رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذئاب.. أصدقاء السوء سلبوا شرف صديقهم

بوابة الوفد الإلكترونية

«شلة الفساد» هكذا لقّبهم أبناء المنطقة لسوء سلوكهم وسهراتهم الماجنة التى تفوح منها رائحة المخدرات على مرأى ومسمع من الجميع، حتى نفر منهم من هم فى نفس سنهم ووجدوا أنفسهم فى حلقة واحدة تضيق عليهم بسبب تصرفاتهم، لكنهم أوهموا طفلاً فى مقتبل حياته بصداقتهم معه واستدرجوه لمنطقة نائية للاعتداء جنسياً عليه لكنهم فشلوا بعد تشبثه فى ملابسه ورفض الانصياع لأوامرهم.

تجمعت شلة الفساد واتفقوا على تناول وجبة غداء على مزاجهم الخاص ليحتسوا بعدها مشروب المزاج الذى يأخذهم إلى عالمهم الوهمى بعد نفخ أول نفس من سجائرهم، توجه الأصدقاء الثلاثة إلى منطقة زراعية على أطراف مركز أوسيم، لكنهم لم ينسوا أن يصطحبوا شيطانهم معهم الذى أصبح رفيقهم فى كل خطوة.

فى مشهد آخر موازٍ تناول صاحب الـ15 عاماً طعام الافطار برفقة أسرته، وترك قبلة على جبين والدته قبل أن يخرج فى رحلة يومية يعود بعدها ببضعة جنيهات إلى والدته تعينها فى مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وانطلق الشاب محمد بمركبته التوك توك يجوب شوارع القرية بحثاً عن الرزق الحلال، على أمل العودة فى الموعد الذى اتفق عليه مع والدته، لكن ثمة تغير طرأ على سيناريو الشاب اليومى حمله كابوساً ظل يطارده.

تقابلت شلة الفساد مع الشاب صديقهم الجديد معه وطلبوا توصيلهم إلى وجهتهم وتناول الغداء معهم «تعالى وصلنا واتغدى معانا»، مع قلة الزبائن وارتفاع درجة الحرارة وجدها الشاب فرصة لتعميق صداقته بالشباب الثلاثة وإعطاء نفسه قسطاً من الراحة بعض الوقت حتى تنكسر أشعة الشمس، وضع «محمد» المفتاح وحرك مشغل التوك توك أن استقل باقى الشلة فى الخلف واتجه نحو منطقة نائية تغلب فيها مشاهد الخضرة والمياه ليستمتعا ببعض الوقت وتناول الطعام.

دقائق قليلة ووصلوا إلى وجهتهم وبدأوا فى افتراش الأرض بالطعام لكن ثمة غمز ولمز دار بين الثلاثة على صديقهم ما جعل شعوراً غريباً يتسرب إلى قلبه لكنه راح يكذبه حتى نطق أحدهم «ما تقلع البنطلون»، لم يصدق الفتى ما وقع فى أذنيه واعتبرها مزحة سخيفة ستنقضى فى لحظات لكنها فوجئ بتكرار نفس الكلمة ومحاولة التحرش به من أحدهم.

بأعين الذئاب اتجه الثلاثة نحو صديقهم ونزعوا عنه بنطاله بالقوة محاولين كشف عورته للاعتداء عليه، لكن تشبث الطفل ببنطاله تارة وملابسه الداخلية فى ظل محاولات الأشقياء الثلاثة للكشف عن عورته حتى أخرج «أدهم» هاتفه والتقط مقطع فيديو - لا يتعدى الدقيقة - لصديقه عارى الجسد.

بوجه عابس وملامح حزينة عاد «محمد» إلى منزله وعلامات الصدمة تظهر عليه بسبب ما تعرض له على يد من ظن أنهم رفقاء دربه، واحتمى بغطائه ليغط فى سبات عميق أملا فى نسيان كواليس اليوم المشؤوم. واعداً نفسه يقطع علاقته بهم وعدم معرفتهم مرة أخرى وإذا ما تكرر ما حدث سوف ينتقم منهم شر انتقام.

بعد مرور يومين تبدلت الأحوال رأساً على عقب، مقطع فيديو تبارى بعض الصبية فى

إعادة نشره على حساباتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يظهر محاولة 3 مراهقين تجريد طفل من ملابسه عنوة داخل «توك توك».

بحلول المساء، وصل المقطع محطته الأصعب حيث والدة الطفل «محمد». لحظات صمت حاولت معها الأم استيعاب الأمر، مسترجعة حالة فلذة كبدها غير المألوفة خلال اليومين الماضيين، بينما تمسك هاتفاً جوالاً يعرض فيديو يُظهر نجلها فى وضع مخل.

فى منتصف الليل لم يغادر المقدم مجدى موسى رئيس مباحث أوسيم، مكتبه بعد، يتفقد عبر الهاتف الأوضاع الأمنية بدائرة القسم ثم يعود لاستكمال فحص قضية قيد التحقيق حتى يقطع ما ينجزه صوت الباب «يا فندم فى ست وابنها عاوزينك ضرورى».

بصوت مبحوح بالكاد يسمعه المتلقى، روت والدة الطفل «محمد» ما تعرض له، وقدمت لرئيس المباحث مقطع الفيديو «عايزين حقنا من العيال يا بيه» ليطمئنها الضابط بأنهم لن يغادروا ديوان القسم حتى يُقبض على المتهمين.

توجيهات حازمة وسريعة وجهها المقدم مجدى موسى لمعاونيه لضبط المشكو فى حقهم فى خلال ساعات قليلة» عايزهم هنا فى أسرع وقت»، دقائق معدودة تأكد خلالها ضباط المباحث من الواقعة بعد مراجعة، صفحة على «فيسبوك» تحمل اسم «أدهم الشرقاوي» نشر صاحبها المقطع المُشار إليه، وتبين أنها تخص صديق الضحية «أدهم»، انطلقت مأمورية سريعة توجهت إلى منازل المتهمين، ونجحت فى ضبطهم وبحوزة المتهم الرئيسى الهاتف الذى يحوى الفيديو.

«كنا بنهزر معاه» كانت تلك أولى كلمات المتهمين أمام رجال المباحث، مبررين بها جريمتهم، وأضافوا أنهم تناقلوا الفيديو بين أبناء المنطقة على سبيل الضحك، ولم يقصدوا من ورائه أى إهانة أو إلحاق العار بالضحية».

الحبس كان مصيرهم وجزاء ما اقترفوه فى حق الطفل الذى يجوب الشوارع ليلاً ونهارًا من أجل قوت يومه ومساعدة والدته الفقيرة.. ربما شعر محمد بالنشوة والانتصار واستعادة حقه من هؤلاء الشياطين ولكن ثمة عاصفة مازالت فى قلبه وعقله كيف يمحو هذه الذكريات الأليمة من مخيلته وكيف ينسى الناس ما حدث..؟