رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التنمر.. فى زمن «كورونا»

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ ظهور وباء كورونا، بمجرد أن يصاب أى شخص بالانفلونزا أو الكحة تجد نظرات الناس من حوله تطارده كأنك مصاب بالوباء، فالكل يبتعد عنه ويغادر المكان الموجود به لمجرد أن يعطس بل ويطلق البعض لفظ كورونا على من يشتبه بإصابتهم بالفيروس، والأسوأ من ذلك ما يتعرض له متعافو كورونا أو المشتبه فى إصابتهم من معاملة سيئة من قبل الأقارب والأصدقاء، حتى تحول التنمر فى مجتمعنا إلى وباء لا يقل فتكا من كورونا، ولهذا يتخوف البعض من الافصاح عن أى أعراض تصيبهم ويتحاشون الذهاب إلى المستشفى لفحص حالتهم, وقد يفقد حياتهم خوفا من تنمر من حوله!

التنمر هو نوع من أنواع العنف، والإساءة يوجه من شخص، أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر، سواء وجها لوجه، أو عن طريق الانترنت بدءا من الاذى الجسدى إلى الاساءة اللفظية والنفسية، وهو سلوك عدوانى يؤدى إلى الاكتئاب وقد يصل الأمر إلى انتحار ضحية التنمر.

ومؤخرا انتشرت مؤخرا ظاهرة التنمر فى المجتمع بصورة ملحوظة، وهناك العديد من الدوافع التى أكد الخبراء أنها تؤدى إلى ظاهرة التنمر، أهمها إصابة المتنمر باضطرابات نفسية، أو شعوره بالنقص والغيرة، وتلك الظاهرة ينتج عنها العديد من الآثار السلبية السيئة على الضحية، فقد تؤدى إلى الاضطرابات النفسية والاكتئاب وشعور المتنمر به بحالة من الخوف والقلق والعدوانية، ومع الانطواء والعزلة والأخطر من ذلك التفكير فى الانتحار.

وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة قوية بين التنمر والتفكير فى الانتحار منذ ظهور فيروس كورونا والذى نتج عنه سلوكيات سيئة جعلت الكل يخشى الاقتراب ممن يعانون من نزلات البرد أو أصحاب الملامح الاسيوية خوفا من أن يكونوا مصابين بالفيروس، والمؤسف فى الأمر ما حدث مؤخرا مع المتعافين من كورونا من حالات تنمر ضدهم من قبل المحيطين بهم، بدلا من تقديم العون لهم والاطمئنان على صحتهم، الأمر الذى أثر سلبا على حالتهم النفسية وجعلهم يعيشون فى حالة عزلة وكأنهم ارتكبوا جريمة، رغم أنهم لا ذنب لهم فى هذا الفيروس فهم ضحايا رضوا بقضاء الله وكل إنسان قد يكون معرضا للإصابة به فى أى وقت، هذا الأمر أصبح خطرا جديدا يهدد استقرار المجتمع ويحتاج لمزيد من التوعية حتى نتمكن جميعا من القضاء على هذا الفيروس القاتل.

منذ أيام ألقت قوات الأمن القبض على سائق قام بالتنمر على مهندس صينى أعلى الطريق الدائرى، بالقرب من المعادى، وأجبره على النزول من سيارة «أوبر» كان يستقلها معه، خوفا من فيروس كورونا، وتركه يتوسل لأصحاب السيارات حتى يركب معهم دون جدوى، فضلا عن تعرضه للمضايقات والسخرية من قبل البعض فى الطريق، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو سجل واقعة التنمر على شاب آسيوى أعلى الطريق الدائرى بسبب ملامحه الصينية، ويظهر الفيديو المتداول هذا الشخص داخل سيارة أجرة، جالسا فى المقعد الخلفى، بينما يضع السائق منديلا على فمه وأنفه كنوع من السخرية، إلى أن حدثه آخرون فى سيارة مجاورة أثناء الازدحام المرورى،

وطالبوه بإنزاله من السيارة وسط الطريق خوفا من عدوى كورونا, وبالفعل قام السائق بإنزاله من السيارة وهو ما اثار حالة من الغضب الشديد بين المصريين، خاصة أن الشاب الصينى حاول ركوب اى سيارة اخرى، لكن طلبه قوبل برفض شديد من السائقين، وهرب الجميع من حوله خوفا منه!

ويصف الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى ما يحدث من تنمر على المتعافين من كورونا أو المشتبه فى إصابتهم بالفيروس, بأنه حالة من الجهل وعدم الادراك لدى المتنمرين، لأن المريض بعد 14 يوما من العزل يتعافى من المرض تماما ويمارس حياته بصورة طبيعية، ويقول: مع الاسف نجد أن أهالى المصابين يتعرضون أيضاً للتنمر من قبل الجيران والأقارب وكل المحيطين بهم، ويخشى الجميع من التعامل معهم أو الاقتراب منهم، رغم أن مصاب كورونا لا ذنب له فيما حدث لأنه ابتلاء من الله، وعلينا أن ندعو للمريض بالشفاء، ونقدم له الدعم النفسى لمساعدته على اجتياز الأزمة، ويرى أن محاربة تلك الظاهرة يحتاج لمزيد من الوعى لدى المواطنين، فتلك الأزمة ناتجه عن حالة من الخوف والذعر لدى الكثيرين، وهنا يجب على وسائل الإعلام عمل حملات توعوية لتوضيح الآثار السلبية لظاهرة التنمر وما تتسبب فيه من حالة نفسية سيئة للمريض، حيث يصاب المريض بحالة من الاكتئاب، وقد يحتاج البعض لدعم نفسى حتى يتمكن من ممارسه حياته بصورة طبيعية.

أما الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، فيرفض التنمر باسم كورونا، لأن كل شخص معرض للإصابة بهذا الفيروس، وعلى الجميع أن يأخذ حذره دون أن يتنمر، فالمصاب بهذا الفيروس يشعر بحالة من الاضطهاد ممن حوله وهذا يؤثر على حالته النفسية رغم أنه من المفترض أن نقدم له العون والمساعدة ونتعاطف معه، ويقول: هذا الوضع العبثى يزيد من حاله الفرقة بين الناس لذا فإننا نحتاج لمزيد من الوعى بين الناس والتركيز على نبذ العنصرية وعلى وسائل الاعلام أن تقوم بدورها للحد من تلك الظاهرة.