رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«انسى القمة وريّح بالك»

بوابة الوفد الإلكترونية

رواتب خريجى الطب هزيلة.. وأعداد الصيادلة أكثر

من احتياج سوق العمل.. وخريجو الهندسة والإعلام يعانون البطالة

«سارة» أحد أوائل ثانوية 2015:

ندمت على الالتحاق بالطب

الدكتور عبدالرحمن:

تركت كليات القمة.. وحققت ذاتى فى الحقوق

د. حسن شحاتة: بريق كليات القمة انطفأ

د. كمال مغيث: تقسيم الكليات إلى قمة وقاع فكر قديم عفى عليه الزمن

مؤشرات تنسيق الثانوية العامة لهذا العام تقول إن كل من حصل على أقل من «97٪» «شعبة علوم» و«94٪» «شعبة رياضة» لن يمكنه الالتحاق بإحدى كليات القمة، وبالتالى فإن كل من حصلوا على أقل من هذا المجموع سيسقط فى دوامة الأحزان والهموم والإحساس بالضياع، ولهؤلاء أجرينا هذا التحقيق مع أوائل ثانوية عامة فى سنوات سابقة ومع خبراء تعليم، وكلاهما اتفق على رسالة واحدة تقول لكل الناجحين فى الثانوية العامة «انسى القمة وريّح بالك».

أكد عدد من أوائل الثانوية العامة فى سنوات سابقة، أن كليات القمة لم يعد لها وجود، وعبر بعضهم منهم عن ندمه على الالتحاق بكلية الطب، نظراً للمعاناة التى تنتظرهم بعد التخرج تتمثل فى عدم وجود فرص عمل بأجر مرتفع، وقالوا إن الكثير من الأموال على حد تعبيرهم، مؤكدين أن هناك الكثير من زملائهم ممن التحقوا بكليات عادية، أصبحوا قادرين على مواجهة الحياة وأصبح لهم دخل شهرى فيما لا يزالون هم فى مرحلة الدراسة، مؤكدين أن النجاح متواجد فى كل المجالات، ولم يقتصر على كليات القمة.

وقالت آمنة طارق، من أوائل الثانوية دفعة 2015، إن بعض الطلاب والآباء ينحازون إلى كليات القمة لكونها بها تكليف بعد التخرج، ولكن هذا التكليف لا يغنى ولا يسمن من جوع، حيث إن مرتبات الطبيب بعد التخرج فى المستشفيات الحكومية ضعيفة جداً، كما أن بدل العدوى رقم هزيل لا يتعدى عشرين جنيهاً فى الشهر، رغم المخاطر والأمراض المعدية التى يتعرض لها الطبيب أثناء عمله وبالتالى فإن مستقبل خريجيها غامض.

وأضافت: هناك كليات قمة ليس بها تكليف، مثل كلية الهندسة، كما أن بعض زملائها فى كلية الطب ندموا على التحاقهم بكلية الطب، نظراً للضغوط النفسية والمالية التى يتعرضون لها، كما أن البعض منهم التحق بالكلية تحت ضغوط من الأسرة، بعد حصولهم على مجموع عال فقط، والبعض منهم يريد أن ينتقل إلى كلية أخرى، ولكنهم لا يستطيعون نتيجة ضغوط الأسرة.

وأكدت أن خريج كلية الطب، لا يستطيع أن يجنى مالاً من مهنته إلا بعد أن يصل إلى سن 35 عاماً، فى حالة قدرته على أن يفتح عيادة بعد التجهيزات المالية الضخمة التى تتكلفها المعدات الطبية، بينما هناك أشخاص يلتحقون بكليات لا يعتبرها المجتمع من كليات قمة، ويستطيعون النجاح والتخرج والاعتماد على الذات قبل أن يصل إلى سن 25 عاماً.

وأوضحت أن الكثير من خريجى الطب، يتجهون إلى الهجرة.

وقالت سارة محمد، من أوائل الثانوية العامة دفعة 2015، إنها التحقت بكلية الطب بنى سويف، والدراسة بها جميلة، ولكن فى الواقع العملى فى الحياة لم يعد هناك ما يسمى بكليات القمة، نتيجة ما تحتاجه هذه الكليات من مجهود وأموال، كما أن فترة الدراسة بها تصل إلى «7» سنوات، وبعد التخرج يتم توزيع الطبيب على أحد المستشفيات الحكومية، براتب ضعيف، فى الوقت الذى يكون خريج طلاب الكليات الأخرى أصبح لهم دخل ثابت.

وأوضحت أن أخاها رفض الالتحاق بكليات القمة، والتحق بكلية الحقوق، وواصل تفوقه حتى أصبح مدرساً مساعداً بالكلية، ما يعنى أن النجاح ليس مرتبطاً بكلية بعينها، بينما النجاح فى كل مكان ولكن النجاح يحتاج إلى تعب وجهد لكى يتم إنجازه.

وأكدت أن الطبيب لا يستطيع أن يفتتح عيادة طبية حتى لو توفرت له الأموال، إلا بعد أن يحصل على الماجستير، ويكون فى ذلك الوقت تخطى سن الثلاثين، كما أن بعض الأطباء ليس لديهم القدرة المالية على افتتاح عيادة نتيجة للتكلفة المالية العالية، فضلاً أن بعض العيادات لا تنجح، برغم نجاح الطبيب، حيث إن إدارة العيادة وتنسيق المواعيد شىء مهم جداً فى نجاح أى عيادة طبية.

وأوضحت أنها من المتوقع أن تستمر مساعدة أسرتها مادياً لها بعد التخرج حتى تصل إلى سن الثلاثين، بينما سيعمل الطبيب فى خمسة أو ستة مستشفيات بعد التخرج لكى يستطيع توفير مصاريفه الشخصية والعلمية، لما يتطلبه من أموال لتحضير الماجستير، مؤكدة أن أسرتها فى غاية الندم على إلحاق ابنتهم بكلية الطب!

وهو الأمر الذى أكدته والدة سارة المحامية أمال الدرداشى، مؤكدة أنها فى أشد الندم لإلحاق ابنتها بكلية الطب، نتيجة المجهود الضخم الذى تبذله ابنتها فى المذاكرة، مؤكدة أن الأسرة محرومة من مشاهدة التلفاز بسبب ابنتها، كما أن راتب الطبيب فى المستشفيات الحكومية التى يتم توزيعهم عليها ضعيفة، مقارنة باحتياجات الحياة، وبدل العدوى ضعيف جداً، مؤكدة أن النجاح موجود فى كل مجال، ولم يعد شىء اسمه كليات قمة وكليات قاع.

انتهاء البريق

أكد خبراء التعليم انتهاء البريق اختفاء بريق كليات القمة، وقالوا إن خريج تلك الكليات لم يعد ضمن صفوة المجتمع كما كان قديماً، فالأطباء يعانون من تدنى رواتبهم والتى تدفعهم إلى السفر للعمل بالخارج، حتى أصبحت المستشفيات الحكومية تعانى من نقص الأطباء، بينما خريجو كليات الصيادلة أعدادهم تزيد على حاجة السوق، ما جعلهم يعانون من عدم وجود عمل يناسب تخصصهم، وينطبق نفس الأمر على أطباء الأسنان، وفى نفس السياق يأتى خريجو كليات الهندسة الذين لا يجدون فرص عمل، وتلجأ بعض الشركات إلى التعاقد مع مهندسين حديثى التخرج بنظام المشروع وعندما يتم استكماله ينتهى عقدهم.

بينما نجد كليات الإعلام يتخرج منها الآلاف سنوياً بعد إنشاء العديد من الكليات والأقسام فى الجامعات الخاصة والحكومية، وأصبح خريجوها عاطلين لا يجدون عملاً!

مؤكدين أن النجاح والوصول إلى القمة فى جميع الكليات، ولم يقتصر على كليات الطب والهندسة كما كان فى السابق، وقالوا أن هناك طلاباً آخرين يرفضون كليات القمة، والتحقوا بكليات أخرى أثبتوا نجاحهم بها وأصبحوا نماذج مشرفة فى المجتمع.

وقال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن عصر كليات القمة انتهى، ولا

يوجد كليات قمة فى العصر الحالى.

وأضاف أن هناك الكثير من خريجى كليات القمة لا يعملون، والبعض منهم يعملون بأجور ضئيلة، مؤكداً أن القمة هو النجاح فى الحياة، مطالباً الشباب بالاهتمام بسوق العمل، والتوجه نحو الصناعات والمشروعات الصغيرة، وعدم الاعتماد على الحكومة فى العمل، مضيفاً أن الاعتماد على الحكومة لإيجاد فرصة عمل هو فكر قديم عفا عليه الزمن.

وأوضح أن اختيار الرغبات يعتبر مفتاح المستقبل، ويخضع لمعايير جماعية من قبل الأسرة، ويتم اتخاذ القرار بناء على مناقشات جماعية وليست فردية سواء من قبل الأب أو الأم أو الطالب، لافتاً أنه يجب على الأسرة أن تهتم بالدرجات التى تفوق فيها الطالب، مضيفاً أن تلك المواد التى تفوق فيها الطالب وأبرز الدرجات النهائية بها، تعتبر مؤشراً جيداً لاختيار الكلية المناسبة له.

وأكد أنه يجب أن يتم احترام رغبة الطالب فى الكلية التى يرغب الالتحاق بها، حتى إن كان مجموعه عالياً، ويريد الالتحاق بكلية تقع وسط أدنى قاع التنسيق، مؤكداً أن رغبة الطالب فى النجاح سوف تدفعه لبذل مجهود فى الكلية، ما يدفعه للنجاح والوصول للقمة فى الحياة.

وطالب الآباء والطلاب الذين لم يحصلوا على الدرجات النهائية أو درجات عالية فى الثانوية العامة، أن يبحث كل طالب عن النجاح داخله، وان مجموع الثانوية العامة ليس نهاية الحياة، بل بدايتها، كما يجب أن يبحث الطالب عن متطلبات سوق العمل بعد خمس سنوات، ووضعها فى الاعتبار عند اختيار كلية القمة.

وأكد أن النجاح لا يرتبط بكلية معينة، لافتاً أن النجاح يمكن أن يكون فى أى شىء بشرط أن يكون طالب النحاج يحب الشىء الذى يسعى اليه، مضيفاً أن الأفكار المتخلفة هى التى تربط المجموع بالكلية دون النظر إلى ميول وقدرات الطالب.

كما أنه لا يوجد ارتباط بين التعليم، وسوق العمل، حتى نربط بين المجموع والكلية، مؤكداً أن سوق العمل يحتاج إلى مهارات خاصة، غير مهرات وقدرات الدراسة الجامعية.

وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التعليمى، إن كليات القمة ما زالت موجودة فى مصر، نظراً لكون المصريين ينظرون إلى الشهادة دائماً بغض النظر عن الابتكار والتفوق الحقيقى فى العمل، مؤكداً أن هناك أشخاصاً لم يلتحقوا بكليات قمة وحققوا ثروات ضخمة، أكثر بكثير من خريجى كليات القمة، بل هناك أشخاص حصلوا على دبلومات فنية، ولكنهم مخترعون ومبتكرون، وهناك بعض الأطباء الفاشلين.

وأكد أن كليات القمة يتم تحديدها حسب العرض والطلب الداخلى والخارجى، بمعنى أنه قبل ثورة يوليو كانت كلية الحقوق هى كلية القمة، نظراً لأن الوزراء والمسئولين كانوا دائما من خريجى تلك الكلية، فيما تحولت بعد ثورة يوليو كليات الحربية هى كليات القمة، ومع إنشاء السد العالى، تحولت كليات الهندسة لكليات القمة ولكن تبقى كلية الطب كلية قمة لما تحتله من مهنة راقية.

النجاح ليس بكليات القمة وحدها، مقولة جسدها الدكتور عبدالرحمن محمد، مدرس مساعد بكلية حقوق بنى سويف، بعدما فضل الالتحاق بكلية الحقوق على كليات القمة، رغم حصوله على 98% فى الثانوية العامة دفعة 2012، وقال: «كثير فى البداية يستهدف كلية طب أسنان عين شمس، ولكن فى ذلك العام لارتفاع المجاميع، لم أستطع الالتحاق بها.

وأكد أن إصراره على الالتحاق بكلية الحقوق، لكونه يعتبرها كلية قمة فى وجهة نظرة حتى إن لم يعد تصنيفها كلية قمة فى نظر البعض، لافتاً أنه التحق بكلية الحقوق فى كل عام كان يحصل على تقدير الامتياز، برغم أنه لم يعلم بأن الكلية تقوم بتعين الثمانية الأوائل من بين الخريجين إلا فى السنة الثالثة من الكلية.

وأكد أن كليات القمة لم يعد لها بريق مثلما كان السابق، مؤكداً أن هناك خريجى كليات صيدلة وطب وهم غير مؤهلين ولهذا فشلوا فى قيادتهم العملية، وهناك خريجو كليات تربية رياضية استطاعوا إثبات نفسهم وتحقيق النجاح والتفوق.

وأوضح أن هناك زملاء له بعدما انتهوا من دراسة الهندسة بالجامعة الأمريكية، التحقوا بكلية حقوق القاهرة انتساب، وعملوا بالمحاماة بعد التخرج، كونهم التحقوا بكلية الهندسة بناء على رغبة أسرتهم.