رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: فى زمن الحرب على «كورونا»

الأشد والأخطر من «كورونا»، هو الشائعات التى نشطت بشكل بشع خلال الأيام الماضية، وصحيح أن الحكومة لا تتوانى فى الرد على هذه الشائعات، باعتبارها من الأخطار البشعة على الأمن القومى للبلاد، إلا أن الأمر يحتاج إلى وعى أكثر وأكثر من جموع المواطنين الذين يتداولون هذه الشائعات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت مرتعاً لكل من هب ودب يفعل ما يريد دون حسيب أو رقيب.

مواجهة الشائعات تتطلب المزيد من الوعى، وعلى جميع وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية أن تكثف أدوارها فى نشر ثقافة الوعى لدى الناس، لأنه هو السبيل الناجح والأمثل لمواجهة كل من تسول له نفسه أن يروج شائعة هنا أو هناك، ونعلم جيداً أن الشائعات تنشط فى وقت المحن والأزمات والكوارث خاصة ممن يتربصون بالوطن وأعدائه من أهل الشر الذين لا هم لهم سوى زعزعة الاستقرار والنيل من الأمن القومى للبلاد.

بالوعى وتكاتف المصريين مع أجهزة الدولة المختلفة، تذوب الشائعات ولا تجد التربة الخصبة لانتشارها كما يرغب المتربصون أو المتصيدون. وبذلك نضمن الاستقرار الكامل، وتنفيذ خطة الدولة المصرية فى مواجهة الوباء الذى بات عالمياً.. الشائعات مرض فتاك أشد وطأة من الفيروس ذاته، فمن السهل جداً التصدى للأوبئة، ووضع الحلول الطبية لها، إما بعزل المصابين أو العلاج لهم، إلا أن الشائعات تفسد المجتمعات وتقضى على الأخضر واليابس.

وبالوعى يتم التصدى لكل الظواهر السلبية التى تصاحب الفيروس، خاصة من التجار الجشعين ومن على شاكلتهم الذين ينتهزون الظروف الراهنة ويحتكرون السلع أو يرفعون أسعارها بدون مبرر، أو يمنعون سلعة عن المواطنين بهدف زيادة أسعارها. وقد شهدنا مؤخراً بعض هؤلاء من ضعاف النفوس يستغلون الشائعات أو الترويج لها، فى رفع الأسعار، واستغلال الظرف الطارئ فى جمع الأموال.. ونعلم جيداً أن الدولة المصرية اتخذت من الإجراءات الكثير والكثير للتصدى لهؤلاء الجشعين، والمفروض ألا تنشغل الدولة فى حروب جانبية وتتفرغ لحصار «الفيروس»، فهل من المنطق والعقل أن نترك أصل الأزمة وتنشغل الحكومة بهؤلاء الجشعين؟!.. هؤلاء الجشعون يجب أن ينالوا عقاباً شديداً وألا ترحم الدولة من تورط

من هؤلاء فى استغلال الأمر. ويبقى هناك دور مهم أيضاً على المواطنين، وهو ألا ينساقوا وراء هؤلاء التجار، ويرفضوا رفضاً قاطعاً ألاعيب هؤلاء المجرمين من التجار، لأن هؤلاء بدلاً من مشاركة الدولة فى الأعباء، يصدرون مشاكل جانبية وهذا ما يرفضه العقل والدين والأخلاق. ولذلك فإن هناك دوراً فاعلاً فى هذا الشأن للمواطنين يتمثل فى عدم الانسياق للشائعات، ورفض ومواجهة كل مستغل لهذا الظرف الطارئ.

تصدير الأزمات فى هذا التوقيت العصيب الذى تمر به البلاد، يحتاج إلى يد من حديد لكل من يقوم بذلك، وقد كانت الحكومة بالمرصاد عندما أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى تصريحات يوم «الاثنين» الماضى أن أجهزة الدولة لن يهدأ لها بال بشأن كل من يتاجر بقوت الشعب، وستضرب بيد من حديد علي أيدي هذه النماذج البشعة التى ترتكب هذه الجرائم فيما يتعلق بالاحتكار أو التلاعب فى الأسعار. وفى زمن الحرب على «كورونا» يجب ألا يتم التهاون بأى شكل من الأشكال مع الذين يصدرون مشاكل للدولة المصرية وللمواطنين، لأن هؤلاء لا يرحمون الناس ومن باب أولى ألا تأخذنا بهم رحمة ولا شفقة.

«« يبقى على المواطنين ألا ينساقوا وراء الشائعات، وألا يهجموا على الأسواق والمتاجر والشعب المصرى الذى يتمتع بحكمة ووعى وحنكة، قادر على تجاوز المحنة والتى ندعو رب العباد ألا تطول، ويحفظ الوطن والمواطن من كل أذى وسوء.

[email protected]