رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الباجي السبسي.. حفيد عامل القصر الذي تحول لرئيس تونس

الرئيس التونسي الباجي
الرئيس التونسي الباجي السبسي

"سليل البلاط الملكي – محامي - رجل سياسي مخضرم – الخصم الأول للإسلاميين - رجل الدولة – مؤسس حركة نداء تونس – علماني – صاحب ذكاء سياسي حاد – أكبر رئيس دولة سناً- ناصر المرأة "... صفات تجمعت في شخص واحد، " الباجي قائد السبسي"، صاحب الـ93 عام، رحل عن عالمنا اليوم، بعد نزاعه مع المرض، وانتصار مرض السرطان عليه.

 

"السبسي".. إسم ليس بالغريب على التونسيين، ولكنه غريبًا على بلاد شرق المتوسط على الأقل، ومن هنا بدأ المفكر والكاتب التونسي الراحل، "الصحبي العمري"، بالبحث عن تاريخ الرئيس التونسي الراحل، وخرج لنا في عام 2014، وكشف لنا جذور "السبسي"، والذي أشار إلى إنه صاحب قصة حفيد موظف القصر، الذي تحول في يوم من الأيام إلى حاكم دولة حديثة.

 

"حفيد موظف القصر".. بدأت جذور "السبسي"، من عام 1810م، عندما جلب بعض المماليك، عاملين من سردينيا الإيطالية، إلى تونس، وكان بينهم شخص، لا يتعدى الـ15 عام، وبعد مرور أيام قليلة، تم إدخاله في قصر محمود باي ليعمل فيه، وتمت تسميته "إسماعيل"، ثم قام حسين باي، ابن محمود باي، بتبني إسماعيل قائد السبسي، حتى ترقى في المناصب سريعًا، وأصبح موظفًا ساميًا في القصر، والمستشار الشخصي للباي.

 

"الأسرة الفقيرة".. بدأت تلك السلالة في الانتشار، عندما تزوج إسماعيل من فاطمة باي، وأنجب منها سبعة اطفال، أكبرهم محمد باي قائد السبسي، الذي حصل على رتبة أمير لواء، وبنى منزلًا بباب سويقة، قرب باب الأقواس، حتى صار يعرف بدار قائد السبسي، وتزوج من محبوبة آغا، وانجب منها سبعة اطفال، أصغرهم يدعى حسونة، الذي درس بالمدرسة الصادقية، وتزوج من حبيبة بن جعفر، و بن جعفر هي عائلة من النبلاء "البلدية" في تونس المدينة، ثم انتقلا للعيش في ماطر، وفي أحد أيام الصيف، كانت "حبيبة" تذهب إلى سيدي بوسعيد الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، عند إبيها محمد بن جعفر، لقضاء فصل الصيف، وفي 29 نوفمبر 1926، أنجبت الباجي قايد السبسي، تيمنًا بالولي الصالح المعروف في تونس.

 

"المحامي".. وبرغم ترعره وسط أسرة من الطبقة الفقيرة، حيث كان والده مزارع، وتوفي وهو في سن التاسعة من العمر، إلا إنه عمل جاهدًا، حتى تابع تعليمه العالي بكلية الحقوق، من جامعة السوربون بباريس في فرنسا، وأصبح محاميًا، ثم عاد إلى تونس عام 1952 ليمارس المحاماة، ثم تزوج عام 1958 من شاذلية سعيدة فرحات، وله أربعة أولاد هم: آمال وسلوى وخليل وحافظ.

 

"نزعته الليبرالية وأفكاره الحداثية وحنكته السياسية".. تدرج في المناصب أثناء تولي الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة مقاليد الحكم في تونس، فمن مستشار للرئيس إلى إدارة الأمن الوطني ثم وزيرا للداخلية عام 1965 إلى أن تقلد وزارة الدفاع، ومن ثم سفيرا لبلاده في فرنسا.

 

"رئيس مجلس النواب".. تولى في بداية عهد الرئيس زين العابدين بن علي منصب رئيس مجلس النواب، وكان عضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم "التجمع الدستوري الديمقراطي" حتى 2003، وفي مطلع فبراير 2011 ، عين رئيسًا للحكومة، خلفًا لمحمد الغنوشي المستقيل، وبقي في هذا المنصب حتى نهاية ديسمبر2011.

 

"حركة نداء تونس".. أسسه الباجي في 2012، حيث فرض نفسه سريعًا على الساحة

السياسية، كأكبر خصم علماني لحركة "النهضة" الإسلامية، وجاء لتحقيق نوع من التوازن في الحياة السياسية التونسية.

 

وفي 2013 نزل حزب "نداء تونس" بثقله في تظاهرات طالبت بالإطاحة بحكومة "الترويكا" التي كانت تقودها حركة "النهضة"، وذلك إثر اغتيال قيادي معارض للإسلاميين (محمد البراهمي) في حادثة هي الثانية خلال أقل من عام، ومقتل عناصر من الأمن والجيش في هجمات إرهابية.

 

وفي 2014، أصبح أول رئيس لتونس، بعد فوزه في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 23 نوفمبر، على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، حاصلًا على نسبة 55,68 بالمئة من الأصوات مقابل 44,32 بالمئة للمرزوقي.

 

منذ 2015 دخل حزب الباجي، في صراعات داخلية على القيادة، وبدأت مشاكل الحزب والاتهامات الموجهة لنجل الرئيس حافظ قائد السبسي في السيطرة على القيادة، تؤثر على صورته واستقال من كتلته البرلمانية العديد من النواب، ليصل عددهم حاليا إلى 37 بعد أن كانت تضم 86 نائبا.

 

واصل الباجي العمل على قاعدة التوافق السياسي مع حزب النهضة إلى حدود خريف 2018 ليعلن وفي موقف هز المشهد السياسي "نهاية التوافق"، بعد أن رفض الحزب الإسلامي تغيير رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، وتشبث في المحافظة عليه على عكس رغبة الباجي.

 

"أهم قراراته للمرأة".. إلغاء مرسومًا يمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم، ودعمه لمشروع قانون غير مسبوق في العالم العربي يضمن المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة.

 

"وفاته".. في الساعات الأولى، من بداية اليوم الخميس، خرجت رئاسة الجمهورية التونسية، عبر وسائلها الإعلامية، بخبر هز الأوساط السياسية، وهو وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي في المستشفى العسكري بتونس العاصمة، بعد تعرضه لوعكة صحية طارئة.

 

وكان آخر ظهور للرئيس التونسي، يوم الإثنين الماضي، خلال استقباله وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، بقصر قرطاج.

 

وكان من المنتظر، أن يتوجه السبسي بكلمة إلى الشعب التونسي، اليوم الخميس، بمناسبة إحياء الذكرى الـ62 لإعلان الجمهورية، وهو اليوم الذي تم فيه إلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري سنة 1957.

 

وقاد السبسي البلاد منذ ديسمبر 2014، وحتى وفاته اليوم، وكان من المفروض أن تنتهي ولايته في نوفمبر المقبل.