رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عذاب الاختيار..عتاب والدها وقسوة زوجها دفعتها الى الهروب بالخلع

بوابة الوفد الإلكترونية

تتخطى موجات الزحام لتقف بالقرب من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بزنانيرى، إنها «إسراء» صاحبة الـ24 ربيعاً برفقة طفلتها التى لا تتجاوز الثلاثة أعوام، فى انتظار الإذن لها بالمثول أمام القاضى فى قضية الخلع التى أقامتها ضد زوجها، بدت علامات التعب والملل على ملامح السيدة وابنتها من طول الانتظار، ومع ذلك حاولت كل منهما مقاومتها بطريقتها الخاصة، فالصغيرة انشغلت باللعب وملأت الرواق بضحكاتها، ووالدتها أخذت تتصفح كومة من أوراق تقاوم الفناء، وتستقبل ذكريات زواجها الذى انتهى بعد 5 أعوام حسب روايتها.

تتلمس الزوجة خصيلات شعر الصغيرة بأناملها وبصوت تعتريه الخيبة والحسرة قالت: «ليتنى لم أصم آذانى عن تحذيرات والدى والمقربين لى من الارتباط بهذا الرجل، فقد أقسموا لى أنه لن يريح بدنى، ولن يصون عشرتى، وسيهين كرامتى، وأنه على علاقة بنساء أخريات، وسقن لى براهينهن على ذلك، لكن حبه الذى احتل قلبى منذ أن رأيته فى حفل زفاف أحد معارفى، أعمى بصرى وأذهب بصيرتى فصرت أسيرة لعشقه، وعاديت الجميع من أجله، وتمسكت بإتمام الزيجة خلال أربعة أشهر فقط، واهمة نفسى بأن كل هذه التحذيرات ما هى إلا غيرة من زواجى وأنا لا أزال فى التاسعة عشرة من عمرى».

تتابع الزوجة الشابة المكلومة حديثها قائلة: «وما إن وطئت قدماى بيت زوجى حتى اكتشفت الجرم الذى ارتكبته فى حق نفسى، حين تزوجت من رجل عاطل عن العمل، حتى محال والده تركها خاوية على عروشها ومضى يلهث وراء شهواته وساقطاته، ورغم ذلك سامحته وعفوت عنه، وتحملت تصرفاته خوفاً من نظرة لائمة أرمقها فى عين أبى الذى قاطعنى بسبب أفعال رفيق دربى».

تزيح «إسراء» أكمام ثوبها الذى يشبه ثوب الحداد، لتكشف عن آثار الإصابات التى ألحقها بها زوجها وبصوت مبحوح تتابع: «5 أعوام مرّوا وأنا أعيش فى هذا الوحل، أضرب وأطرد فى منتصف الليل، وبعدما فاض بى الكيل تركت له البيت، وعدت إلى منزل أهلى حاملة ابنتى «جودى»

على كتفى، ومرت الشهور وأنا ماكثة فى البيت أتلقى كلمات العتاب وأذبح بسكين اللوم فعدت إليه صاغرة من أجل ابنتى، وقررت أن أنجب طفلاً آخر لعلَّه يبدل حال والده».

تتسارع أنفاس الزوجة الشابة وهى تختتم حديثها: «لكن يبدو أننى كنت مخطئة، فحاله لم ينصلح بل زاد فى طغيانه، وبات يوجه لجسدى اللكمات والضربات بسبب وبدون سبب أمام الصغيرين، ويسبنى على مرأى ومسمع من الجميع، وسلبنى حقوقى الشرعية التى لم يمنحنى إيَّاها، وتركنا نتضور جوعاً أنا وطفليه، فكرت كثيراً فى الذهاب لبيت أبى ثانية، ولكن كانت تراودنى فكرة أن لا بيت يحوى مشاكل الطفلين إلا بيتهما، لكن الجوع كافر ولا تزال صرخات الطفلين ترن فى أذنى، قد لا يصدق أحد بأن بطوننا كانت تظل خاوية لمدة يومين، ولأنقذ الطفلين من الموت جوعاً طرقت أبواب محكمة الأسرة، لرفع دعوى خلع لأتخلص من حملى لاسم هذا الرجل الذى لا يعرف معنى بيت وأسرة ومسئولية، متنازلة عن كل حقوقى المالية والشرعية، حتى أتمكن من السعى على رزق طفلىّ وأحميهما من الجوع الذى يفتك بهما.. طرقت حتى أبواب المنازل كى أجد عملاً فلا زوج يرحمنى ولا أب يغفر لى اختيارى لهذا الرجل.. فالهروب هو الحل من الجميع ولكن بعد أن أنال حريتى.