رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالروح بالدم بالعقل بالقانون والدبلوماسية.. 22 عامًا فى مواجهة العدو

بوابة الوفد الإلكترونية

 جيش الشعب.. وشعب لا ينفصل عن جيشه.. حقائق أكدتها جميع الأزمات التى مرت بها مصر على مدار تاريخها، فجيش مصر للمصريين يحمى ويصون أرضهم ومقدساتهم ويدفع حياته ثمناً لذلك، وأيضاً ينفذ إرادتهم إذا ما لجأ إليه الشعب فى مواجهة الحاكم عقب ثورتين متتاليتن فى 25 يناير و30 يونيو، ويتطلع إليه المصريون فى تحقيق آمالهم وطموحاتهم نحو المستقبل، حيث تقود القوات المسلحة مسيرة إعادة بناء الدولة المصرية من خلال المشروعات القومية الكبرى، وأيضاً هو السند ليس فقط فى الحروب ولكن فى كل الأوقات إذا ما حلت بالبلاد كارثة، أو تعرضت الدولة لوباء مثل فيروس «كورونا»، الذى يهدد حياة البشر فى مختلف دول العالم.

 وتزامناً مع احتفال مصر والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء من حق المصريين أن يفخروا بجيشهم الوطنى.. ذلك الجيش العظيم الذى رفض الهزيمة وأصر على الحرب مهما كانت التضحيات، فأعاد بناء نفسه ونظم صفوفه واستعاد قوته، وحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر فى معركة غير متكافئة فى السلاح، ولكن تفوق المصريين بإيمانهم بوطنهم، جعلهم يحاربون بقلوبهم وعقولهم، فسقطت أسطورة الجيش الذى لا يقهر على يد أحفاد الفراعنة.

سيناء الغالية.. أرض الفيروز بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول عن أمنها القومى.. إنها سيناء التى دفع الشعب من أجلها كل غالٍ ونفيس وقدم فيها الجيش الروح والدم لتعود إلى إحضان الوطن، ويعود المصريون مرفوعى الرأس بين الأمم.

لقد تناسى الشعب مطالبه ليس فقط فى الخدمات بل فى الطعام والشراب، وبذل الجيش مجهودًا خارقًا فى إعادة بناء قدراته، وتسليح نفسه والتجهيز لمعركة الخلاص بالعقل قبل السلاح.. دفع المصريون جميعاً ثمن الانتصار.. فأذهلوا العالم بعبقرية الهجوم والاقتحام.

فمنذ اللحظات الأولى لاحتلال سيناء، كان قرار الشعب والجيش المصرى أنه لا قبول بسياسة الأمر الواقع ولو وقف العالم كله مع العدو، ولا تفريط فى حبة رمل واحدة من سيناء مهما كان حجم التضحيات، واستمرت معارك التحرير على مدار 22 عاماً حتى استرد المصريون أرضهم بالصمود والحرب والمفاوضات وذلك بعودة منطقة «طابا» وهى آخر شبر من سيناء تم تحريره، وجسدت قضية طابا ملحمة وطنية رائعة تضافرت فيها جهود مؤسسات الدولة العسكرية والدبلوماسية والقانونية.

فى ذكرى تحرير سيناء ووسط ما يموج بالمنطقة العربية من رياح عاتية أضاعت دولاً وقسمت أخرى وخلقت حروباً أهلية لن تنتهى على مدار عقود.. يجب أن يتذكر المصريون أن الوطن هو أغلى ما يملكون وأن المؤامرات لم ولن تنتهى سواء بالحروب التقليدية أو غير التقليدية أو الحرب الاقتصادية.. والتى ستحل قريباً محل الحرب بالسلاح.

لقد جسدت عودة أرض الفيروز ملحمة شعب وجيش توحدت إرادتهم واختلطت دماؤهم فحاربوا المستحيل بعد هزيمة أوشكت على قتل الأمل وبثت اليأس فى النفوس، ولكن المصريين وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، وأخيرًا المعركة الدبلوماسية.

ومنذ العدوان الإسرائيلى ووقوع النكسة فى 5 يونيو 1967، بدأت مصر معركة التحرير التى استمرت على مدار 22 عاماً حتى استرداد آخر شبر وهى أرض.

« طابا» التى حاولت إسرائيل فرض الأمر الواقع عليها، وعندما فشلت حاولت أخذ موقع مميز بداخلها بحيث يعبر إليها اليهود بدون تأشيرة، وهو ما رفضته مصر، وخاضت كل المعارك حتى تكتمل السيادة المصرية على كافة ربوع سيناء، وعادت طابا مصرية فى مارس من عام 1989، ليعلن المصريون للدنيا أن مصر الحضارة والتاريخ لم ولن تضيع أو تموت.

 

الصمود فى وجه العدو

تعد نكسة 1967 حرباً لم تحارب فيها مصر، حيث وجهت إسرائيل ضربات عدائية استباقية دمرت سلاح الطيران فى مرابضه وحطمت كافة المطارات المصرية، وتم احتلال سيناء، ومنذ الساعات الأولى للاحتلال أعلن المصريون شعباً وجيشاً أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وسميت هذه الفترة بمرحلة الصمود لاحتواء آثار الهزيمة واستمرت لما يقرب من 14 شهراً.

فبعد وقف إطلاق النار حشد الجيش المصرى قدراته القتالية على القناة، وكانت قدرات على قدر تواضعها إلا انها رسخت مبدأ المواجهة والصمود وكانت فى مجملها لا تتجاوز 100 دبابة ونحو 150 مدفعًا، ويوماً بعد يوم أخذت الأعداد فى تزايد بفضل الدعم العربى للجبهة المصرية.

وتجسدت أهداف هذه المرحلة فى إعادة بناء القوات المسلحة ورفع قدراتها القتالية وتعويض ما فقده الجيش من السلاح، وذلك رغم تأكيدات الخبراء العسكريين بأن الجيش المصرى يحتاج على أقل تقدير إلى 20 عاماً حتى يعيد بناء نفسه والدخول فى حرب، كما استهدفت هذه المرحلة جمع المعلومات واستطلاع واكتشاف نشاط العدو على الجبهة وداخل سيناء.

وقد مثلت مرحلة الصمود واحدة من أهم مراحل التحرير، حيث رفعت الروح المعنوية للجيش وكانت البداية الحقيقية لمعركة العبور، كما تخللها عدد من العمليات العسكرية الناجحة التى نفذها الجيش حتى لا يطمئن العدو فى الأراضى المحتلة، فنفذ الجيش المصرى عمليات انتقامية فى البر والجو والبحر أكد من خلالها رفض الهزيمة أو القبول بالأمر الواقع، فكانت معركة رأس العش فى أول يوليو67 والتى منعت إسرائيل من احتلال مدينة بورفؤاد، ثم الاشتباك الجوى فوق القناة يومى 14 و15 يوليو ومعارك المدفعية فى قطاع شرق الإسماعيلية فى شهر سبتمبر والتى تكبد العدو فيها خسارة 9 دبابات و25 قتيلاً و300 جريح، وكان إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 67 أمام بورسعيد واحداً من أعظم إنجازات هذه المرحلة.

وعلى الجانب السياسى أعقبت النكسة عدة تحركات سياسية أبرزها القمة العربية بالخرطوم التى قدم فيها الأشقاء العرب 95 مليون جنيه استرلينى لمصر، ثم قرار مجلس الأمن رقم 242 فى نوفمبر 1967، والذى لم يقدم جديداً، حيث أقر انسحاب إسرائيل وعدم جواز احتلال الأراضى بالقوة، وفى الوقت نفسه طالب العرب بالاعتراف بإسرائيل داخل حدود أمنه.

مرحلة الدفاع النشط

بدأت هذه المرحلة بعد أن استرد الجيش المصرى بعض عافيته والتى لم تستغرق وقتاً طويلاً بعد النكسة، بل إن هذه المرحلة بدأت فعلياً فى سبتمبر من عام 1968 واستمرت حتى فبراير 1969، وفيها خاض الجيش معارك استكمال قدراته القتالية خاصة الأسلحة الدفاعية، إضافة إلى شن أعمال قتالية نوعية تنزل بالعدو أقصى خسائر ممكنة.

ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو إنشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية، وهو ما عرف بـ «خط بارليف»، حيث أنشأت إسرائيل ساتر ترابى على الضفة الشرقية للقناة وأنشأت بداخله نقاطًا حصينة وسلحت النقاط بأقوى وأحدث المعدات القتالية اعتقادًا منها أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل، ومن شدة تحصين هذا الخط أكد القادة العسكريون فى روسيا للقيادة المصرية أن مصر بحاجة إلى قنبلتين نوويتين لإزالة خط بارليف وعبور القناة، وأنه من المستحيل تجاوزه بأسلحة تقليدية.

 

حرب الاستنزاف

تعد حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، فقد أتاحت للجيش المصرى تحقيق عنصر المواجهة مع العدو، وتعرف القادة على أسلوب وأفكار العدو من خلال المعارك التى تكبد فيها العدو خسائر فادحة وكشفت نقاط ضعفه.

ونتيجة مباشرة لمعارك هذه الحرب الشرسة تعرف الجيش المصرى على غالبية قدرات وإمكانات العدو فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، واستلهم منها القادة إمكانية مهاجمة العدو نهاراً نتيجة تعاظم الإحساس بالغرور المطلق والثقة المفرطة بعد المكاسب السريعة فى أعقاب نكسة يونيو 67.

كما أن حرب الاستنزاف أثبتت مدى تفاعل قادة الجيش المصرى مع القوات على الجبهة، عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وهو على الخطوط الأمامية للجبهة فى 9 مارس 1969 فى موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية، فضلاً عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى.

وقد بدأت هذه الحرب فعلياً فى 8 مارس من عام 1969، وكان هدفها الرئيسى استهداف جنود وأسلحة العدو فى سيناء، لتدريب المقاتل المصرى على حصد أرواح أعدائه، وافتتحت هذه الحرب بقصف مدفعى مركز على تحصينات ومواقع العدو فى خط بارليف، ثم أغارات بريًا عبر القناة باستخدام الوحدات الخاصة والمشاة والمهندسين، بدأت بمجموعات صغيرة، حتى وصلت إلى عبور كتيبة صاعقة فى ليلة 9 يوليو 1969 عندما عبرت كتيبة صاعقة لسان بورتوفيق وقتلت أفراد قوة العدو ودمرت معداته.. وعادت دون خسائر وأطلق على تلك العملية معركة «لسان بورتوفيق»، ثم نفذت القوات المصرية عملية الإغارة فى ميناء إيلات وإغراق وإصابة 3 سفن إنزال بحرية إسرائيلية.

وقد شهدت مراحل حرب الاستنزاف عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان.

وفى 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة سميت « مبادرة روجرز» تقضى بوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة 90 يومًا، والتى سقطت نهائيًا فى 4 فبراير 1971 عندما أعلن الرئيس السادات أن مصر ترفض وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة، وهو ما يعنى تكريس حالة اللاسلم واللا حرب.

 

نصر أكتوبر العظيم

لقد جسدت حرب أكتوبر المجيدة ملحمة كبرى للجيش شارك فيها بـ100 ألف مقاتل وشارك فيها كل الشعب، وتحمل المصريون بمختلف أعمارهم مسلمين ومسيحيين من

أجلها الكثير ودافعوا عن أرضهم بالدماء على مدار 6 سنوات أبى الشعب والجيش فيها إلا أن ينتصر على العدو فى معركة العزة والكرامة.

وكان الرئيس السادات قد أيقن بعد المماطلة غير المبررة من الولايات المتحدة بضرورة تحريك المياه الراكدة والدخول فى الحرب مع إسرائيل، واعتمدت فكرة الحرب على اقتحام قناة السويس بالجيشين الثانى والثالث على طول القناة وانشاء رؤوس كبارى جيوش تشمل 5 فرق وقوة قطاع بورسعيد بعمق ما بين 15 و20 كيلو مترًا مؤمنة بقوات الدفاع الجوى، ثم تطوير الهجوم إلى خط المضايق الجبلية واحتلاله، وبذلك تصبح القوات الإسرائيلية فى أرض مكشوفة وسط سيناء.

وكانت هناك عقبات كثيرة أمام العبور على رأسها قناة السويس والتى تعد من أصعب الموانع المائية، ثم الساتر الترابى الذى يميل بزاوية 80 درجة، ويستحيل اجتيازه بالمركبات، حيث إن فتح ثغرة واحدة به باستخدام التفجير والقصف المدفعى تحتاج ما بين 15 و21 ساعة وإلى 500 رجل يعملون 10 ساعات بالطرق اليدوية، وإلى 5 بلدوزرات تعمل بلا توقف لمدة 10 ساعات، ثم خط بارليف الذى جعلته إسرائيل منشآت هندسية ضخمة مزودة بكل وسائل القتال وخصصت له إسرائيل ما يقرب من 65 % من قواتها للدفاع عن سيناء.

وفى يوم 6 أكتوبر عام 1973، وحين أشارت عقارب الساعة نحو الثانية و5 دقائق ظهراً وجه أكثر من 2000 مدفع ثقيل النيران نحو مواقع العدو فى نفس اللحظة التى عبرت فيها سماء القناة 208 طائرات تشكل القوة المكلفة بالضربة الجوية الأولى التى أصابت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالشلل التام، فى حين كان أكثر من 8 آلاف مقاتل قد بدأوا النزول إلى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقى للقناة.. ثم بدأت عمليات نصب الكبارى بواسطة سلاح المهندسين الذى استشهد فيه اللواء أحمد حمدى فى الساعات الأولى للحرب.

 

عودة سيناء

مع وقف إطلاق النار وكنتائج مباشرة للنصر العظيم وتحطم اسطورة الجيش الذى لايقهر استعادت مصر السيادة الكاملة على قناة السويس، كما استردت جزءا من أرض سيناء، وبعد اليوم الـ 16من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية.

وقد صدر القرار رقم 338 الذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م، وهو القرار الذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتوقفت المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

 

مباحثات الكيلو 101

كانت مباحثات الكيلو 101 على مدار شهرى أكتوبر ونوفمبر 1973 وفيها تم الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة فى الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع فى 11 نوفمبر 1973 م على اتفاق تضمن التزاماً بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى.

 

اتفاقيات فض الاشتباك الأولى والثانية

فى يناير 1974 وقع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذى حدد الخط الذى ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفى سبتمبر 1975 تم توقيع الاتفاق الثانى الذى بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالى 4500 كيلو متر من أرض سيناء.

 

زيارة السـادات للقدس

فى شهر نوفمبر عام 1977 أعلن الرئيس أنور السادات فى بيان أمام مجلس الشعب أنه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، ثم نفذ الزيارة وألقى كلمة فى الكنيست الإسرائيلى طارحاً مبادرته بأنه ليس وارداً توقيع أى اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية.

 

مؤتمر كامب ديفيد

 فى 5 سبتمبر عام 1978 وافقت مصر وإسرائيل على المقترح الأمريكى بعقد مؤتمر ثلاثى فى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر، وتم التوقيع على وثيقة «كامب ديفيد « فى البيت الأبيض فى 18 سبتمبر 1978، والتى ضمت وثيقتين لتسوية شاملة للنزاع العربى الإسرائيلى، الأولى حول إطار السلام فى الشرق الأوسط، والثانية تناولت إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل

 

معاهدة السلام 26 مارس 1979

وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام والتى نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة، وكذلك المدنيون من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة، وبذلك نجد أن الانسحاب الإسرائيلى من سيناء مر بـ3 مراحل، الأولى تمثلت فى النتيجة العملية المباشرة للحرب، وانتهت فى عام‏1975‏ بتحرير المضايق الإستراتيجية وحقول البترول على الساحل الشرقى لخليج السويس‏.

وكانت المرحله الثانية والثالثة من الانسحاب تطبيقاً لبنود معاهدة السلام‏ حيث تضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملا من خط العريش‏ - رأس محمد‏ والتى انتهت فى يناير‏1980 وتم خلالها تحرير‏32 ألف‏ كم2، وخلال المرحله الثالثه انسحبت إسرائيل إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلًا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل.

 

عودة «طابا»

لقد تحولت معركة تحرير طابا إلى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر‏ العظيم، وفور ظهور المشكلة أعلنت مصر أن أى خلاف على الحدود يجب أن يحل وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام التى تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حلها بالمفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.

وقد ضم فريق الدفاع المصرى 24 خبيرًا بينهم ‏9‏ من أقطاب الفكر القانونى من بينهم الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد رحمه الله ‏,‏ إضافة إلى ‏2‏ من علماء الجغرافيا والتاريخ‏ منهم يونان لبيب ,‏ و‏5‏ من أكبر الدبلوماسيين بوزارة الخارجية,‏ و‏8‏ من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية.

وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التى انعقدت فى جنيف بالإجماع حكمها لصالح مصر وأعلنت أن طابا مصرية، وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها.