عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القديس ماريعقوب المقطع.. رمز الإيمان المسيحي بالكنيسة القبطية

أيقونة القديس مار
أيقونة القديس مار يعقوب المقطع

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم السبت 7 ديسمبر الموافق 27هاتور بالأشهر القبطية، تذكار الشهيد القديس القديس ماريعقوب الفارسى المعروف كنسيًا بـ"مار يعقوب المقطع"، وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي لازالت تحمل تذكارهم وتروي سيرتهم لأبناء الأجيال المتعاقبة، وهو واحدًا من أشهر الشهداء الفارسيين الوارد ذكرهم بكتب حفظ التراث القبطي والسنكسار القبطي.

 

 

ومنحته الكنيسة  هذا اللقب نسبةً لما شهده في سيرته التي اتسمت بالمقاومة وتحدى الوثنيين الذين قاموا بتعذيبه  بتر أعضائه حتى يخرج عن إيمانه بالمسيح و ترك العقيدة المسيحية، فقد هذا الشهيد يحيا من أحلممارسة العبادات والتسبيح الدائم ماأعضب هؤلاء الباغضين ليسوع وأتباعة من القديسين.

 

عسكت سيره هذا القديس عدد من الدروس الإيمانية الروحية التي تحرص الكنيسة على إثرائها داخل أبناء الكنيسة من خلال سرد قصص هؤلاء الأبطال أعمدة الكنيسة والذين لايزالوا رغم مرور الأعوام و القرن لاتزال تعاليمهم و مبادئهم ومواقفهم في مواجهة المشكلات درسًا لكل من يحمل في قلبة العقيدة المسيحية، ويعود تدوين وتسجيل سيرة هذا القديس والتي لازالت تحتفظ الكنيسة بكتابته إلى الخادم فاكيوس التقي الأسقف.

 

وُلد هذا القديس يعقوب في أسره ثرية مؤمنه وكان والده من عظماء القوم محبًا للمسيح، وبنى كنيسة على نفقته الخاصة، واشتهر بمحبته للفقراء والأرامل والأيتام، لقد كانت البيئة المحيطة لهذا القديس هى العامل القوي في دعم ونمو مشاعر الإيمان وزرع براعم الرحمة والمحبة التي أوصى بها المسيح، فقد تمتع يعقوب بالحياة المقدسة منذ نعومة أظفاره، نال قسطًا وافرًا من التعليم.

 

وورد عن سيرة الشهيد ماريعقوب أنه كان أحد جنود سكراد بن صافور ملك الفرس، واتسم بصفات الفرسان الجسوره الشجاعة، وعُرف كجندي تقي مستقيم محب للفقراء، وارتقى إلى أسمى الدرجات في بلاط الملك، وتمتع بمحبة وحظوة الملك وكان يستشيره في كثير من الأمور الحياتية و الخاصة بالرعاية والشعب آنذاك.

 

وذكرت الكتب القبطية أنه كان المكلك الحاكم في تلك الفتره أحد عباد الشمس والباغض لغيرها من العبادات إلا العبادة المسيحية، واستمر السماح لممارسة العبادات والطقوس المسيحية إلى أن قام الأسقف  بحرق معبد الشمس، فثار الملك وصار يضطهد المسيحيين بكل قسوةٍ، استطاع الملك أن يغوي ماريعقوب لينكر الإيمان وترك المسيح.

 

فتوقفت الصلوات والخدمات بالكنيسة التابعة لوالده إلا ان كهنة و آباء هذه الكنيسة كرسوا أرقاتهم للصلاة من أجل رده و توبته فاهتدى تفكيرهما بإرشاد الروح القدس إلي بعث رسالة إلى يعقوب المرتد، جاء فيها:"علمنا أنك حي ففرحنا جدًا،ثم فوجئنا بارتدادك عن السيد المسيح بإرادتك، فحزنا عليك كثيرًا أكثر من حزننا لو كنت قد انتقلت إلى السماء بإيمانك، هل في لحظة من الزمان تفقد جهادك وإكليلك".

 

وكانت لتلك الكلمات وقع الحزن و الأسى على نفس هذا القديس ثم رأى

في رؤياه إحدى الملائكة يدعوه إلى العودة ليسوع والتمسك بالكتاب المقدس، فقدم على التوبة وقرر العوده فذهب إلى الاسقف حينها ليعترف بما إقترف من أخطأ الإرتداد عن الإيمان، وحين سمع الملك أمره استدعاه، وإذ تأكد من تحوله عن عبادة الأوثان ورجوعه إلى الإيمان المسيحي حاول أن يستمليه بكل طريقة فلم يفلح.

 

وحين فشل هذا الملك في إقناع القديس يعقوب لترك الإيمان المسيحي، أمر بتعذيبه و تقطيع جسده أشلاء متفرقه فبدأ بتقطيع أنامله ثم بتر قدمه ثم يده، إلا ان هذا القديس كان يردد في تلك الاثناء التسابيح وورد عن هذه التسابيح ترديده لقول الله :" اقبل مني يا رب تقليم أطراف الشجرة"، استمر هاذ القديس المناضل من الإجل الإيمان في تلقي هذه العذبات ولم يبقَ من جسمه إلا رأسه وصدره ووسطه.

 

لقد تقبل هذا الشهيد هذا العذاب من أحجل قبول الله لتوبته، و كان يعيد تمجيد عذبات المسيح مخلص الأمه المسيحية والذي تعذب مهن أجل حماية أبناء الكنائس في كل زمان و مكان، فلم يواجه هذا الشهيد هذه الصعاب إلا بمحبة وصبر وتيمنًا بالسيد المسيح، وورت الكتب المسيحية أنه علمت أسرة هذا القديس أسرعوا  إلى حيث موضع استشهاده وتقدم معهما بعض المؤمنين،امتزجت دموع الفرح بإكليله والحزن لرحيله.

 

 في تاريخ 27 هاتور لعام 420م، أمر الملك كاره الوثني بقطع رأس مار يعقوب فأسرع أحد الجند بقطعها فنال إكليل الشهادة، إلى جانب القديسين الذين دفعوا من أجل الثبات والإيمان أرواحهم دون ذنب يقترف قتلوا من أجل تمجيد المسيح والتمسك بمبادئهم الإيمانية.

 

لذا تحرص الكنيسة القبطية الارثوذكسية على إقامة النهضة الروحية المتضمنه لإقامة القداسات والعظات الروحية وإعادة سرد سيره هذا القديس من أجل زرع تقاوه و إيمانه في نفوس شعب و أبناء الكنيسة في كل العصور.