عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوميات رجل مطلق..زوج يستغيث يقاضي الاسرة من جبروت طليقته

على بعد خطوات معدودة من غرفة المداولة بمحكمة المعادى لشئون الأسرة، ظل «محمد» صاحب الـ40 ربيعًا جالسًا لساعات يتصفح وجوه الحاضرين بإمعان، ويحدث نفسه: يا ترى أى من هؤلاء حرمته زوجته من رؤية طفليه لأعوام وذاق الحسرة على فراقهما؟!، هل وصلت إلى هنا لأننى لم أفعل مثل باقى الرجال؟!، وظل يبدى ندمه على تحمله 6 سنوات لامرأة باردة القلب، ولم يخرجه من دوامات تساؤلاته سوى صوت الحاجب يخبره بتأجيل دعوى زيادة نفقة الصغار التى حركتها ضده طليقته ضمن دعاوى أخرى كثيرة ومتنوعة.

يستهل الزوج الأربعينى روايته قائلًا: «تزوجتها بعد أن رشحتها لى إحدى معارفنا، وقالت عنها إنها فتاة متدينة، وعلى خلق، فتغاضيت عن الأربع سنوات التى كانت تكبرنى بهم، وحدثت نفسى بأن الزوجة لا يعيبها أن تكبر زوجها، وأن الفوز بذات الدين رضا من الله ورزق يجب أن أحمده عليه، واهمًا نفسى بأنها ستطبق شرع الله وستضعنى تاجًا على رأسها، وتحملت أنا تكاليف الزواج كاملة وتأثيث منزل الزوجية كاملًا، ولم أكلفها مليمًا واحدًا، ولم يمر شهران حتى تمت مراسم الزفاف، وخلال هذه الفترة لم أرها سوى مرة واحدة فقط الرؤية الشرعية، فلم أتمكن من التعرف حتى على بعض من ملامح طباعها إلى أن أُغلق علينا باب واحد».

ترتسم على وجه الزوج الأربعينى نصف ابتسامة وهو يتابع روايته حكايته: «وقتها فقط اكتشفت شخصيتها القاسية الباردة، وأدركت أن المظاهر خادعة، وأن الدين ليس نصوصاً ومحفوظات وإنما معاملة، ولأننى تربيت على مبدأ إذا وجدت سُمًّا فى الكأس عليك أن تتجرعه حتى نهايته تحملت، وصرت أمنى نفسى باليوم الذى تعود فيه لرشدها، وتعيد حساباتها، وتكف عن إهمالها لى ولبيتها، ويا ليتنى ما صبرت، فكان جفاؤها وبرودها يزدادان كل يوم عن سابقه، لا أتذكر أنها ألقت على مسامعى طوال 6 سنوات قضيناها سويًا تحت سقف بيت واحد كلمة طيبة، ويوم أن غازلتنى قالت لي:«أدعو لك بالخير فى الدنيا فقط»، حتى أمها كانت لا تزورها إلا بعد إلحاحى عليها رغم أنها سيدة عجوز وتحتاج لمن يرعاها».

يتوقف الزوج عن الكلام فجأة ويطلق ضحكة ساخرة ثم يواصل حديثه وهو يعبث بلحيته التى غزاها الشيب: «حولت حياتنا إلى جحيم لا يُطاق بإهمالها وبرودها، وبسببها تركت عملى وتفرغت لتربية الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أننى أسأت اختيار والدتهم، وترتيب المنزل وكى الملابس وتحضير الطعام، بينما هى غارقة فى سبات عميق، لا تبالى حتى بأطفالها، ويشهد الله أننى لم أهنها يومًا أو أسبها أو طالتها يدى رغم أفعالها واستهتارها، وذات يوم فوجئت بها تطلب زيارة أهلها

والمكوث عندهم لمدة أسبوع، فوافقت رأفة بحال والدتها، واشترطت عليها أن تذهب بمفردها».

يقبض الزوج على حافظة المستندات التى سيقدمها للمحكمة فى دعوى زيادة نفقة الصغيرين، وكأنه يخشى أن تهرب منه وهو يقول: «وظلت زوجتى فى بيت أهلها وأنا مع الطفلين، ومر الأسبوع ولم تعد إلى المنزل، فتحايلت على نفسى وقررت أن أطرق باب أسرتها لأعيدها للمنزل، وبالفعل ذهبت إليها برفقة الصغيرين لكن شقيقها رفض أن يفتح لى الباب، فلم أيأس وكررت الأمر أكثر من مرة، وتركت لها الطفلين لعلها تراجع نفسها، لكن فى كل مرة كانا يعودان وعيونهما ممتلئة بالدموع، وحينما أسألهما عن السبب يقولان إن والدتهما تتعمد ضربهما ضربًا مبرحًا، ظل الحال على ما هو عليه لشهور حتى قررت زوجتى أن تضم الطفلين إلى حضانتها، وفوجئت بقوة تقتحم البيت وأخذت الطفلين منى».

يظل الزوج الأربعينى محافظًا على ابتسامته الحزينة: «أمطرتنى بعدها زوجتى بوابل من القضايا، تنوعت ما بين نفقات بأنواعها وحبس وأجر مسكن وحضانة وتبديد منقولات زوجية وطلاق للضرر، وعندما رفضت دعوى الطلاق طلبت الخلع ليرفض هو الآخر بسبب كذب ادعاءاتها عن مقدم الصداق وفى نهاية المطاف طلقتها غيابيًا، وفى المقابل أقمت دعوى رؤية، لكنها لم تكن تلتزم بمواعيد الرؤية فحركت دعوى لإسقاط الحضانة عنها لعدم تنفيذها أحكام الرؤية، 8 أعوام لم أرَ فيها الطفلين، وما زالت ترفع قضاياها الكيدية لتعذيبى وفقط وما زالت أدافع عن حقى فى رؤية طفلى ولكن تحولت حياتى إلى سلسلة من العذابات وأصبحت على موعد مع محكمة الأسرة باستمرار حتى أصبح الحجاب والقضاة يحفظون اسمى ورسمى وعيونهم تقول ماذا فعل فى حياته كى يتعرض لكل هذا القهر؟ إنه حقًا كيد النساء.. هكذا أصبحت أيام حياتى.