عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضحايا أبرياء.."مروان"دفع ثمن انفصال والديه

بوابة الوفد الإلكترونية

مأساة حقيقية عاشها الطفل مروان صاحب الثلاث سنوات على يد زوجة والده، تتكرر بشكل شبه يومى بسبب التفكك الأسرى، بعد أن يصل الزوجان إلى طريق مسدود ويقررا الانفصال، ليستمتعا بحياتهما الشخصية، دون أن يدركا أن هناك من يدفع الثمن بدلا منهما، وغالبا ما يكون ذلك هم الأطفال.

منذ عدة سنوات تزوج «أحمد ومي» بعد أن رشحها له أحد معارفه، ووجدها مناسبة له، وتم زفافهما بعد فترة خطوبة قصيرة، وانتقلا ليعيشا داخل شقة الزوجية بإحدى مناطق الجيزة، لكن سرعان ما دبت بينهما الخلافات التى أضفت طابعا سلبيا على حياة الزوجين، لكنهما بعد كل خلاف وبتدخل عقلاء الطرفين يتم تهدئة الأمور بينهما مرة أخرى لتستمر الحياة حتى وصلا إلى طريق مسدود بعد خلاف بينهما وقررا الانفصال.

لم ينظر الزوجان إلى ثمار علاقتهما الزوجية وأنهما مسئولان عن 3 أطفال يجب عليهما رعايتهم، وتوفير احتياجاتهم، لكنهما فكرا فى نفسيهما فقط وكأنهما ينظران إلى أقدامهما، أصر الاثنان على الطلاق معتقدين أن حياة كل منهما ستتغير إلى الأفضل، واعتبرا أبناءهما كقطع الأثاث التى يجب عليها أن تتأقلم على كل الأوضاع، وكأنهم بدون مشاعر يتفاعلون مع ما يدور حولهم من أحداث.

«سلمى وعمر مروان» هما الأبناء الثلاثة ثمار زواج دام عدة سنوات بين «أحمد ومي»، بعد انفصال الأبوين صاروا مشتتين بين والدهم ووالدتهم، حتى استقر بهما الحال فى بيت والدهم الذى سرعان ما تزوج بسيدة أخرى على أمل أن تعوضه ما فاته مع زوجته أم أبنائه، واعتقد بأنها ستكون الناصح الأمين لأبنائه الثلاثة وستعمل على رعايتهم ولكنها كى تنجح فى تحقيق ذلك انتزعت منه موافقة بضربهم والاعتداء عليهم «لازم اضربهم عشان اعلمهم». وهذا يعنى أمر بتربيتهم بطريقتها الخاصة.

«معاكى كل الصلاحيات وربيهم كويس» خرجت تلك الكلمات من الأب معتقدا بأنها ستحسن تربيتهم، لكنها اعتبرت ذلك تصريحا بالاعتداء الذى وصل إلى حد القتل، وطاحت زوجة الأب فى الأبناء تلقنهم علقة تلو الأخرى، ولم يعترض الأب على طريقتها، أو فكر بالوقوف بجانب أبنائه عندما يشكون له من قسوتها عليهم «انتوا أشقياء ولازم تضربكم عشان تتهدوا شوية».

مع حالة الخوف والقلق التى أصابت الأطفال الثلاثة أصيب أصغرهم «مروان» ابن الثلاث سنوات بالتبول اللا إرادى، ورغم ما أصابه لم ينل عطف والده الذى تحجر قلبه على أبنائه مقابل لحظات دلع تسكبها عليه زوجته كى لا يحاسبها، وأخفى الأبناء تلك المعاملة عن والدتهم التى أصبح يلتقون معها كل فترة، حتى صُدمت بخبر موت ابنها الصغير ودفنه دون أن تراه.

اتصال هاتفى تلقته الأم من أحد الجيران يعزيها فى ابنها مروان، لم تصدق الأم ما وقع على اذنيها واعتبرتها مُزحة سخيفة لكن المتصل لم ينهها بابتسامة أو اعتذار، لتنهار الأم وتتوجه إلى مسكن زوجها لتعلم بحقيقة الامر والتأكد من النبأ الحزين الذى وصل إليها، طوال الطريق كانت تمنى نفسها بأن يكون ذلك مجرد كابوس سينتهى وأن ابنها مع أشقائه سيفرحون برؤيتها، وتعود بعد أن تحتضنهم، حتى إنها أقسمت ألا تتركهم مرة ثانية.

طرقت الأم باب طليقها ليفتح

لها الباب، ضربت ببصرها فى أركان الشقة بحثا عن صغيرها لكن عينيها لم تلحظاه فى أى زاوية، وجهت الأم بصرها نحو طليقها تطلب منه أن يخبرها حقيقة الأمر «مروان فين»، ليصمت قليلا بعد سؤالها أيرسم الحزن على وجهه «مروان تعيشى انتى عند ربنا جاله هبوط ودفناه» وراح الأب يسرد لها قصة من وحى خياله لكنها لم تقنع الأم المكلومة.

خرجت أم مروان قاصدة قسم شرطة منشأة القناطر تبلغهم بأن هناك جريمة تعرض لها ابنها الصغير أنه تم دفنه فى ظروف غامضة دون علمها، واتهمت والده وزوجته بقتله، وإخفاء الامر عنها، وأضافت أنها كانت لا ترى الأطفال، ولكنها تستعلم عن أخبارهم من جيران زوجها، وأنها عرفت منهم أكثر من مرة أن زوجة والدهم تتعدى عليهم بالضرب، واعتادت معاقبتهم على أبسط الأشياء، وأنها سبقت أن توجهت إلى شقيق زوجها تشكو له حال أولادها فى ظل إقامتهم مع الوالد لكن دون جدوى، تابعت أن ابنيها عمر وسلمى أخبراها أيضاً بأن زوجة والدهما اعتدت على شقيقهما بالضرب وحملته وألقت به على الأرض.

تحريات رجال الأمن أكدت صحة أقوال والدة الطفل وأن هناك شبهة جنائية فى وفاته، وأنها بعد اعتدائها عليه ذهبت به برفقة والده إلى أحد المراكز الطبية الخاصة للكشف عليه، لكن الطبيب أخبرهم بضرورة التوجه إلى أحد المستشفيات الحكومية بسبب نزيف أصاب الطفل، وقبل وصولهم إلى المستشفى فارق الطفل الحياة، ودفنه الأب ليتستر على زوجته، وبعد استئذان النيابة تم ضبطهما.

«مكنتش أقصد أقتله كنت بأدبه» كانت تلك أولى كلمات زوجة الأب المتهمة وتابعت أن الطفل الضحية يتبول على نفسه لا إرادياً، وأنها حاولت علاجه ولكنها لم تفلح، فقررت معاقبته بضربه فسقط منها على حافة قطعة سيراميك وحاولت إنقاذه لكنه فارق الحياة، وتابعت: «أبوه كان عارف وحاول يتستر عليا، ودفنه بدون تصريح بالليل وأشاع أن الوفاة طبيعية».

مات مروان.. السؤال من الجانى.. الأم.. الأب.. زوجة الأب.. راح الطفل ضحية لخلافات أسرية تتكرر بين آلاف الأزواج كل يوم وأيضًا ضحاياها يزدادون.