رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أجهزة التنفس الصناعى.. الداء والدواء

بوابة الوفد الإلكترونية

 أصبحت أجهزة التنفس الصناعى هى الداء والدواء فى كارثة كورونا، فنقص هذه الأجهزة هو الداء يعانى منه العالم كله، لأنها الدواء لعلاج الحالات المتأخرة التى تصاب بفيروس كوفيد 19، وإذا لم تتوفر هذه الأجهزة سيموت عدد أكبر من المواطنين حول العالم، فالفيروس المستجد يقتل كل يوم الآلاف حول العالم بسبب الفشل الرئوى الناتج عن الالتهاب الشديد فى الرئتين، مما يؤدى إلى فشل التنفس وبالتالى الوفاة؛ لذلك بدأ العالم كله الاهتمام بإنتاج المزيد من أجهزة التنفس الصناعى، فأصدر الرئيس الأمريكى ترامب تعليمات مشددة لشركتى فورد وجنرال موتورز عملاقى صناعة السيارات لانتاج هذه الأجهزة، وفى مصر وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكومة لضرورة تصنيع هذه الأجهزة، فيما تنازلت شركة «ميدترونيك» العالمية عن حقوق الملكية الفكرية لتصنيع أجهزة التنفس الصناعى لتجعلها متاحة لكل الدول لتصنيعها، وإنقاذ حياة المرضى فى كل مكان .

 

ولكن يبقى السؤال: ماذا يفعل كوفيد 19 بجسم الإنسان؟ وهل يحتاج كل مريض إلى جهاز تنفس صناعى؟

الاجابة أعلنتها منظمة الصحة العالمية بالاشارة إلى أن فيروس كورونا قد يتسبب فى إصابة الانسان بالتهاب حاد فى الرئتين، مما ينتج عنه فشل فى التنفس، وهنا يحتاج المريض إلى جهاز تنفس صناعى يتولى عملية التنفس فى الجسم، مما يمنح المريض وقتاً لمكافحة العدوى والتعافى، ومن ثم تنقذ تلك الأجهزة أرواح المصابين الذين يعانون من مضاعفات خطيرة بسبب الفيروس.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية أيضا يتعافى 80% من المصابين بفيروس «كوفيد – 19» دون الحاجة إلى العلاج فى المستشفى، إلا أن واحداً من بين كل ستة أشخاص تتفاقم حالته، ويمكن أن يعانى من صعوبة بالغة فى التنفس، وهى الحالة التى يتسبب فيها الفيروس فى تلف الرئتين، والتى قد تمتلئ بالسوائل مما يصعب من عملية التنفس، وبالتالى تنخفض نسبة الأكسجين فى الجسم وتزيد معدلات ثانى أكسيد الكربون والغازات الضارة، وللتخفيف من هذه الأعراض يستخدم جهاز التنفس الصناعى لدفع الهواء إلى الرئتين، مع زيادة مستويات الأكسجين، كما أن جهاز التنفس الصناعى يحتوى على مرطب، يعمل على تعديل الحرارة والرطوبة فى الهواء الطبى، بحيث يتوافق مع درجة حرارة جسم المريض وفى حالة وضع المريض على جهاز التنفس الصناعى يعطيه الأطباء أدوية لإرخاء عضلات الجهاز التنفسى، ويقوم الجهاز بعمل الجهاز التنفسى بالكامل، ولكن هل يحتاج كل مريض بفيروس كوفيد 19 لجهاز تنفس صناعى؟

يجيب عن هذا السؤال الدكتور رفيق عدلى أستشارى أمراض الصدر والجهاز التنفسى مشيرا إلى أن فيروس كوفيد 19 من الفيروسات التى يمكن أن يقاومها جسم الإنسان، إلا أن هناك حالات كمرضى الحساسية والأمراض الصدرية وأمراض القلب وغيرها قد تحدث لهم مضاعفات شديدة تؤدى لإصابتهم بالتهاب رئوى حاد، وتنخفض قدرتهم على التنفس، وفى هذه الحالة قد يحتاجون لأجهزة تنفس صناعى، وهؤلاء المرضى تتراوح نسبتهم بين 3% إلى 5% من المصابين بالفيروس.

وأوضح الدكتور رفيق أن عددا كبيرا من الحالات قد تصاب بفيروس كورونا ولا تذهب إلى المستشفى، وتمر الإصابة كأنها انفلونزا عادية، لذلك نطلب من المرضى الراحة فى الفراش، والعزل حتى لا يعدى الآخرين، ومع تناول المشروبات الساخنة باستمرار، إلا إذا حدثت مضاعفات شديدة كضيق التنفس أو زيادة النهجان، وعندها يجب نقله للمستشفى فورًا.

وأشار الدكتور رفيق عدلى إلى أنه فى الأمور العادية لا يحتاج عدد كبير من المرضى لأجهزة التنفس الصناعى، لذلك لا يوجد عدد كبير منها فى

كل المستشفيات، إلا أنه فى حالة زيادة الإصابات بكوفيد 19 يزداد الطلب على أجهزة التنفس الصناعى، لذلك أصبحت هذه الأجهزة مهمة فى العالم كله.

جدير بالذكر أن الطلب زاد فى العالم كله على أجهزة التنفس الصناعى، وأصبحت كل مستشفيات العالم تعانى من نقص شديد فيها، بما فى ذلك الدول الكبرى التى تتمتع بمنظومة صحية متكاملة، وهو ما دفع ترامب إلى إلزام شركات صناعة السيارات مثل جنرال موتورز وفورد بتصبيع هذه الأجهزة، مطالبا الشركات الأمريكية بتصنيع 100 ألف جهاز تنفس صناعى فى 100 يوم، قائلا: «لنا وللعالم كله».

وأعلنت شركة «فورد موتور» أنها ستنتج 50 ألف جهاز تنفس صناعى خلال الـ100 يوم المقبلة، بالتعاون مع وحدة الرعاية الصحية فى شركة جنرال إليكتريك ويمكنها بعد ذلك صنع 30 ألف جهاز شهريًا حسب الحاجة لعلاج المرضى المصابين بالفيروس

ورغم أن الدكتور محمود عبدالمجيد أستشارى أمراض الصدر ومدير مستشفى الصدر بالعباسية سابقا قال بأن 5% من حالات الاصابة بكوفيد 19 فقط هم من يحتاجون إلى أجهزة تنفس صناعى، إلا أن هذا الرقم يمثل ضغطا على المستشفيات وووحدات الرعاية الصحية فى العالم كله.

وأوضح الدكتور عبدالمجيد أن حالات الإصابة بالفيروس تنقسم إلى 85% يتم شفاؤهم من المرض ولا يذهبون للمستشفيات، و10% يحتاجون للرعاية الصحية فى المستشفى، بينما 5% فقط هم من يحتاجون إلى اجهزة التنفس الصناعى، ومع تزايد حالات الاصابة بالمرض فإن هذه النسبة رغم قلتها تمثل ضغطا كبيرا على المستشفيات فى كل أنحاء العالم.

وأوضح الدكتور عبدالمجيد أن تداعيات هذا الفيروس تكون خطيرة على مرضى أمراض الصدر والقلب والأورام وأمراض نقص المناعة، لذلك لابد أن يتوجه هؤلاء للطبيب فور الشعور بأى أعراض مرضية.

وأشار إلى أن مرضى الأمراض الصدرية تحديدًا لابد أن يتوجهوا للطبيب فور الشعور بأى أعراض غير عادية، مثل زيادة الكحة عن المعتاد، أو ارتفاع درجات الحرارة، أو زيادة كمية البلغم فى الكحة أو تغير لونه، وأضاف أن الوقاية خير من العلاج، لذلك لابد أن نلتزم بالتعليمات وألا نخرج من منازلنا إلا للضرورة القصوى، واستخدام الكمامة وغسل اليدين جيدا قبل وبعد التسوق.

 وأشار إلى أنه إذا التزم الناس بالتعليمات فلن تزداد عدد المصابين، وبالتالى لن تتفاقم الأوضاع وتزداد الحاجة لأجهزة التنفس الصناعى.