رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أُسر دُمرت وحياة تبددت.. في زمن كورونا

فيروس كورونا
فيروس كورونا

يحصد الألاف من الأرواح دون تفرقة، ويواصل انتشاره في كل بقعة بالعالم،  فلا يفرق هذا الوباء اللعين بين غني وفقير، قوي وضعيف، إمرأة ورجل، عجوز وطفل، ويفتك بكل ما يتمكن منه، إنه فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، الذي بات خطرًا داهمًا يُهدد حياة البشر في كل مكان، وحولها إلي سجن وجحيم بعد أن أزهق الأرواح وخلق حالة من الذُعر والخوف وحبس الناس في منازلهم وأجبرهك علي تغيير نمط حياتهم وسلوكهم.

إقرأ أيضًا:

أمل لعلاج كورونا.. كل ما تريد معرفته عن عقار أفيجان

لمكافحة كورونا.. أخصائي تغذية يضع روشتة لتقوية الجهاز المناعي

 

ويعيش البشر الأن في كل مكان في العالم على أمل سعي العلماء واجتهادهم في الدراسات العلمية والمعملية، للصول إلى عقار أو مصل يُنقذ البشرية من فيروس كورونا اللعين، الذي زهق الأرواح دون تفرقة بين أحد، ودمر أُسر بأكملها وترك الحزن يُخيم داخل قلوب كل من حولها في صور مأساوية لن ينساها أحد.

وتستعرض "بوابة الوفد'، بعض القصص المأساوية لأُسر لحق بها فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وهتك بها حتى ترك للحزن سبيلا لها طول العمر.

 

قصة فاطمة
لم تكن فاطمة الحالة الأولي ولكن كانت قصتها الأكثر تأثيرا، في المجتمع المصري منذ تفشي الفيروس، وعلى أهالي محافظة دمياط على وجه الخصوص، حيث تضامن أهالي المحافظة مع هذه الأسرة على مدار الأسبوعين الماضين، عندما كان يُوثق زوجها يومياتهم في المعاناة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مطالبا الجميع بالدعاء لهم.

 

بداية إصابة الأسرة
 أصيبت الزوجة فاطمة الحطاب، بفيروس كورونا عندما نزل شقيقها لعمله، ورغم عدم مخالطته للأجانب نهائيًا، لكنه عاد مصابًا بارتفاع درجة حرارته، وظل أسبوعًا في المنزل يتلقى علاجًا مكثفًا، بعدما ذهب للأطباء، وتم تشخيص حالته بنزلة شعبية حادة".

 

وبعد إصابة شقيق الزوجة بأسبوع تحسنت حالته، ثم أصيبت والدته وشقيقه الثاني فجأة بارتفاع في درجة الحرارة، وفي تلك الفترة كانت فاطمة، هي من ترعاهما، ثم ظهرت الأعراض عليها، وشخص الأطباء حالتها في البداية على أنها نزلة شعبية، وبعد الاشعات ثبت أنها مصابة بفيروس كورونا.

 

 كانت فاطمة حامل في شهرها السادس، وأثناء وجودها في الحجر الصحي بالعجمى وضعت مولودتها الصغيرة "فاطمة"، التي سبقتها لمثواها الأخير بعد ولادتها بيوم واحد، ولم تلبث الأم قليلا فلحقت بمولودتها، وتركت خلفها ثلاثة أطفال من البنين، وزوجها المصاب الذي كان محجوزا معها بمستشفي الحجر الصحي بالعجمى.

 

كلمات مؤثرة لفاطمة قبل وفاتها
كانت كلمات فاطمة وزوجها على مواقع التواصل مؤثرة للغاية، حيث تفاعل معها المصريون، وانسابت معها التعليقات تقطر حزنا ودمعا، فقد كتبت فاطمة قبل وفاتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تغريدة قالت فيها: "من يحمل لي مثقال ذرة حب فليدعو لي"، وفي أخرى "لطالما طلبت من الله أن يجعلني أعيش حياة طويلة وصالحة، ولكن لم يخطر ببالي أبدا أنني سأعيش اليوم الذي أدفن فيه زوجتي الحبيبة وابنتي بيدي، عزائي الوحيد هو أنك الآن لديك حياة أفضل ورفاق أفضل إن شاء الله".

شادي أبو يوسف ينعي زوجته فاطمة
وكتب الزوج شادي أبو يوسف ناعيا زوجته بعد وفاتها قائلا: "ربنا

يرحمك يا رفيقة العمر وحبيبة القلب وأم أولادي"، ولكن كان أكثر ما أثر في قلوب المصريين،  هي التغريدة التي قال فيها: "سبحان الله صدر قرار اليوم بنقلي من الحجر في العجمي للحجر في أبو قير، وبمجرد دخول عربات الإسعاف ساحة مستشفى العجمي للاستعداد لنقلي بعيدا عن زوجتي فاطمة، يأتيني خبر وفاتها في نفس اللحظة، وكأنها ظلت إلى جواري ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل عنها، اللهم اجعل موعدنا الجنة، غدا نلقى الأحبة".

وأضاف أبو يوسف: "اللهم إني حرمت السير في جنازتها، وحرمت زيارتها في مرضها، وحرمت صلاة الجنازة عليها.. فاللهم سخر لها عبادا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السماوات بدعائهم".

الطفلة هناء.. أصُيبت بالفيروس وفقدت أمها وحُجر والدها
كانت البداية حين تم رصد إعياء لزوجة 30 سنة، كانت تعانى  من التهاب رئوى مزمن وربو منذ سنوات، وفجأة شعرت بقسوة الألم،  وتم تحويلها الى مستشفى الصدر بالفيوم، التى قامت بأخذ عينة ومسحة منها، وجاءت النتيجة إيجابية وتأكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

 

 تم نقل السيدة إلى مستشفى العزل بالقاهرة بعد أن ثبتت إيجابياتها للفيروس، وتوفيت فى اليوم الثانى لوصولها، وتم دفن جثمانها فى مقابر أسرتها بمدينة الفيوم بمعرفة وزارة الصحة وبحضور أسرتها، ثم أصيبت طفلتها هناء معوض، وقامت ميرية الصحة بالفيوم، بعد وفاة السيدة بأخذ عينات ومسحات من باقى أفراد الأسرة والمخالطين لهم بلغت أكثر من 15 عينة، وبعد الفحوصات والتحليلات للعينات، جاءت 4 عينات إيجابية من المخالطين للسيدة التى توفيت وهم زوجها مصطفى 40 عاما، ووالدته ونجلته الصغيرة وزوجة شقيقه، ثم تم نقلهما إلى مستشفى العزل بالقاهرة لمدة 15 وعزل الجدة بمستشفى ملوى بمحافظة الفيوم.

 

وتعددت الروايات والأقاويل عن سبب نقل العدوى لهذه الأسرة، فقال البعض أن شخصا من السعودية وهو صديق للأسرة جاء لحضور عيد ميلاد ونقل لهم العدوى والاسرة لاتعرف سوى إسمه فقط، وانتشرت أقاويل أخرى تتردد بأن أحد أفراد الاسرة كان يقوم بأداء العمرة فى السعودية وعند عودته نقل العدوى لهم.