عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية فتاة تزوجت هربًا من بطش زوجة الأب فتحولت لخادمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تزوجَته بحثًا عن الاستقرار الذي لطالما حلمت به، فمنذ أن وطأت قدماها هذه الدنيا، وهي تعيش في عذاب وألم، فقد نشأت في أسرة مفككة، صوت شجارها لم ينته إلا بعد أن انفصل والداها عن بعضهما، وتركتها أمها ورحلت لتجد نفسها خادمة لزوجة أب لا تعرف الله ولا تجد للرحمة مكانًا في صدرها، فارتميت في أحضان أول من تقدَّم لخطبتها ليظلها بظله، وصدَّقت المثل القائل بأن ظل رجل ولا ظل حيطة، وقبلت بظروف العريس المادية الصعبة، لتعيش في ظل رجل ظنت أنه سيكون لها العوض عن سنوات الشقاء التي عاشتها، وسيريحها من عناء العمل، ويعوضها عن حالة التفكك الأسري التي عاشتها طيلة حياتها، لم يخطر على بال "عزة" ذات الثلاثين ربيعًا بأنها لم تكن سوى فريسة وقعت في شباك صائدها. 

 

بعينٍ دامعة وقلب يدمي حزنًا تحدثت "عزة" عن تفاصيل معاناتها قائلة: "عشت طوال عمري أبحث عن الحب والاستقرار الذي هجر بيت أسرتي منذ سنوات، ولم أجد أمامي سواه، بهرني بحنيته وشهامته "المزيفة"، وما كان هذا إلا قناع اصطنعه لكي أنخدع فيه، وتبدأ مأساتي من منطلق هذا القناع"، وكأن الراحة أقسمت ألَّا تطرق بابي، وكأن الحزن وعدني بأن يكون حليفي أينما وليت وجهي".

 

ينتفض جسد الزوجة الثلاثينية، وتغمص عينيها محاولة أن تخفي ذرات الدموع التي ملأتها ثم تقول بصوت متهدج: "لم أكن أعلم أنني لم أكن سوى صيدًا ثمينًا له، فالثراء الذي كنت أعيش فيه أزاغ بصره، سقطت في شباكه، وحين تقدم لخطبتي وافقت دون تردد، وجمعت ماخفَّ وزنه وثقل ثمنه، وعشت معه في شقة بمنطقة شعبية ادَّعى أنها ملك له".

 

تمتلئ عين الزوجة الثلاثينية بالدموع، وتكسو ملامح وجهها البرىء علامات الحزن تصمت لبرهة تجمع فيها شتات نفسها المعذبة ثم تستطرد فى رواية حكايتها قائلة: "ولم تمضِ سوى أيام على زواجنا حتى اكتشفت أن زوجي مدمنًا للمخدرات، وأن بيته ما هو إلا وكر يستقبل فيه أصدقاءه من المدمنين والعاطلين وأصحاب السوابق، تركته وعدت لأهلي لكنهم طردوني، فرجعت إليه ذليلة بدلًا من بقائي في

الشارع، فاستولى على مصوغاتى وأجبرني على النزول للعمل كخادمة فى البيوت للإنفاق على مزاجه".

 

يرتعش صوت الزوجة الثلاثينة من الحسرة والبكاء : "لم يكتفِ زوجي بتعذيبي نفسيًا، بل بات يتعدى عليَّ بالضرب المبرح ليلًا ونهارًا بسبب وبدون سبب، ورغم ذلك تحملت وحاولت أن أصلح منه بشتى الطرق، من أجل ألا يعاني أولادي من الحياة المفككة التي سبق أن عشتها، لكنني اكتشفت أنني ظلمت نفسى عندما قبلت بهذا الوضع، ومن قبلها ظلمت أولادى الثلاث باختياري أبًا كهذا لهم، فلجأت للمحكمة لرفع دعوى خلع أصحح بها خطأي".

 

تتسارع أنفاس السيدة الثلاثينية وتنهمر الدموع من عينيها البائستين فتجبرها على الصمت للحظات ثم تقول بصوت مرتعش: "حاولت الانتحار أكثر من مرة، لكي أتخلص من حياة الذل والمهانة التي أعيشها، ولم أعد أتحمل إحساس الضعف وقلة الحيلة أمامه، وفى إحدى المحاولات قفزت من الدور الثاني لكن الله أراد أن يستمر عذابي ونجوت بأعجوبة، وفي نهاية المطاف تزوَّج عليَّ امرأة "سيئة السمعة " تكبره بأربع سنوات، تولت الإنفاق عليه، وطلقني ورماني أنا وأولادي في الشارع بلا رحمة ولا شفقة، لأصبح إنسانة ممزقة النفس، وحيدة بلا أسرة ولا مال ولا روح، كل ما أتمناه أن أخلص منه في أسرع وقت، فلن أعود إليه كما كان يحدث فيما مضى حتى وإن اهتدى ولم يعد يغادر سجادة الصلاة لحظة".