رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب:حسن راتب..والتعاونيات العصرية الطريق إلى تحقيق التنمية المستدامة

بوابة الوفد الإلكترونية

حكاوى

من أهم الإصدارات هذا العام التى تثرى المكتبة العربية، مؤلف جديد للدكتور حسن راتب بعنوان «التعاونيات العصرية».. هذا المؤلف الرائع جاء فى توقيت الاحتفال باليوم العالمى للتعاونيات، والمعروف أن الدكتور حسن راتب تشغله قضية التعاونيات فى مصر بشكل منقطع النظير، ما جعله واحداً من العلماء البارعين فى هذا المجال، ونادراً ما تجد رجل أعمال ناجحاً فى مجالات مختلفة، تشغله هذه القضية بهذا الشكل، ولكن حسن راتب لم يمنعه مانع من أن يسطر للمكتبة العربية موسوعة علمية رائعة، ينهل منها كل المهتمين بهذا المجال المهم.

والمعروف أن الحركة التعاونية فى مصر بدأت منذ عام 1908، ولذلك تعد من أقدم الحركات التعاونية فى العالم، والوحيدان اللذان أبديا اهتماماً بالحركة التعاونية فى مصر منذ نشأتها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفى إطار بناء مصر الجديدة يهتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً بالغاً، والفكر الذى تعتمد عليه الحركة التعاونية منذ مولدها كما يقول الدكتور حسن راتب فى مقدمة كتابه، على حزمة من القيم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التى تميزها عن غيرها من النظم الاقتصادية بكونها نظاماً تطوعياً غير قسرى، يشكله أعضاؤه بثقافة العمل الجماعى والممارسة الديمقراطية، ويتوافق أيضاً مع القيم الدينية والتراث الثقافى والحضارى للمجتمعات الحاضنة له، ويقول حسن راتب: هنا يختلف النظام التعاونى عن غيره منذ نشأته الأولى فى رسالته الإنسانية بأبعادها الاجتماعية والثقافية قبل الاقتصادية، وهو سر امتداد جذوره فى تاريخ البشرية إلى أعمق الرسالات السماوية للإسلام والمسيحية والحضارات القيمة لتأكيد المرجعية الدينية والتراث الإنسانى والحضارى للتعاونيات، وبخاصة فى تاريخ مصر القديم خلال عصر ما قبل الأسرات «أى منذ ستة آلاف عام حتى هجر المصريون الترحال وحرفة الرعى إلى الاستقرار وحرقة الزراعة على ضفاف النيل، ليشكلوا مجتمعاً تعاونياً تشارك أهله فى إعداد الأرض وتجهيزها وتقنيات رفع المياه والرى وغيرها من الممارسات الجماعية لحرفة الزراعة التى اقتبس أصولها العالم بعد ذلك من المصريين كرواد لأول نظام تعاونى فى تاريخ البشرية.

والمعروف أن الحركة التعاونية لها تاريخ مشرف منذ مولدها حينما أنقذت فى عام 1908 اقتصاد العالم من انهيار حقيقى بإعادة صياغة المفاهيم الاقتصادية بشكل يستنهض المشاركة المجتمعية، ويرى الدكتور حسن راتب فى موسوعته الرائعة أن الدروس المستفادة من كبوتى الانهيار الاقتصادى فى 1908 و2008 كانت لصالح تعظيم دور النظام التعاونى كشريك ثالث للقطاعين الحكومى والخاص فى إدارة الاقتصاد لإعادة حركة الاتزان إلى السوق الاقتصادية العالمية، وحتى لا يقتصر دافعها على مضاربات الربح والخسارة، بل يمتد ليشمل الأبعاد الاجتماعية التى ترجح الصالح العالم على الخاص، وترسخ ثقافة العمل الاقتصادى الجماعى.

وهذا ما دفع الدكتور مفيد شهاب إلى أن يقول فى المقدمة التى كتبها لهذا المؤلف، إن التعاونيات بمثابة ضلع للاقتصاد المهمش.. ويقول الدكتور مفيد شهاب «بالقطع فإن كل من خاض العمل العام فى مصر وأبدى اهتماماً به وبمستقبل مصر أياً كانت درجة الاهتمام وبصرف النظر عن مجال تخصصه وعمله، حتماً كان يشعر بعدم الرضا عن الحالة التى يبدو عليها القطاع التعاونى فى مصر، والتعاون مقارنة بحالته وبالاهتمام به على المستوى الدولى،

رغم أننا فى مصر لنا تاريخ طويل فى العمل التعاونى المنظم الذى بدأ منذ عام 1908 بدعوة جاهد من أجلها عمر لطفى، ونجحت بالفعل فى الوصول بالعمل التعاونى لدخول مرحلة التنظيم القانونى بصدور القانون الأول فى عام 1923، والدستور المصرى يضم بين مواده ما يكفل له الحماية والتدعيم والاهتمام من قبل الدولة باعتباره القطاع الاقتصادى الثالث بعد القطاعين العام والخاص.

ولذلك فإن الدكتور سعد نصار الذى وضع للمؤلف الرائع المقدمة الثانية قال إن هذا الكتاب إثراء للمكتبة العربية فى هذا المجال، ومرجعاً مهماً للدارسين والباحثين فى مجالات الحركة التعاونية ودورها فى مشروعات وبرامج وخطط وسياسات واستراتيجيات التنمية المستدامة التى تقوم بها حالياً الدولة المصرية، ويمكن للحركة التعاونية المصرية بوصفها حركة شعبية ديمقراطية واسعة ومتماسكة، وبما تمتلكه من إمكانيات وقدرات بشرية ومادية، أن تلعب دوراً فعالاً فى تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة.

< رؤية="" مصر="" 2030="" وخطط="" التنمية="" الاقتصادية="" والاجتماعية="" فى="" المجتمع،="" وفى="" المساهمة="" فى="" تنفيذ="" المشروعات="" القومية="" فى="" كل="" المجالات="" مثل="" التعاونيات="" الزراعية="" فى="" المشروع="" القومى="" لاستطلاح="" «1.5»="" مليون="" فدان،="" خاصة="" بالنسبة="" لشباب="" الخريجين="" وصغار="" المزارعين،="" والتعاون="" الإسكانى="" فى="" المشروع="" القومى="" للإسكان="" الاجتماعى="" وتعاون="" الثروة="" المائية="" فى="" المشروع="" القومى="" لتنمية="" الثروة="" السمكية="" فى="" محور="" قناة="" السويس،="" وفى="" محافظات="" كفر="" الشيخ="" والفيوم="" وبورسعيد،="" والتعاون="" الإنتاجى="" فى="" المشروع="" القومى="" للصناعات="" المتوسطة="" والصغيرة="" والمتناهية="" الصغر="" والتعاون="" الاستهلاكى="" فى="" المشروع="" القومى="" لتوفير="" السلع="" الغذائية="" والاستهلاكية="" لمحدودى="" الدخل="" بأسعار="" معتدلة="" والمساهمة="" فى="" استقرار="" الأسعار="" والأسواق="" ومكافحة="">

وتأتى أهمية كتاب حسن راتب من أنه يؤصل للحركة التعاونية ليس فقط على المستوى الوطنى فى مصر، وإنما أيضاً على المستوى العربى والإفريقى والأوروبى والدولى، ولا يقتصر فقط على النواحى النظرية للحركة التعاونية، وإنما يمتد أيضاً ليغطى الدروس المستفادة وقصص النجاح فى الجوانب التطبيقية.

ويقع المؤلف الموسوعة للدكتور حسن راتب فى ثلاثة عشر فصلاً، وقد أثرى به المكتبة العربية ليكون هادياً للدولة المصرية فى تعظيم دور حركة التعاونيات فى ظل المشروع الوطنى الجديد الرامى إلى بناء مصر الحديثة.

 

[email protected]