رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كورونا.. فى العيادة النفسية

 

 

دراسات: 70% من علاج «كوفيد 19» يعتمد على الحالة النفسية

خبراء: اشغلوا أنفسكم بأى شىء آخر غير متابعة الأخبار

الحالة المزاجية  تقوى المناعة وتساعد على الشفاء.. والتفاؤل مطلوب للمقاومة

استشارى صحة نفسية: استقوا المعلومات من مصادرها الرسمية.. ولا تنساقوا وراء الشائعات المغرضة

 

 

كورونا لم يعد مجرد فيروس يصيب الجهاز التنفسى، بل إنه أصبح فيروسا نفسيا أيضاً، فمعظم الناس يعيشون حالة من القلق والرعب بسبب هذا الفيروس المستجد، وإذا كان عدد المصابين بالفيروس فى مصر لا يتعدى بضع المئات حتى الآن، إلا أن حالة الهلع والرعب تسيطر على المصريين جميعاً، وهذا حال الناس فى كل بلاد العالم الآن بعد أن جمعتهم أزمة الفيروس الغامض.

فلا حديث للمصريين فى منازلهم ولا أعمالهم سوى عن فيروس كورونا المستجد أو «كوفيد 19»، ولا شغل لرواد مواقع السوشيال ميديا سوى الحديث عن هذه الكارثة.

وما بين التهويل والتهوين والسخرية انقسم المصريون وتأثرت حالتهم النفسية أكثر وأكثر حتى أصبح الجميع يعيش فى حالة من الرعب والهلع، فيما قابل البعض الأمر باللامبالاة والسخرية وكلاهما خطر.

فى كل مكان سرت فيه شائعة عن اشتباه إصابة أى شخص من الأشخاص بفيروس كورونا المستجد، يصاب الآلاف حوله بحالة من الرعب والخوف، هذه الحالة تؤثر فى حالتهم النفسية، ويؤكد الخبراء أن هذه الحالة من الهلع قد تكون أخطر على الإنسان من الفيروس نفسه.

وقد انعكست حالة الرعب والقلق على سلوكيات المصريين، فكثرت المشاحنات والمشاجرات داخل البيت، خاصة مع وجود كل أفراد الأسرة لفترة طويلة فى المنازل، وتأثرت حالة الأطفال النفسية وأصبحوا أكثر تأثراً من أى فرد فى الأسرة.

أكد الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن هناك حالة من الخوف والهلع عند الناس بسبب فيروس كورونا، وقد ظهرت هذه الحالة فى صورة بعض الأعراض مثل سرعة الاستثارة والعصبية الزائدة، والأعراض الاكتئابية والانسحاب الاجتماعى والانزواء، بالاضافة إلى اضطراب النوم والكوابيس، واضطراب الأكل، والانشغال بالموت وكل ما يتعلق به، والخوف على الآخرين من أولادنا وأمهاتنا الكبار، وتتبع أخبار الوفيات الناتجة عن الفيروس، وكل هذه مؤشرات تؤكد أن هناك حالة من الخوف والهلع عند الناس بسبب تفشى وباء كورونا.

وهذه الحالة تجعل الناس مهيأة للإصابة بالفيروس، فالخوف والقلق تجعل معدلات كرات الدم البيضاء فى الدم منخفضة، وبالتالى يصبح الجهاز المناعى ضعيفا، وهذا عكس الإنسان المتفائل الذى يشعر بيقظة ذهنية، حيث يتم زيادة إفراز الكرات البيضاء فى الدم، ما يجعله أكثر مقاومة للمرض، وإذا تعرض للإصابة بأى مرض تكون مقاومته للمرض أقوى، وبذلك يشفى منه بشكل أسرع.

لذلك ينصح الدكتور وليد هندى بضرورة البعد عن الحديث عن أخبار فيروس كورونا فى كل وقت، وفى كل مكان، فهذا الكلام الكثير يزيد من حدة الهلع ويعمق من نوبات الفزع.

لابد أيضاً ألا ننساق وراء الشائعات مجهولة المصدر، والأخبار الكاذبة، مثل الفيديوهات والرسائل الصوتية التى يتم بثها عبر السوشيال ميديا، والأخبار التى تبثها القنوات المعادية لمصر، فهذه الأمور تخلق مناخا رهابيا، ومن المهم أيضاً أن نعلم أن هذه الفترة فترة تقلبات مناخية، وبالتالى فمن السهل أن يصاب الإنسان بنوبات برد، وهذه ليست كورونا، فليس كل مريض بأعراض البرد هو مريض بكورونا، لذلك يجب ألا يكون لدينا موقف استباقى تجاه هذه الأعراض، وألا نحكم على الشخص بسرعة أنه مريض بكورونا.

وأكد الدكتور وليد ضرورة أن تقتصر مصادر معلوماتنا عن الفيروس وطبيعته وعدد المصابين على المصادر الرسمية مثل وزارة الصحة أو المنظمات الدولية، لأن هذه المصادر تعلن المعلومات بشكل صحيح ما يخفف من حالة القلق لدى المواطنين.

وأوضح الدكتور وليد أن هناك ما يسمى بمنظومة الهلع، فعندما يخشى الإنسان من شىء، فإنه لا يخاف من هذا الشىء بمنأى عن الحياة إنما هناك منظومة تساعد على هذه الحالة من الهلع، وهى منظومة متكاملة موازية ومصاحبة لحالة الهلع، وما يحدث الآن هو خلق لهذه المنظومة من الهلع، وللبعد عنها يجب ألا ننساق وراء هذه المنظومة من الهلع مثل التكالب على السلع الغذائية، وتخزينها فهذا سلوك مهيئ

للخوف الهلعى من المرض، لذلك يجب ألا نخلق سلوكيات موازية تزيد من حالة الهلع.

وأضاف أنه كلما كان لدى الإنسان وعى بأهمية النظافة والتعقيم واتخاذ التدابير الوقائية، فإن هذا سيؤدى إلى قلة توقعات إصابته بالمرض، ما يجعله أقل قلقاً ورعباً، ويكون أهدى من الآخرين.

ويطالب الدكتور وليد بضرورة شغل أوقات الفراغ إما بالقراءة أو الانشغال بالأعمال المنزلية أو الحديث مع أفراد الأسرة، فكل هذا يؤدى إلى الدعم والتماسك الاجتماعى، وهذا التماسك يخفض عند الإنسان حدة الخوف والقلق والرهاب المتعلق بالأمراض.

وينصح الدكتور وليد بعدم المغالاة فى السخرية من الفيروس على صفحات السوشيال ميديا، فهذا السلوك يبعد القلق مؤقتاً، ولكنه يعمق الخوف فى البناء النفسى، فتزيد المخاوف داخلياً، وبالتالى بعد فترة بسيطة يصاب الإنسان بحالة القلق الشديدة التى قد تظهر على هيئة نوبات هلع واضطرابات اكتئابية واضطراب النوم والأكل وغيرها.

وأوضح الدكتور وليد أن الإنسان لابد أن يتسلح بالإيمان بالله، وأن الموت والحياة بأمر الله، وأن لكل إنسان ساعة لا يستقدم فيها أو يتأخر، فالموت لا يحتاج لكورونا أو غيره ليأتى، فلكل أجل كتاب، فهذه الحالة من الإيمان ستؤدى إلى قلة الإصابة بالفوبيا المرضية المرتبطة بفيروس كورونا.

وقد أثار فيروس كورونا مخاوف كثير من المواطنين، فيما أكدت الدراسات أن الحالة النفسية للإنسان تساهم فى العلاج بسبة 70%، وهو ما يؤكد أن الاهتمام بالحالة النفسية فى هذه الفترة من أهم الأمور الى يجب أن يحرص عليها الجميع.

ويفرق الدكتور سعيد عبدالعظيم، أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة، بين نوعين من المواطنين، فهناك أشخاص قلقون بطبعهم، وهؤلاء يخافون من العدوى والإصابة بالمرض، وكثرة التحذيرات التى يشاهدونها فى التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى ستزيد من حالة القلق التى يشعر بها هؤلاء، ورغم أنهم سيكونون أكثر انضباطاً فى تنفيذ التعليمات، إلا أن حالة القلق ستزيد لديهم.

أما النوع الثانى من المواطنين فهم المتهاونون الذين يقللون من شأن الفيروس ويرون أنه غير مؤثر، فهؤلاء تزداد المخاوف عليهم، وأوضح الدكتور عبدالعظيم أن المبالغة فى الخوف مثل المبالغة فى الاستهتار لها مشكلاتها، فالأشخاص الذين يبالغون فى الخوف والتوتر قد يصابون بحالات نفسية تنعكس على قلة النوم والقلق، وكذلك الإسراف فى استخدام المطهرات قد يؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الحساسية.

وطالب الدكتور عبدالعظيم بضرورة أن تستغل الأسرة المصرية الوضع الراهن، وتستثمر بقاءها فى البيت للتقريب بين أفراد الأسرة، والانشغال بأى أعمال أخرى غير متابعة أخبار الفيروس، وأكد ضرورة ألا تظل الأسرة المصرية منشغلة بمتابعة أخبار الفيروس طوال الوقت، فيجب أن نشغل أنفسنا بأشياء أخرى ونتابع المواد الترفيهية مثل الأفلام والمسرحيات بدلاً من متابعة الأخبار التى تثير القلق باستمرار.