رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الاعتماد على الأموال الساخنة ينتهى فور تحقق قوة الاقتصاد

بوابة الوفد الإلكترونية

تذكر دوماً ما أنت بارع فيه وتمسك به، فأنضج الثمار أعلاها على الشجرة، إننا نصنع مصائرنا، ونصبح ما نفعله.. وكذلك محدثى إيمانه عندما تتخذ القرار الصحيح، لا يهم ما يعتقده الآخرون، فكل ما تقرر القيام به، تأكد أنه يجعلك سعيدا.

إذا كنت تحب ما تقوم به ومستعد للقيام بأى شيء لتنجح فى ذلك، فهذا هو النجاح الحقيقى.. فالأمر يستحق عناء كل دقيقة، فلا أحد يستطيع أن يمنعك عن تحقيق نجاحك إلا أنت، وعلى هذا كانت فلسفة الرجل، بأن الحكيم يصنع فُرصاً أكثر من تلك التى يعثر عليها.

الدكتور وليد يوسف رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المصرية لنظم التعليم الحديثة.. فتش عن رسالة فى مسيرة حياته يقدمها للمجتمع، وتفيد الوطن، فوجدها فى تأسيس مدرسة تقدم أجيالا تساهم فى البناء، للنجاح متعة بداخله، يعتبره الصديق الذى لا يغيب عنه، والطموح فى مفرداته حياة بدونه يكون الموت، والحكمة لا تتحقق إلا لدى من يمتلك القرار الصحيح، والتخطيط الهادف.

يبدو كل شيء بسيطا فى حجرة مكتبه، أمتار قليلة تفصل مكتبه عن المدخل الرئيسى، بعض لوحات مزخرفة، رسمت بمهارة ودقة، تحكى اهتماماته، وعلاقته مع الطبيعة، بدأ وقد تكشف عن المكان الهدوء، ألوان الحوائط تحمل الهدوء، الذى يتسم به، مجموعة كبيرة من كتب الإدارة، تتعلق بمجال عمله على سطح مكتبه، وعصا ملقاة بجوار المقعد، علمت بعد ذلك أنها من متعلقات والده.. أجندة يسطر بها خطة عمله اليومية، وما يتم متابعته، وأخرى تضم صفحاتها أقوالا مأثورة لوالده، وبعض محطات حياته، على مدار 40 عاما.

45 دقيقة لم تكن كافية للتفتيش فى ملفات الرجل، لكن بدا صريحا واثقا فيما يحلل، لم تختلف رؤيته وتفاؤله كثيرا، منذ أن التقيته قبل عامين.. يعتبر الرجل الوضع أفضل مما سبق فى ظل تعافى وتحسن مؤشرات الاقتصاد، وقطع شوط طويل فى إجراءات الإصلاح الاقتصادى، تحققت فيها نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادى، فى مؤشرات التضخم التى سجلت أرقاما لم تتحقق منذ سنوات، وكذلك معدلات البطالة التى شهدت تراجعات كبيرة، وأيضاً وصول الاحتياطى النقدى لأرقام قياسية، ساهمت فى إشادة دولية لمستقبل الاقتصاد الوطنى.

أعظم متعة أن تنجز شيئًا قال عنه الكثيرون أنه مستحيل، وكذلك ما حققته الحكومة فى المشروعات القومية، والبنية التحتية، وشبكة الطرق الواسعة بطول المدن، والأقاليم، والمدن الحديثة التى ساهمت فى خلق كيانات ومجتمعات صناعية، وعمرانية، قادرة على تحقيق ليس نموا اقتصاديا فقط، وإنما تنمية مستدامة.

أقاطعه.. لكن رغم كل هذه المؤشرات الجيدة، وإشادة المؤسسات العالمية بمسيرة الإصلاح الاقتصادى لا يزال رجل الشارع يعانى، ولم يجن الثمار؟

يجيبنى وبدا أكثر تفكيرا فيما يحلل. يقول أن «الاقتصاد يدفع فاتورة سنوات عديدة، من عدم الاهتمام، بالإجراءات الإصلاحية التى بدأت متأخرة، وهذا أمر طبيعى أن يتطلب صبرا، حتى يشعر رجل الشارع بثمار الإصلاح».

المهم الرغبة فى تحقيق ما تهدف إليه هكذا منهج الرجل فى الحياة، ونفس الأمر للحكومة، وما اتخذ من مسار إصلاحى، فى السياسة النقدية، حقق نجاحا مقبولا، ساعد على تعافى العملة الوطنية أمام العملات الأخرى، ووصل إلى مستويات مقبولة، بعد فترة طويلة من عدم الاستقرار، خاصة أن هذه الإصلاحات ساهمت فى تدفق الاستثمارات الأجنبية فى أدوات الدين سواء أذون الخزانة، أو السندات، والتى وصلت إلى نحو 19 مليار دولار منذ تحرير سعر الصرف نوفمبر 2016 وساعد على ذلك حالة استقرار وقوة الاقتصاد الوطنى.

إذن استقرار وقوة الاقتصاد كان لهما الدور الأكبر فى تدفق استثمارات أدوات الدين، رغم رفع العديد من دول المنطقة لعوائد هذه الاستثمارات.

يجيبنى الشاب الأربعينى الذى يفتش دائما عما يحقق نهضة الاقتصاد.. يقول أن «الاقتصاد الوطنى يحظى باستقرار، وقوة مقارنة بالدول الأخرى فى المنطقة التى يشهد اقتصادها ارتباكا، ورغم قيام هذه الاقتصاديات برفع عوائد استثماراتها غير المباشرة، إلا انها لم تشهد إقبالا مثلما شهد الاقتصاد المصرى».

«إذن توقف هذه الاستثمارات المعروفة بالأموال الساخنة، مرهون بقوة الاقتصاد التى تتحقق بالفعل» بحسب تحليله.

كثير من الدروس تعلمها الشاب الأربعينى من والده، ساهمت بشكل كبير فى حفر اسمه، لا يخف الرجل قلقه من ارتفاع معدلات القروض المحلية، أو الخارجية، لكن المشروعات القومية واستثماراتها التى وصلت 4 تريليونات جنيه،

سوف تحقق عوائد بالجملة تصب فى مصلحة الاقتصاد.

التخطيط والدقة أسلوب حياة فى تحليله لملف السياسة المالية، يعتبر أن الاعتماد على الضرائب فى الإيرادات من المشاهد غير المرغوب فى استمرارها، حيث أن مثل هذه الضرائب التى يتم المغالاة فيها، تعمل على تطفيش المستثمرين، وهذا لا يعنى غض الدولة الطرف عن تحصيل مستحقاتها من الضرائب، وإنما مراعاة عدم التوسع بصورة مجحفة، حفاظا على تنافسية الاستثمار.

صار ملف الاستثمار يمثل جدلا، وصداعا بالرأس للمراقبين والمحللين، رغم ما اتخذ من إجراءات تشريعية.. فلماذا هذا الجدل؟

يجيب الرجل وقد ارتسمت على ملامحه علامات التعجب أن «ملف الاستثمار لا يزال فى حاجة إلى تقديم محفزات وتيسيرات للمستثمرين، خاصة المحليين، الذين هم كلمة السر فى استقطاب المستثمرين الأجانب».

الدراسة المتأنية من سمات شخصية الرجل، حينما يتحدث عن القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، يتكشف انحيازه لقطاع الخدمات سواء الصحة أو التعليم خاصة التعليم لكونه ركيزة أساسية فى النمو الاقتصادى، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك قطاع الطاقة، والبترول، والتوسع فى استثماراتهما، لما تسعى إليه الحكومة، لكونها مركزا عالمياً للطاقة، بالإضافة إلى قطاع السياحة، الذى شهد نموا كبيرا خلال الفترة القليلة الماضية.

القناعة والثقة من السمات التى تتصدر قاموس مفرداته، حينما يتحدث عن القطاع الخاص تتكشف علامات حزن على ملامحه، ربما للحالة التى يعانيها القطاع، أو دخول الحكومة أمامه فى منافسة غير متكافئة، حيث مطلوب من الدولة العمل على دعم القطاع الخاص، بتذليل كافة العقبات أمامه، والدخول معه بنظام المشاركة، بما يحقق مصلحة الطرفين ويساهم فى تقوية القطاع الخاص الذى يعتبر أساسيا لنمو اقتصاديات الدول المتقدمة.

القناعة، والتوفيق هما حجر الفلاسفة، للوصول إلى أبعد نقطة، وهذا ما سعى إليه الرجل بتأسيس مؤسسة تعليمية، تساهم فى تأهيل نشأ يفيد الدولة، بالمستقبل، وتحقق حلمه فى عام 2005، ليؤسس قواعد واستراتيجية تقوم على الاستثمار فى العنصر البشرى، وتقديم أفضل الأساليب الدولية الحديثة فى مجال التدريس، واللغات الدولية، بل فاق حلمه ذلك حينما بدأ ينظر إلى الأمام بالعمل على تحقيق طموحات المستثمرين بالقيد فى السوق الرئيسى بمجرد الوصول برأس مال الشركة إلى 126 مليون جنيه، تمهيدا للقيد بالسوق الرئيسى، وكذلك العمل على قدم وساق فى الانتهاء من تأسيس المدرسة الألفية الأمريكية، وافتتاحها سبتمبر 2020 بتكلفة استثمارية 65 مليون جنيه.

لا يتأخر الرجل فى تقديم وتوفير كل ما يساهم بنجاح المنظومة التعليمية، خاصة أنه يهوى التحدى والإصرار، وأن بورصة النيل مجرد محطة وخطوة تمهيدية للانتقال للسوق الرئيسى، وها هو فى الطريق إلى تحقيق ذلك، رغم كل ذلك إلا أنه لم يصل إلى مرحلة الرضاء عن النفس، لكن يظل شغله الشاغل المزيد للشركة مع مجلس الإدارة والوصول بها إلى الريادة فى صناعة التعليم.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟