرى فى الحياة، وكما أن مصر نفسها تؤمن بحق إثيوبيا فى التنمية، وليس ذلك على حساب حياة المصريين.

وهذه كانت رسالة مصر الواضحة منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن فيما يتعلق بسد النهضة. والمعروف أيضاً أن مجلس الأمن القومى الأمريكى طالب أديس أبابا بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل مع دول المصب المتضررة من السد قبل البدء فى ملء الخزان،. ورغم كل ذلك إلا أن إثيوبيا تصر  وتتعنت من أجل تغليب مصلحتها الخاصة على حساب مصالح باقى الأطراف الأخري..

الذى يجعلنى مطمئناً بشأن المفاوضات التى وصلت إلى طريق مسدود، أن المفاوض المصرى يضع نصب عينيه أمرين مهمين الأول: أنه لا تفريط أبداً فى حصة مصر المائية والثاني: أن المفاوض المصرى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفرط فى حقوق مصر التاريخية من المياه، كما أن إعلان المبادئ الذى وقعته مصر لا يتخلى عن ضرورة عدم تأثير بناء السد على  حصة مصر المائية، ولا التخلى عن الحقوق التاريخية لمصر فى هذا الشأن. ولذلك فإن المفاوضات والمباحثات التى أجرتها مصر حول السد لا  تعنى أبداً أن  تتخلى عن حصة  المياه، ولا يمكن أن تتخلى عن الحقوق التاريخية.

 نعلم أن هناك قلقاً شديداً بين المصريين خاصة بعد التصريحات التى أطلقتها إثيوبيا، وكلها تصريحات يغلب عليها التعنت والصلف وما شابه ذلك، إلا أن الحقيقة هى وجود ثقة عالية وكبيرة فى المفاوض المصرى الذى تحركه الدوافع الوطنية، ولديه القدرة الشديدة على التعامل مع الأمر بما يحقق للمصريين حقهم فى الحياة، والتى تعد أهم من التنمية التى تتذرع

بها إثيوبيا. كما أن اتفاق المبادئ الذى وقعته مصر لا يوجد به على الإطلاق أى تفريط فى حقوق البلاد التاريخية والقانونية، كما أن المفاوض المصرى لديه قوة تفاوضية عالية جداً خاصة فى مواجهة آثار سلبية حدثت منذ 25 يناير وأثناء فترة حكم الجماعة الإرهابية التى غارت  إلى غير رجعة. وخلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر استغلت إثيوبيا الموقف المضطرب بالبلاد وغيرت من تصاميم السد وزادت من السعة التخزينية له.

إذا كان من حق إثيوبيا التنمية وإحداث نهضة، فليس على حساب حياة المصريين، ومن حق مصر التاريخ والحضارة أن تعيش ولا تتضرر أبداً من بناء هذا السد، كل هذه الأمور يضعها المفاوض المصرى نصب عينيه. كما أن المفاوض المصرى حريص جداً على عدم التفريط فى حقوق مصر. وهذه كلها مبادئ من المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو.. اطمئنوا فلن تفرط مصر أبداً فى حق من حقوقها، ولن تستسلم مصر أبداً لأى تعنت أو صلف وخلافه.. مصر القوية بشعبها وقيادتها السياسية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تخذل أبناءها أو تفرط فى حق الحياة لجميع المصريين، والذين يفهمون غير ذلك واهمون لا يقدرون الأمور وتبعاتها.

ومن هذا المنطلق الوطنى تحرك حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة، وأجمعت مؤسسات الحزب كاملة التى تؤيد الدولة الوطنية، على أهمية مساندة القيادة السياسية وتأييدها فى اتخاذ ما تراه مناسباً فى مسألة سد النهضة، بل إن الوفد طالب كل الأحزاب والقوى السياسية بضرورة تفويض الرئيس عبدالفتاح  السيسى فى اتخاذ كل ما تراه الدولة من إجراءات فى هذا الشأن.

 

[email protected]