رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العراف..الزوجة الثانية وابنها تخلصا من الزوج الخائن.

بوابة الوفد الإلكترونية

المرأة أمّ وأخت وحبيبة وصديقة ورفيقة درب وزميلة بالعمل, موظفة وعاملة ومناضلة وكاتبة ومبدعة ومفكِّرة, عنوان لكل شىء جميل فى حياة الرجل والأسرة والمجتمعات أجمع، المرأة السيّدة، هى التى تخيطُ سنينَ العمرِ بعطرٍ لتتنشّقَ الأيامُ رائحةَ الأنوثة، وهى التى تمسحُ عن آهاتها عرقَ الاستسلام ليرفلَ الأملُ فى ثوبِ النجاة، وهى التى تلدُ الحب بمخاض الشّوق وتسمّيه بأسماء الورود ليؤمن بالقيامة، وهى دمعةُ كِبَرٍ لا تلمحها إلا حُبَيبات النّدى فتسرقُ منها لألأةَ النَور.

هكذا تغنى الشعراء للمرأة وهكذا اعتبروها ثامن المعجزات وأجملها وأثمنها, لعلهم لم يبالغوا فى شىء فالطبيعة أنثى, ومروج الورد أنثى، والمطر والأنواء أنثى، وباريس بين المدن أنثى, وأم الدنيا أنثى, والقاهرة مهد الحضارات أنثى، لا نستطيع ونحن نطرق موضوع المرأة إلا أن نطل من هكذا شرفة: شغف القصيدة وسحر أنوثة لا حد له، هكذا فقط يتدفق الحب وتنطلق الحياة على غير مثال.

تلك هى المرأة التى يريدها ويعشقها الرجل، ولكن حينما يحيد الرجل ويصبح خائناً فى نظر المرأة، تتحول الحياة بقدرة قادر إلى جحيم، ونار مستعرة لا تطاق، تصبح المرأة كوحش كاسر تفعل ما هو مباح وغير مباح، تكون وقتها كالقنبلة الموقوتة، تثأر لكرامتها وأنوثتها، تدمر وتحرق الأخضر واليابس، وتلك هى قصتنا مع ميرفت بمدينة ملوى، إحدى مدن جنوب المنيا بصعيد مصر.

تزوج إسماعيل أحد سماسرة العقارات بمدينة ملوى، من زوجته الثانية «ميرفت»، والذى عرف عنه أنه يلهث وراء كل شىء جميل، تزوجها على زوجته الأولى، والتى ساندته فى بداية حياته، حتى ذاع صيته، وأصبح ذا مال وحظوة، من تجارة العقارات، ولكن حينما تختفى القناعة، ويقفز رصيد الحساب فى البنوك، يصبح الرجل جسوراً فى مشاعره، لا يهاب شيئاً، يسعى إلى ملذاته، حتى التقى بـ«ميرفت» الفتاة القاهرية، لينصب شباك الحب والغزل، حتى تزوجها وأنجب منها كريم، وجاءت من القاهرة لتعيش مع زوجها بملوى.

زوجته الأولى كبتت قهرها، وحبست دموعها بعدما تنكر لها زوجها وتزوج عليها من فتاة تصغرها سناً، تنكر لسنوات العمر الطويلة، والتى جمعتهما على «الحلوة والمرة»، ليعيش حياته فى أحضان زوجته الثانية، مرت السنون، وإسماعيل ما زال على حاله، يلهث خلف جمال المرأة اينما كانت، وكان يختفى عن المنزل فى أيام كثيرة، وبحس الأنثى، كانت تعرف زوجته الثانية، أنه يخونها مع امرأة يصادفها.

وبالمصادفة البحتة علمت «ميرفت» أن زوجها يخونها مع إحدى السيدات بالإسكندرية، بعدما اختفى عدة أيام، تثور ميرفت لغيرتها وأنوثتها، وتقرر أن تضع حداً لخيانات زوجها، والتى أصبحت على كل لسان، القاصى والدانى يعرف أن «إسماعيل» رجل صاحب مزاج، وكانت تلك الكلمات والنظرات من الأهل والجيران،  تشعل نيران الغيرة والحقد والغل، فى قلب ميرفت، والتى عاهدها قبل الزواج على الحب والوفاء، حتى تركت أهلها فى القاهرة، وجاءت لتعيش مع زوجها فى أقصى جنوب الصعيد.

يعود إسماعيل من رحلة صيد «النساء» بالإسكندرية، لتقابله زوجته، وتتشاجر معه بعد مواجهة كانت حاسمة، أنكر إسماعيل اتهامات زوجته ميرفت أمام ابنها كريم، والذى انحرف فى إدمان المخدرات، بعدما تركه والده دون رقابة ورعاية،  فقد دور الأب وعاش لملذاته، العتاب بين الثلاثة، تزيد نبرته، الابن والأم يوجهان الاتهامات للأب، والأب ينكرها جميعاً، فى النهاية يلعب الشيطان برأس الزوجة والابن، ليقررا فى لحظة التخلص من الأب، والذى جلب العار والخزى للأسرة بممارسته الرذيلة مع السيدات، وأصبحت الأسرة رأسها فى الطين من فعايله.

الابن والأم يمسكان بالزوج، وتقوم الزوجة والابن فى وقت واحد، بتوجيه ضربات قاتلة بسكين المطبخ، طعنات تبعتها صرخات من الزوج، ولكن مع كتم الأنفاس، لم يسمع

الجيران استغاثته، تتوالى الضربات ومع كثرتها تموت الصرخات، أنفاس تخرج متقطعة، والدماء أصبحت كبركة تحت الأقدام، يسقط الأب والزوج قتيلاً على الأرض، ثم يهديهماً الشيطان إلى حيلة ماكرة، وهى إلقاء الجثة فى خزان الصرف الصحى بالمنزل، حتى لا يتم اكتشاف الجريمة.

وقاموا بغلق الخزان مرة أخرى، هنا تحولت المرأة والحبيبة والزوجة إلى وحش كاسر، دمرت كل شىء وقتلت زوجها ثأراً لكرامتها وأنوثتها، لتزداد جسارة وتستمر فى اللعبة، وتقوم بعدها بتقديم بلاغ بتغيب زوجها عن المنزل منذ عدة أيام، الأشقاء ونجله محمد من الزوجة الأولى يبحثون عنه فى كل مكان، وبعدما فشل الأهل فى العثور على مكانه، شك أشقاء زوجها فى سلوك زوجته الثانية، وقرروا الاستعانة بأحد الدجالين، لعله يعرف مكان الزوج.

وشىء طبيعى أن يطلب الدجال أن يزور منزله ليمارس الدجل على أصوله، يذهب الدجال وأشقاء الزوج إسماعيل إلى منزل زوجته الثانية طالبين الدخول، هنا فى تلك اللحظة أراد الله أن يرفع ورقة التوت ويكشف المستور، ولكون أنه ليست هناك جريمة كاملة، ترفض الزوجة دخول العراف إلى المنزل، ليزداد شك إخوته أن زوجته هى القاتلة، وهنا يقفز الدجال ويراها فرصة سانحة ليزيع صيته،  قائلاً إن الزوج مقتول ومدفون فى المنزل.

يصل الأمر للواء مجدى عامر مدير أمن المنيا، ليصل على رأس قوة أمنية مكبرة لمنزل القتيل، ويتم فتح خزان الصرف الصحى، ليجدوا الزوج مقتولاً ومكتف بالحبال داخل الخزان، يتم القبض على الزوجة والابن اللذين حاولا الفرار، وأمام وكيل النيابة، يعترفان بجريمتهما الشنعاء بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، نعم قتلته، لأنه زوج خائن،  خان حبى وخان العيش والملح، وأصبح عبداً لملذاته.

الأم والابن فى السجن يندبان حظهما، بعدما أصبحت المشنقة هى الحلم والكابوس الذى يفزع كل ليلة على «برش» السجن، الزوجة تعود بشريط الذكريات، وتستفيق بعد فوات الأوان نادمة، تدرك أنها كان من الممكن أن تطلب الطلاق من زوج خائن، وتعيش ما تبقى من عمرها بعيداً عن عالم الجريمة والقتل، القتل الذى حرمه الله عز وجل وجعله من الكبائر، ليس هناك مبرر أياً كان لقتل نفس.

ضاعت حياة الأم والابن والزوج، البيت أصبح كالخراب ينعق فيه الغربان،  والجريمة نكراء ومن بشاعتها أصبحت على كل لسان أهل الحارة والحى، ترملت الزوجة الأولى وتيتم أولادها بعد قتل زوجها، وأنفاس ميرفت وكريم أصبحت بين يدى عشماوى.