رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نيران الغيرة..يشعل النيران في زوجته بسبب غيرتها العمياء

بوابة الوفد الإلكترونية

تشرق شمس الصباح كل يوم، معلنة عن يوم جديد فى حياة الإنسان، يفيق البشر من سبات نومهم، للعمل والكفاح من أجل لقمة «العيش»، بادئين يومهم بكلمة، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، وبين لحظة وضحاها، يتبدل الحال إلى حال آخر، من سكون الليل، لوضح النهار وأشعة الشمس، التى تبعث الحياة من جديد، الأبواب المغلقة للمنازل، تفتح على مصراعيها، فيخرج العامل لعمله، والمزارع لحقله، خلية نحل تنتشر فى أرجاء قرية العوام، إحدى قرى مركز المنيا. يخرج «على»، مع الماشية لحقله وزراعته، تاركاً زوجته «زينب»، فى المنزل لإعداد الطعام لأسرتها، تنتظره حتى يعود من «الحقل» على الغداء، تجمعهم «طبلية واحدة»، هو وزوجته وأولاده الصغار، سعادة ما بعدها سعادة، أسرة متماسكة ترفرف فى أركان المنزل فراشات الحب والوئام، ولمَ لا وهم من جمع قلوبهم الحب، حتى اختارها من بين عشرات الفتيات، وتوج حبهما بالزواج على سنة الله ورسوله. ومثل كل شىء، تكون البدايات دائمة رائعة، ورويداً رويداً، ينطفئ بريق الحب، مع مشاغل الحياة، فهى كالطاحونة تهرس العظام حينما تهوى، تختفى الابتسامة العريضة، المشعة فى المنزل، الزوج يعود يومياً منهكاً من العمل فى الحقل صباح مساء، والزوجة تنشغل باحتياجات المنزل وتربية الأولاد، وتنسى نفسها فى زحام الحياة، تهمل فى أن تضفى لمسة الجمال والسعادة فى منزلها، حتى تصبح الحياة روتينية مملة. وككل السيدات، تشعر الزوجة بأن هناك تغيراً فى معاملة زوجها لها، وتشرد صاغية لوسوسة أفكارها، والتى تقودها دائما إلى شىء قد لا يكون فى الأساس ليس له مكان، تقودها أفكارها إلى أن زوجها من الممكن أن يكون يعرف امرأة أخرى، تدب الغيرة فى جسدها دون يقين ودون داع، تبدأ عملية البحث الأنثوى، تسأل على استحياء عن سلوك زوجها جيران القرية. كثرت الخلافات فى المنزل دون داع، وبسبب وبدون أسباب، ملأ النكد جنبات المنزل، حتى يهرب الحب والذى دخل المنزل من أوسع أبوابه، فاراً بثوب السعادة، من المنزل الذى كان هادئاً، كل يوم خلافات ومشاجرات، حتى كره الزوج العودة للمنزل، وأصبح لا يعود سوى بعد مغيب الشمس، بعدما يخرج فى الصباح الباكر، وكلما ابتعد الزوج، اشتعلت نيران الغيرة والشك فى قلب الزوجة، لتزيد من خلافاتها ومشاجراتها، أنت أكيد يا «على»، هتتزوج مرة أخرى، أكيد انت مش طايقنى، ولا شايف لك واحدة ثانية، والزوج يصبر ويصبر، وينفى الاتهامات الباطلة لزوجته، ولكن كان الشيطان قد تمكن من عقل الزوجة وأصبحت خادمة لأفكار إبليس الجهنمية، توسط الاهل والجيران للاصلاح بين «علي»، وزوجته زينب مرات ومرات، ولكن كل مرة، تفشل المفاوضات، أعمت

الغيرة والظنون والشكوك عيونها عن حقيقة أن زوجها يحبها، ولا يخونها مع أخرى. وفى اليوم المشئوم، يعود الزوج من عمله منهكاً، ليجد زوجته لم تعد وجبة العشاء، يبدأ الشجار، والزوجة ترد، روح خلى اللى هتتزوجها تعملك «أكل»، وقتها كان قد طفح الكيل من الزوج، واحتدم الخلاف، ليمسك الزوج بجركن البنزين الخاص بموتور الرى، ويسكبه على زوجته، فى لحظة سيطر فيها الشيطان على عقل الزوج، بعدما استحوذ عليه الشيطان فى وقت غضبه، ليشعل عود الكبريت، لحظات وكانت « زينب» مشتعلة وكتلة نار متحركة فى المنزل، تصرخ الزوجة مستغيثة، ولكن لحظات، تلفظ أنفاسها الأخيرة مستجيرة بالجيران. جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، وأطفال بريئة عاشت بين لحظة وضحاها، وتذوقت طعم اليتم، فقدوا الأم التى تراعاهم، والأب الذى يكدح ليل نهار، من أجل لقمة العيش، أفكار وأمثال عفى عليها الزمن، ترسخت فى ذهن الزوجة لتكتب مصيرها الأسود، لحظات ويصل الأمر للواء مجدى عامر، مدير أمن المنيا، ليتحرك على رأس قوة أمنية لمكان الواقعة، ويتم القبض على الزوج القاتل، ويستفيق الزوج من غفلة غضبه وجريمته الشنعاء، يبكى أمام النيابة العامة، نعم قتلت زوجتى حتى أستريح من «النكد»، يومياً، حياتى كانت مراراً فى مرار، وخلف القضبان يصرخ «على»، نادباً حظه الأسود الذى أوقعه فى زوجة غيور ونكدية ملأ قلبها الظنون والشكوك، حتى قادت سفينة حياة الأسرة إلى الجحيم، ماتت «زينب» محترقة بنار غيرتها، والزوج خلف القضبان ينتظر حبل عشماوى، عاد إلى رشده نادماً بعد فوات الأوان، الآن تذكر أنه كانت هناك ألف طريقة وطريقة أخرى للخلاص من زوجته، بالطلاق والزواج من غيرها، بعد أن كانت تستحيل الحياة بينهما، ولكن ندم لن يرحم رقبة «علي»، من حبل عشماوى.