رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرارة الانتقام.. أب ينكر نسب طفله هربًا من نفقته

بوابة الوفد الإلكترونية

لم أكن أتخيل أن يأتى اليوم الذى أقف فيه لأدافع عن نفسى وشرفى.. بهذه الكلمات المتحفظة الممزوجة بغصة الظلم والحسرة بدأت «خلود. فى سرد تفاصيل حكايتها لـ«الوفد»، التى هى أشبه بفيلم سينمائي، من داخل غرفة إحدى قاعات الجلسات بمحكمة أسرة عابدين.

وبوجه تعتريه ابتسامة تخفى وراءها حزناً دفيناً وصوتاً واهناً تتلون نبراته بالقهر والمرار تقول الزوجة: «لا أتصور كيف لعاقل أن يهدم بيته ويشرِّد طفله ليتهرب من دفع النفقة التى فرضتها عليه المحكمة؟، هل يمكن لأحد أن يُصدِّق أن هذا ما دفع  زوجى لاتهامى أمام العالمين -أنا رفيقة دربه -بتدنيس شرفه والتفريط فى عرضه؟، والغريب أنه مصر على موقفه، ومؤمن بصحة اعتقاده بأننى خنته مع سفاح، قبل زواجنا، وأنكر نسب صغيره، وألحق به أبشع الأوصاف «وِلد زنا»، لكن الدنيء الذى لا شرف له يفعل أكثر من ذلك.

تشيح الزوجة الثلاثينية بوجهها ناحية باب القاعة الخشبى حتى لا يلمح محدثها الدموع المترقرقة فى عينيها البائستين، وهى تواصل حديثها: تزوجت «محمد» بعد أن تحديت الجميع لأحظى به، وكأننى كنت أفتِّش عن تعاستي، وأسطر بيدى شهادة شقائي، لا أنكر تمامًا أننى تعلقت به ووقعت فى شباك حبه منذ أن رأيته لأول وهلة فى الحى الذى أقطنه، وكنت أتعمَّد الخروج كل حين والآخر بحجة شراء متطلبات للبيت لكى أراه، وتبادلنا النظرات، ومن ثم تعددت لقاءات الحب بيننا وتبادلنا الأحاديث، واتفقنا على الزواج، وخلال أشهر معدودة تمت الزيجة، ومنذ أن أغلق علينا باب واحد، والخلافات لم تفارق بيتنا، كنت أظن أننى لن أشعر بالإهانة والخوف وأنا معه، فكيف لى ذلك وأنا أحيا مع من اختاره قلبى؟!، لكنى كنت مخطئة فقد اصطدمت بوجه غير الذى عرفته، بات يهيننى بسبب وبدون سبب.

ينتفض جسد الزوجة وتسرى ارتعاشة فى أوصالها تجبرها على الصمت للحظات، ثم تتابع: «كان يوميًا ينهال على زوجى بالضرب، حتى وأنا غارقة فى سباتي، وكان يسبنِّى ويلعننى بأقذر الألفاظ، ولأننى لا أملك رفاهية الاختيار ما بين البقاء معه أو تركه خاصة بعد أن رزقنى الله بطفل منه فضَّلت الصمت وصبرت لعل حاله يتغير لكنه تمادى فى طغيانه، وما كان منى إلا أن قبلتُ بهذا الوضع المهين من أجل مستقبل طفلي «زين» الذى يخطو خطواته الأولى فى عامه الأول، موقنة تمامًا أنه من حقِّه أن يعيش فى أحضان أبيه وأمه، وكنت أخشى من تشتته فى حالة انفصالى عن أبيه، رغم أننى لا أعلم ما الجُرم الذى ارتكبته بحقِّه كى أبيت كل ليلة ودمعى على خدِّي، وكنت أخشى من نظرة الناس إذا حظيت بلقب مطلقة، لكن وقع ما كنت أهرب منه دومًا، وطلقتُ غيابيًا، رفض الانفاق على 4  أو على طفلين.

تكمل الزوجة روايتها بصوت يرتجف: «مكثت بصغيرى لأكثر من ثلاث سنوات، وشعرت بأننى عبء على أهلي، ولم أتحمل نظراتهم اللائمة على زواجى منه، وتأنيبهم لى ليلًا ونهارًا، فطالبته بدفع نفقة لكنه رفض، فلجأت إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بعابدين

لحل النزاع وديًّا، لكن الأمر باء بالفشل، فرفعت ضده دعوى نفقة، وبالفعل ألزمته المحكمة بدفع 500 جنيه نفقة للصغير، و500 جنيه أجر مسكن حضانة له، و500 جنيه نفقة زوجية، ووقع على ذلك بمحضر الجلسة، وصدر الحكم فى تلك الدعوى بناء على ذلك، بالإضافة إلى صدور أحكام أخرى عليه بفرض أجر حضانة للصغير، ونفقة متعة لي، ولينتقم منى زوجى على فعلتى تلك، رفع دعوى بإنكار نسب الطفل وبطلان عقد الزواج، بعد أن نعتنى بالخائنة قائلًا: «زوجتى كانت على علاقة مع سفَّاح واستغفلتني»، كان رد فعله هذا فاجعة بالنسبة لي، لم يكن فى مخيلتى يومًا أن يكون هدفه منصبًّا على النيل من سمعتى بين أهلى وجيراني، وتهديد مستقبل ابنى الذى لا حول له ولا قوة، فنار الانتقام الذى عمى قلبه وجعل الغشاوة على بصره أحرقتنا جميعًا وأوَّلنا هو».

تابعت خلود الكشف عن باقى تفاصيل قصتها المثيرة قائلة: «بعد أكثر من ثلاث سنوات لم ينكر نسبه للطفل طوال تلك المدة جاء الأحمق لينكر نسبه له بغرض الانتقام والتخلص من التزاماته المادية لنا، واتهمنى بالزنا، طعننى فى عرضى وشرفي، ولكنه وقع فى شر أعماله،  فالمحكمة حكمت برفض دعواه، معتمدة فى ذلك على إقراره فى دعوى النفقة بنسب الصغير إليه، وذلك بحضوره واتفاقه معى على نفقة للطفل وأجر مسكن له، وهو ما يعد إقرارًا منه بنسب الطفل بكافة الأدلة الشرعية والقانونية، وأدركت أن اتهامه لى محض افتراء وألزمته المحكمة بأن يؤدى لى مبلغ 30 ألف جنيه تعويضًا عن الأضرار المادية والأدبية التى لحقت بي».

وبوجه متحجر الملامح تختتم الزوجة روايتها: «لا يوجد تعويض فى الدنيا يُضاهى ما فعله بى وبطفله، لا تعويض يكسونى بعد أن تعرَّيت أمام أهلى وجيراني، لا تعويض يكفل لابنى أن يعيش مرفوع الرأس بعد أن أنكر أبيه، ولو كان الأمر بيدى لمحوت اسم أبيه من شهادة ميلاده، لأنه لا يصلح كزوج ولا أب، بل لا يصلح أن يكون رجلًا».