رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تنامي السلفية المُتطرفة تثير قلق هولندا

نصر الدمنهوري - المدير
نصر الدمنهوري - المدير التنفيذي لمؤسسة الوقف بهولندا

تشهد هذه الأيام الذكرى الثامنة عشرة لهجمات ١١ سبتمبر 2001 وسط حالة قلق سياسية مُتجددة في هولندا،تفجرت عقب نشر تحقيق صحفي اشتركت فيه واحدة من كُبريات الصُحف اليومية الهولندية " إن آر سي " والبرنامج التلفزيوني " أخبار الساعة " ، تناول حالة المؤسسات التعليمية السلفية ، ومخاوف من تأثير حدة التطرف الديني، على حياة وسُمعة المُسلمين في هولندا.

 

عنوان التحقيق: "غير المُسلمين يستحقّون الموت" في مناهج المدارس السلفيّة بهولندا ، صادماً في وقت شديد الحساسية.

 

وجاء مضمونه ان الأطفال صغار السن يتعلمون في مدارس المساجد السلفيّة بهولندا أنّ الآخرينأصحاب المُعتقدات الدينية المختلفة عن الإسلام يستحقّون الموت ، وعليهم يتعلّمون أن يبتعدوا عن المجتمع الهولندي،ومبادئ المساواة والحريّة،والفرارمن هذه "البلاد الغير المؤمنة" إلى بلاد إسلامية، من أجل الاستقرار والعيش كمسلمين.

 

الأمر الذى وصفته وسائل الإعلام الهولندية بانه صدمة سياسية تؤثر على استقرار المناخ الاجتماعي العام في البلاد.

 

ردود الفعل الأولية جاءت من أحزاب مسيحية وليبرالية في شكل مطالب بتعديل القوانين، ومنح صلاحيات جديدةلجهات التفتيش التعليمية أن تتدخّل بمُراقبة التعليم في تلك المدارس. 

 

كما كشف التحقيق، الذي شمل عشرات المراكز التعليمية السلفية التي تتأثّر بالتعاليم السلفيّة ، انها تقوم بتدريس مواد تعليمية لمُختلف الشرائح العمريّة، وأنّ المعلمين في هذه المؤسسات، المُنتشرة في جميع أنحاء هولندا، يخلطوا السياسة بالتعليم " المُفترض ان يكون حيادياً"حيث أنهمدأبوا على تثمين أنظمة حاكمة تقوم بتطبيق عقوبات الشريعة الإسلامية. 
 
وأضاف التحقيق ان التلاميذ في هذه المؤسسات التعليمية يتلقون من خلال دروسهم وكتبهم ان الآخرينهم "أعداء" أو "غير مؤمنين" ، وكذلك يتمّ تلقين الطلاب دروساً حول عقوبة الموت التي يستحقّها الكثير من الناس كالمثليين، الزُناة، المرتدين والسحرة ،وان احد نماذج الامتحاناتجاء فيها ان عليهم الإجابة على أسئلة خاصة بالعقوبة الصحيحةبملء فراغات واختيارات من بين ثلاثةإجابات تضمنت (الجلد بالسوط – الرجم - القتل بالسيف".

 

في هذا الاطار تؤكد الأبحاث الميدانية ان نفوذ التيار السلفيضمن المدارس الإسلامية غير الرسمية في هولنداقد تزايد، حيث بلغ عدد المراكز التعليمية التي تعتبر سلفيّة أو متأثّرة بالفكر السلفي في هولندا حوالي الخمسين مركزاً على أقل تقدير، وان أكثر من ألف طفل يتلقون دروساً إسلاميّةمساءاً أو في نهاية عطلة الأسبوع ، وأنّ العشرات من

المنظمات الإسلامية في هولندا تتلقى تمويلاًت من دول خليجية ،وبعضها قامت بتقديم طلب للحصول على هذا التمويل خلال السنوات الماضية ، تلك التمويلات المثيرة للجدل،وتنشر القلق من نشر السلفيّة في أوساط المسلمين بهولندا وأماكن عبادتهم ، الأمر الذى أدى لمطالب فى البرلمان الهولندي بمزيد من الشفافية فيما يخصّ التحويلات المالية من دول خليجية الى هولندا.

 

الجالية المغربية الإسلامية من جانبها بادرت هي الأخرىبالإعلان عن صدمتها،بوصف ان ما يُدرّس في مدارس المساجد السلفيّة "مروّع"، وقد أصدرتجمعية المساجد المغربية في هولندا، بيان عبرت فيه عن مخاوفها الشديدة من التأثير السلفي، الذي يتنامى بقوة في المدارس الإسلاميّة ، حيث تقدّر نسبة المدارس المتأثّرة بالتيار السلفي بانها "خمس منإجمالي اثنتا عشر". ووفقاً للبيان " فإنّ مختلف الأئمة المغاربة في هولندا قلقون من تطوّر هذا الأمر، لكنّهم لا يجرؤون على التحدّث عنه، خوفاً من الانتقام ، حيث قام السلفيّون من قبل بتوجيهتهديداتللأئمة المعتدلين وممارسة ضغوط عليهم.

 

تجدر الإشارة الى ان جريدة الوفد قد نشرت ما بين عام 2016 والسنة الماضية 2018ان قطر تمول استثمارات السلفيين في هولندا، وان قضية التمويلات المالية من دول خليجية للمراكز السلفية الإسلامية تثير قلق المؤسسات الأمنية بهولندا، واستندت «الوفد» في حينه الى تقارير رسمية عن مخاوف الاستخبارات الهولندية بعد شراء قطر مبنى في مدينة روتردام بقيمة 7و1 مليون يورولتحويله لمركز تعليميإسلامي، وواجهت "نصر الدمنهوري" المدير التنفيذي لمؤسسة الوقف بهولندا الذى اعترف صراحة بواقع ما نشرته الوفد.