عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدم والشرف.. يقتل جامع القمامة دفاعًا عن شرف زوجته

بوابة الوفد الإلكترونية

تتغير المهن والحِرف، والهدف واحد هو الحصول على الرزق، لتلبية الطلبات، وسدّ الحاجات، فيخرج الجميع للعمل من أجل أن يحصلوا على حياة كريمة، ثم يعودوا إلى منازلهم استعدادًا لليوم التالى، هذا السيناريو لم يتطابق مع «سامى» جامع القمامة، الذى لم يفكر أن امرأة جاره التى تحرش بها ستكون بداية نهايته.

يستيقظ سامى مبكرا نشيطا، كعادته يجوب شوارع وحارات قسم الوراق، مسرعًا حتى لا يسبقه زملاؤه فى العمل، فالرزق حسب همّته واجتهاده، فحِرفته تحتاج للتنقّل بين صناديق القمامة، فيها لقمة عيشه، نظرًا لطبيعة عمله كجامع كرتون، ثم يعود لبيته، بعد أن تكون قد خارت قواه من الكد والتعب، ليريح جسده حتى يستطيع أن يستكمل مسيرته فى الغد، وإن مرّ من تحته بساط الوقت وتأخر عن العودة، توسّد أحد الأرصفة، واستتر بغطاء السماء، وما هى إلا لحظات قليلة ويتسرّب إلى عينيه النُعاس ليغوص فى نوم عميق، لا توقظه إلا أشعة الشمس تُداعب وجهه المُتسخ.

يعيش سامى حياة بسيطة متعبة، يجلس مع الكرتون والورق، أكثر مما يجلس مع أهله، لا يحمل عداء لأحد، ويحبه الجميع، نظرًا لابتسامته الباهتة الجميلة، فرجل تجاوز سن الأربعين، لا يريد من الدنيا إلا حياة هادئة، دون مهاترات ومشاكسات، ونقود تكفيه سؤال الناس، لا يعلم أن هناك يوماً مشئوماً، لم يكن فى حسبانه، فيضع هو البداية، ونفس الوقت يكون هو النهاية.

يأتى اليوم الموعود، يخرج جامع القمامة، ليطوف على صناديقه كعادته، لكنه فى هذا اليوم ليس فى طبيعته، فقد استيقظ من نومه، ومرت دقائق قليلة من اليوم الجديد، عندما اقتربت منه سيدة لتعبر من جواره هذا الشارع الضيق، اطّرب شيطانه فرحًا، وراح يحفزّ غرائزه الحيوانية، لمعاكسة هذه السيدة، على الفور استجاب لتلك الاضطرابات الداخلية، وتوجه مغمضاً عينيه ناحية السيدة «ليتحرش بها».

أفاق سامى من غفلته بكلمات، عندما قالت له جارته التى تحرش بها «أنا هقول لجوزى هيعلمك الأدب»، وقعت الكلمات على أذن عامل القمامة كالصاعقة، وظل يحدث نفسه، ماذا أفعل هل أعتذر، هل أخطأت، ولكن كل هذه المحادثات النفسية ليس لها فائدة، فقد أخبرت ربة المنزل زوجها الميكانيكى، بما فعله معها جامع القمامة.

استشاط الزوج غضبًا، بعد سماع تلك الكلمات، من يجرؤ على المساس

بعِرضى، وغلى دمه، وظل يفكر كيف يلقّن جامع القمامة درسًا، لن ينساه هو، ولا منطقة الوراق بأكملها، استقرت فى ذهنه أن يتربص له بالقرب من الطريق الدائرى.

أمسك الميكانيكى بسكين، وظل ينتظر مرور جامع القمامة، يلقى نظرة على الطريق تارة، وتارة أخرى، بنظرة لساعته، يتابع تحركات عقرب الثوانى البطيء، دقائق كثيرة مرت، حتى رأى من بعيد، قدوم سامى ببطء حاملًا «كراتينه وقمامته» على كتفه، انتظره حتى اقترب منه، وانهال عليه بكثير من الأسئلة دون أن ينتظر إجابة، ووجه الزوج، لسامى جامع القمامة، عدة طعنات فى الصدر والبطن، ولم يتركه حتى ارتوت الأرض بدمائه، وتخلص من الجثة أعلى الطريق الدائرى، بعد أن ألقى بالسكين فى أحد صناديق القمامة.

داخل قسم شرطة الوراق، يهتزّ الجهاز اللاسلكى، ببلاغ بالعثور على جثة أعلى الطريق الدائرى، وانتقلت القوات لمحل الواقعة، ليجدوا عامل قمامة يرتدى ملابس رثة، وبها آثار طعنات متفرقة بالجسم، بإجراء التحريات وجمع المعلومات، تمكنت من كشف هوية المجنى عليه، زادت الأمور تعقيداً، عندما أوضحت التحريات الأولية أنه لا تجد خلافات بينه وبين آخرين ترقى للقتل.

رويدا رويدا بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وكشفت التحريات وجود مشاهدة للمتهم متربصاً بالضحية، عبر إحدى الكاميرات على الطريق الدائرى بعد رصد المشادة التى حدثت مع جامع القمامة والسيدة، تم ضبط المتهم، وبتوجيه له أصابع الاتهام، أقر بجريمته.. نعم قتلته ولو عاد للحياة لقتلته مرة أخرى لقد تجرأ وتحرش بزوجتى.. إنه يستحق القتل.