عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

راجح كلاكيت تاني مرة..طالب جامعي يفقد حياته على يد أخر بسب فتاة بالمنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يوجد على الأرض من يبارز أهل الصعيد، فى شيم الرجولة والشهامة والكرم، فى الصعيد علمونا فى الدواوين، أن الرجولة فعل مش كلام، الشهامة احنا ناسها واساسها، احنا الكرم والجدعنة، نموت على الحق، بنخاف من جرح الورد، ومن البارود ما بنخفوش، خطوط حمراء، تدق لها طبول الحرب فى الصعيد، الأرض والعرض، يضحى الصعيدى بروحه وحياته ويقدم على الموت مبتسما غير خائف، حينما يغار أحد الغرباء على هتك عرض فتاة أو التحرش بها فى الطريق، أو الجور على الأرض، الدم حر وحامى، ما هو سلو بلدنا الرجولة.

تلك هى قصتنا وقعت أحداثها فى قرية بنى خالد إحدى قرى مركز ملوى جنوب محافظة المنيا عروس الصعيد لمصر المحروسة، مع الساعات الأولى لتباشير الصباح، ومع أغنية يا صباح الخير يا للى معانا، يخرج على حاملاً حقيبته للدراسة بالسنة الأخيرة بكلية التربية الرياضية بجامعة المنيا، والتى تبعد 40 كيلومتراً عن مسقط قريته، يودع امه وإخوته وينتظر والده حتى يستيقظ يقبل يديه ويحتضن أمه، ادعيلى يا أمى خلى ربى يكرمنى، والده يضع فى جيبه حفنة من المصروفات فى جيب نجله، داعيًا روح يا بنى ربى يكتب سلامتك.

يسير على حتى يصل لمدينة ملوى، وعلى محطة القطار، يرى زملاءه من أبناء القرية من فتيات وشباب، وتقع عيناه على فتاة من أهل قريته، يقترب منها شاب غريب، وهى ترتجف وتحاول ان تلتصق بسور المحطة مستغيثة بصرخة صامتة، يهرول «على» تجاه ابنة قريته، ويسأل الشاب، مالك ومالها، انت منين وماذا نفعل؟، معندكش شقيقات فتيات، (عيب عليك)، ويرد الشاب باستهتار نعم يا سيدى الحمش، اسمى أيمن، وانت ايه دخلك، ابعد إنت عن الموضوع وروح لحالك يرد على، اروح فين دى بنت بلدى، ابعد بقولك أحسن لك، وعيب عليك وبلاش مشاكل.

الجانى أيمن، قلت لك ابعد انت وبلاش تخلينى أتعامل معاك، ولكن «على» اختطف الفتاة ووضعها خلفه، وأصبح كالدرع الحامى لها من الذئب الشارد، والذى يريد ان يفترس الفتاة، ويخرج( أيمن) مطواة من جيبه، يطعن «على» عدة طعنات، يرقد ذبيحًا على رصيف المحطة جثة هامدة، صارخا يلفظ أنفاسه الأخيرة، مستعجباً من سفك دمائه البريئة دون ذنب أو جريرة على يد شاب مستهتر لا يعرف العيب ولا الحرام طريقًا لقلبه، وتحول رصيف المحطة إلى بركة دماء، صراخ الفتيات وهرولة الشباب، حالة من الهرج والمرج والارتباك

سادت محطة القطار فى لحظات. على مات. . على قتل أيمن قتل على.

يصل الأمر للواء محمود خليل مدير أمن المنيا، وفى لحظات ينتقل على رأس قوة أمنية، وليتم القبض على الشاب (أيمن)، وسلاح الجريمة، ليعود على إلى منزله محمولاً على الأعناق، والأم تصرخ صرخات مدوية من صميم القلب الموجوع، تشق صمت الساعات الاولى من الصباح، يحتضن جثة (على) شهيد الشهامة والرجولة، شهيد العلم، الذى دافع عن شرف فتاة من فتيات القرية، من ذئب بشرى تجرد من الانسانية، ليقتل زميله بمطواة، لكونه منعه من التحرش بإحدى فتيات قريته والاعتداء عليها رغمًا عن الجميع.

أيمن مكبل بالأساور الحديد، داخل جدران الحبس المعتم، منتظراً مصيره الأسود، ورقبته أصبحت تتدلى فى كوابيس منامه، تتدلى من داخل حبل عشماوى، ويدفن على وسط بكاء من نساء ورجال القرية، دفن شهيد الشهامة والرجولة، وكوى قلوب الجميع بالحزن والحسرة، على زمن غابر، أصبح فيه الانسان يقتل أخاه الانسان، من اجل اشياء لم تكن سابقاً معهودة، كان يستحى الانسان، من الخطأ معتبره عيبًا كبيرًا، يلحق بعائلته العار طول العمر، وأصبح الإعدام هو الشافى لجريمة نكراء بشعة، أودت بحياة شاب برىء كل ذنبه، أنه دافع عن الشرف بكل شهامة ورجولة.

الحديث دائر يتكرر ويعيد الأهالى حكاية محمود البنا وراجح التى وقعت أحداثها فى محافظة المنوفية والتى راح ضحيتها أيضًا شاب فى مقتبل العمر بسبب دفاعه عن فتاة من شيطان أراد أن يتحرش بها. . والجميع يتساءل ماذا حدث للمجتمع وكيف تحولنا إلى قاتل ومقتول بسبب الدفاع عن الشرف والشهامة؟