رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تساقط الطائرات الإسرائيلية وتدمير الدبابات كان له أثر إيجابى رهيب فى نفوس القوات

بوابة الوفد الإلكترونية

حرب أكتوبر ستظل تمثل معركة العزة والكرامة للذاكرة المصرية والعربية

مصر دخلت معركة كبرى بعد بناء حائط الصواريخ

أكد اللواء أحمد زكى الألفى أحد أبطال أكتوبر أن حرب أكتوبر ستظل تمثل فى الذاكرة المصرية بشكل خاص والذاكرة العربية بشكل عام معركة العزة والكرامة، لأنها تعد أول حرب شاملة ينتصر فيها العرب على العدو الاسرائيلى منذ قيام دولته التى نهبت وسلبت الاراضى العربية بمخططات غربية، فهى حرب لم تكن متوقعة وفقاً للحسابات العسكرية، ولكن المصريين دمروا أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

وأضاف «الألفى» أنه وفقاً للمعايير والقدرات العسكرية كان هناك تفاوت رهيب فى القدرات لصالح العدو الاسرائيلى، فكانت ترسانة الأمريكان مفتوحة لليهود بمختلف انواع السلاح المتطور، وكانت قدرات الجيش المصرى محدودة ومعظم الأسلحة دمرت فى النكسة ولدينا أسلحة دفاعية لا يمكن استخدامها بالمعايير العسكرية لتحرير سيناء وقهر العدو، ويكفى أن نعلم ان سلاح الطيران الاسرائيلى كان يصول ويجول ويمرح فى الأراضى المصرية وكانت اسرائيل على قناعة تامة بأنها تستطيع توجيه ضربة جوية لأى بقعة فى الأراضى المصرية، وهنا ظهرت العبقرية المصرية عندما طورت القوات المسلحة أسلحتها واستطاعت بإمكاناتها التسليحية التى فى معظمها أسلحة دفاع أن تنفذ هجوما ساحقا على العدو الاسرائيلى.

ولفت «الألفى» الى أن النكسة كسرت أشياء كثيرة فى نفوس المصريين بما فيها القوات المسلحة، ولم يكن أحد يتوقع الهزيمة بهذه الدرجة واحتلال سيناء، وكان من النتائج المباشرة للنكسة هز الثقة بين الشعب وجيشه، فالقوات المسلحة خسرت سلاح الطيران بالكامل دون أن يتحرك من مكانه، فضلاً عن باقى الاسلحة، وآلاف من الجنود، ولكن بعد أيام قليلة من النكسة تولدت الارادة الشعبية والعسكرية لاسترداد الأرض وخوض المعركة للنهاية وكانت هناك معارك بعد 3 اسابيع من النكسة، وهو زمن قياسى يدركه العسكريون جيداً وبدأت القوات المسلحة فى اعادة بناء صفوفها وتسليحها ووقف الشعب بجانب الجيش وخاضت مصر معركة بناء حائط الصواريخ ثم حرب الاستنزاف وكبدت العدو خسائر باهظة واستمرت العمليات العسكرية دون توقف حتى جاء نصر الله ممثلاً فى انتصار اكتوبر العظيم.

ويؤكد «الألفى» أن بناء حائط الصواريخ كان معركة مصير، ولذلك اصرت القوات المسلحة على بنائه لشل الطيران الاسرائيلى ومنعه من العبث داخل الأراضى المصرية، وأيضاً لحماية القوات أثناء المعركة، واثناء بناء حائط الصواريخ كان الطيران الاسرائيلى يوجه ضربات يومية للعمال والجنود، وكان لهذا تأثير نفسى ومعنوى رهيب على الجنود، لدرجة أن ضباط الصف والضباط فى التشكيلات التعبوية كانوا يشاركون فى عمليات البناء بأنفسهم، وتم بناؤه رغم الخسائر العالية نتيجة الغارات الإسرائيلية على القواعد.

وفور بناء حائط الصواريخ دخلت مصر معركة كبيرة أخرى مع اليهود وهى حرب الاستنزاف والتى كانت بمثابة مرحلة «استعادة الثقة» التى اهتزت عقب النكسة سواء بالنسبة للفكر الاستراتيجى أو لعقيدة القتال وروح المقاتل والعسكرية المصرية بوجه عام.

واستطاعت القوات المسلحة من خلال هذه الحرب أن تخطط لمعركة التحرير وتعدل الخطط، كما انها أتاحت فرصة امام العقول المصرية للابتكار والتغلب على العقبات بإمكانات محدودة، يضاف الى هذا انها كبدت العدو خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، ومنحت المقاتلين ثقة بأن النصر قادم لا محالة بأى ثمن

ويسترسل «الألفى» فى سرد ذكرياته عن الانتصار العظيم فيقول وقت قيام الحرب كنت ملازم أول قائد فصيلة مدافع مضادة للدبابات عديمة الارتداد، واثناء عملية العبور استشهد قائد السرية النقيب الشهيد محيى الدين أحمد رجب، حيث كنا فى أول موجة عبور، وكانت الكتيبة موجودة فى الدفرسوار وهى المنطقة التى وقعت فيها معارك شرسة وقوية، نظرا للأهمية الشديدة لهذا المكان، والتى تأتى من كونه نقطة التقاء من المجرى الملاحى لقناة السويس مع البحيرات المرة الكبرى، وكان العدو نظرا لأهمية المكان قد أنشأ 2 نقطة حصينة، بجوار بعضهما بفاصل لا يتجاوز 500 متر، ونقطة حصينة ثالثة جنوبهما بحوالى 5 كيلو مترات تسمى «تل سلام» وهذه المنطقة اذا استطاع العدو العبور إليها، أو الاقتحام منها يسهل الاتجاه إلى مدن قناة السويس بل ويسهل الانطلاق بعدها للقاهرة، وهذا الموقع زاره العديد من القادة منهم الرئيس البطل الشهيد محمد

انور السادات بطل الحرب والسلام، ووزير الحربية ورئيس أركان وجميع القادة على كافة المستويات، حيث كانوا يقومون بعمل لقاءات مع الجنود ويلتقون بهم ويسلمون عليهم واحدا واحدا، ثم يصعدون لاستطلاع الموقف، ولذلك اعطى العدو أهمية خاصة لهذه النقطة ووضعت القوات المسلحة فرقة مدرعة فى الغرب للتعامل مع هذه النقطة، ومنع وصول أى قوات إسرائيلية إلى الغرب.

ويضيف أن ثغرة الدفرسوار جاءت بسبب رصد قوات الاستطلاع عدم تواجد قوات مصرية فى المنطقة الغربية وهو ما تسبب فى حشد العدو 3 فرق كاملة واختراق المنطقة.

وبعد عبور هذه الفرقة المدرعة تنفيذا لقرار تطوير الهجوم بهدف تخفيف الضغط على الجبهة السورية أصبحت هذه المنطقة مكشوفة للعدو، وبتكثيف نيرانه وعملياته القتالية عليها يستطيع اختراقها والوصول إلى الضفة الغربية فأصبحت بمثابة قشرة ضعيفة فى حال اختراقها، يمكن تحقيق نجاح على الأرض، وهو ما شجع العدو على حشد أكثر من 1000 دبابة فى هذا المكان الضيق لكى يخترق المنطقة ويصبح خلف الجيوش الميدانية الموجودة فى الشرق وكنا سننفذ خطة «شامل» والتى عدلت بعد ذلك باسم «شامل المعدلة» بهدف طرد العدو الإسرائيلى من الغرب وأسر الباقى، وتدخل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر وقال لـ«السادات» «لن نسمح بهزيمة السلاح الأمريكى» وبعدها كانت مفاوضات الكيلو 101.

ويضيف أن تساقط الطائرات الاسرائيلية وتدمير الدبابات والأرتال كان له أثر ايجابى رهيب فى نفوس القوات المسلحة، واستمر الهجوم والتقدم حتى يوم 14 أكتوبر ليلا، حيث أخذ القتال فى هذا الوقت شكلاً آخر، بعد أن كثف العدو نيران مدفعيته على الفاصل بين الجيشين الثانى والثالث الميدانى وحشد أرتالا ضخمة من الدبابات والمجنزرات فى الوادى بمنطقة تل سلام، وفى ليلة 14 حاول العدو ان يخترق هذه المنطقة ليصل إلى الضفة الغربية للقناة ويحاصر مؤخرة الجيشين، وذلك من خلال 3 محاور، اثنين منها تعاملنا معهما، وبعد ذلك استطاعت القوات المصرية حصار الثغرة وكانت قادرة على الانتهاء منها لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية.

ويؤكد اللواء زكى الألفى أن القوات المسلحة المصرية نتاج حضارة عميقة تمتد جذورها الى 7 آلاف سنة، والتاريخ يشهد للمقاتل المصرى، والجيش دائما يقف مع شعبه والشعب دائما فى ظهر جيشه، ولذلك فإن الثقة بين الجيش والشعب لا يمكن ان تهتز او تنهار لأن الجيش المصرى جزء ونسيج من أبناء الشعب، فالمصريون شعب مسالم ويريد دائماً الاستقرار وهذه طبيعية نشأت فى الشعب منذ قديم الأزل، والمصرى عندما استقر بجوار النيل لم يترك مكانه منذ هذا الوقت، ولكن المصريون عندما يوضعون تحت ضغوط فإن المخاطر تحفز الهمم لديهم، ونجد على مدار التاريخ أن كل المستعمرين للدول العربية أو مدبرى المكائد لها تتحطم شوكتهم على أبواب مصر.