عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء يكشفون طرقا لعلاج الطلاق والعنوسة

الزواج
الزواج

"طلقني"، "مش هتجوز"، كلمات انتشرت وشاعت بالمجتمع المصري في الآونة الأخيرة، بشكل أصبح يُهدد كيان الأسرة المصرية التي تعد نواة المجتمع، فهناك حالة من الانهيار في العلاقات الزوجية أصبحت تُنذر بكارثة كبيرة.

 

وجاءت النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2018، التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كل عام، تأكيدًا لذلك، وأفادت بانخفاض نسب الزواج في عام 2018 مقارنةً بـ2017 بنسبة 2.8%، وارتفاع نسبة الطلاق بنسبة 6.7% في 2018 مقارنةً بـ2017.

 

ومن جانبه، قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الاسرية، إن الفترة الاخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في معدلات الطلاق وزيادة نسبة العنوسة، لعدة أسباب منها نماذج المطلقين المنتشرة بالمجتمع والتي أصبحت تسبب عائقا نفسيا للفتيات، فضلًا عن الارتفاع المادي والمغالاة في المهور، مما يدفع الشباب للعزوف عن الزواج.

 

وأضاف هاني في تصريحه لـ"بوابة الوفد"، أن نسبة العنوسة بلغت  14 مليون، منهم 11.5 مليون فتاة عانسة، 2.5 مليون شاب عنوسة، وهو ما دفع وزارة التضامن لإطلاق الندوات التأهيلية للمقبلين على الزواج، وتعريضهم لضغوطات ومواقف صعبة لقياس قدرة تحملهم، مؤكدًا أيضًا أن من أسباب تأخر زواج الفتيات هو أنه كلما ارتفع مستواها الاجتماعي والوظيفي تزداد تطلعاتها في زوج يُضاهيها في ذلك المستوى.

 

وشدد استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، على أن الزواج علاقة احتواء ومودة ورحمة بين الزوجين وليس العكس، حيث تعد الخيانة من أهم أسباب زيادة معدلات الطلاق، فضلًا عن الانفتاح على التكنولوجيا تطلع المصريين للعيش وكأنهم في أوروبا وهو لا يتناسب إطلاقًا مع المجتمع المصري وعاداته والدين الإسلامي.

 

وأكد هاني، أن الدولة يتحتم عليها إقامة المزيد من الندوات لمواجهة الانهيار الذي تتعرض له الأسرة المصرية، والتشتت الذي يواجهه الأطفال، والسعي وراء إعادة بنائها، موجهًا النصح للفتيات بعدم تقديم التنازلات الفكرية والعقلية والجسدية  تحت مسمى الحب، ولكن يجب التأني في الاختيار وتحكيم العقل دائمًا.

 

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع المصري أهتم بالتنمية التجارية والصناعية منذ عهد محمد علي، ولكن لم يهتم ببناء الإنسان وتأهيله لحياه صحية وسليمة والقدرة على الإنجاب وتربية الأطفال، مؤكدة ان الدراما دمرت الحياة المصرية في الآونة الأخيرة، فالإنسان مُقلد بالفطرة، وسلكت الدراما طريق لتشويه الحياة الزوجية والخيانة والقتل مما أدى لنفور الشباب والفتيات من تلك العلاقة.

 

وأضافت خضر، أنه لم يتم تأهيل الفتايات على كيفية التعامل في الحياة الزوجية، فضلًا عن انتهاجهم لعادات كثيرة سيئة منها التدخين الذي يعد عدم احترام للزوج والحياة الأسرية، وأيضًا الطموح الزائد لدى الفتيات الذي دفعهم للعزوف عن الزواج.

 

وأوضحت خضر، أن السبب في ارتفاع معدلات الطلاق ليس ماديا على الإطلاق ولكن هو يتوقف على تدهور العلاقات الإنسانية داخل مصر، والتي تحتاج لإعادة نظر، فالكلمة ممكن أن تقيم منزل وأسرة جميلة، وممكن أيضًا أن تهدمه، إذًا فالموضوع يحتاج لإعادة نظر، مشيرة إلى دور الفن في العلاج من خلال الارتقاء بمحتواه الذي يتقدم للجمهور وإبراز القيم السليمة به.

 

وأكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الحل يكمن

في عودة دور الأزهر داخل المجتمع بملامسته للوجدان، وتنمية العلاقات الإنسانية بين الطلاب في المدارس وتوفير الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وتفعيل دور رعاية الشباب بالجامعات وإقامة الندوات التثقيفية.

 

فيما وصفت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، الزواج بأنه "مشروع فاشل"، وبدأ الشباب في العزوف عنه نتيجة المبالغة في طلبات الزواج والمغالاة في المهور.

 

وأضافت عز الدين، أن أرتفاع الأسعار وعدم مقدرة المواطنين على العيش في مستوى مادي مقبول أيضًا من أسباب العزوف عن الزواج، مما يُحتم على الدولة أن تتخذ إجراءات لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج، والتيسير في طلبات الزواج، وتوفير الوظائف للشباب، وأيضًا توفير السكن لهم، وذلك يساهم في القضاء على ظاهرة التحرش والزواج العرفي.

 

أما عن رأي الدين، فقال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الزواج سنة من سنن الله الكونية لعباده وقال الرسول (ص) "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، وكان النبي يرى أن العزوبة شر، فالزواج مودة ورحمة والله أخذ على الزوجين أغلط المواثيق، في قوله تعالى: "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا".

 

وأضاف الأطرش، أن الأسرة إذا بُنيت على أسس سليمة كما بينها رسول الإنسانية فإن السعادة تكون من نصيبها، ولكننا نجد أن الأسرة من بداية بنائها تبنى خطأً، فيقوم الخاطب بتقديم حلقة للمخطوبة وكأنه ربطها بها وهذه الحلقة تبيح له ما لا يباح لغيره، فيصطحب الفتاة ويخرج بها للمتنزهات ويقوم بالرقص والخلوة معها، وبعد ذلك يحدث ما لا يُحمد عُقباه.

 

وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن ما يحدث من مغالاة في المهور يؤدي لعنوسة البنات، فإن إكرام المرأة سرعة زواجها،  مستشهدًا بقول رسول الله (ص): "أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة".

 

وأوضح أن حالات الطلاق تحدث لحاجة في نفس الزوج، ولكن قد تحدث حالات طلاق اضطرارية بأن يكون الزوج ليس على خلق فيؤدي للانفصال، لاسيما إن كان معتوهًا أي ليس لديه غيرة على زوجته والمرأة الشريفة لا تقبل ذلك.