رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دبلوماسية «لم الشمل»

بوابة الوفد الإلكترونية

 مرت العلاقات الخارجية المصرية بصعوبات لا حصر لها قبيل اندلاع ثورة 30 يونيو، التي جاءت تحقيقًا لإرادة الشعب المصري لتصحيح المسار، ولكن في أعقاب الثورة نجحت الخارجية المصرية في احتواء الموقف.

 ولذا تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي فور توليه الحكم، قضية تحسين سياسة مصر الخارجية مع دول العالم، من خلال تبادل الزيارات مع رؤساء وملوك الدول لبحث العلاقات الثنائية وتوطيدها، وحضور المؤتمرات والفعاليات الدولية، التي أصبح لمصر بها دور مؤثر، بالإضافة للجهود الخارجية في تعزيز العلاقات مع دول العالم. على صعيد العلاقات الإفريقية كان الفتور هو السائد قبل ثورة 30 يونيو، ولكن مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، عمل على التواصل مع قادة إفريقيا لعودة مصر لمكانتها في قيادة القارة السمراء، باعتبارها «رُمانة الميزان» والمركز الرئيسي الذي يربط الشعب الإفريقي ببعضه.

وكانت مشكلة سد النهضة هي الأكبر والأهم عند تولي الرئيس، ولكنه اتسم بالحكمة والصبر وأجرى العديد من الزيارات للسودان وإثيوبيا، أهمها الزيارة التي جاءت في مارس 2015 لبحث الأزمة واحتوائها، والتعاون والبناء والتنمية في علاقة مصر مع السودان وإثيوبيا وسعيها إلى تحويل نهر النيل إلى محور للتعاون والإخاء من أجل شعوب الدول الثلاث.

وقامت الخارجية المصرية بدور كبير في دفع العلاقات المصرية الإفريقية، من خلال الإعداد لمشاركات الرئيس السيسي في الفعاليات القارية والمقابلات الرئاسية بين السيسي والرؤساء الأفارقة، ومد جسور الود والتواصل مع الدول الإفريقية التي لم يكن لنا معهم تعاون منذ فترة طويلة وأبرزهم الجابون.

وتعتبر زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الغينية كوناكري في إبريل 2019 من أهم وأكثر الزيارات، تأكيدًا على متانة العلاقات وقوتها بين الجانبين، حيث توجه إلى مقر جامعة «جمال عبد الناصر»، وأزاح الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وافتتح مبنى المجمع الجديد بالجامعة والذي حمل اسمه.

ونتيجة تحسن العلاقات، تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لأول مرة في تاريخ المنظمة الإفريقية، وحمل الرئيس السيسي على عاتقه هموم القارة السمراء وتبنى قضيتها في كافة المؤتمرات والمحافل الدولية.

وحازت الدول العربية على النصيب الأكبر من تطوير وإعادة هيكلة العلاقات الخارجية، الأمر الذي جعل مصر على رأس قائمة المشاركين في كافة المحافل العربية، حيث حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تبادل الزيارات، وعقد القمم مع رؤساء وملوك الدول العربية، فضلًا عن جهود الخارجية المصرية في تحسين العلاقات وتوطيدها.

وقام السيسي ووزير الخارجية بالكثير من الزيارات المتبادلة مع قادة الدول العربية، لبحث سبل التعاون والتطوير، بالإضافة إلى تكوين اتحاد بين «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، لمكافحة الإرهاب، ومقاطعة قطر لدعمها للإرهاب بالمنطقة العربية.

وفي فبراير 2018، قام السيسي بزيارته الأولى لسلطنة عمان، وجرى خلالها مباحثات تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفق الجانبان وقتها على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين.

على صعيد آخر تميزت علاقة مصر بعدد من الدول الآسيوية بالمتانة والصلابة، إذ دخلت مصر في شراكات عديدة مع الصين واليابان، ونجحت على كافة المستويات، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عديدة أبرزها قطاع النقل، وقد استفادت مصر من نظام التعليم الياباني، وتم تطبيقه بنجاح في غالبية محافظات الجمهورية.

يعمل الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية، على إعادة تنشيط العلاقات واستعادة صداقات مصر القديمة وتحالفاتها بعد الأحداث التي مرت بها البلاد قبل ثورة 30 يونيو.

 وكانت الـ 6 سنوات ما بعد ثورة يونيو، مدة كافية لتخطو مصر بخطوات ثابتة نحو مكانتها الإفريقية والعربية والدولية، عززت من خلالها العلاقات بين عدد كبير من الدول.

 وشهدت فترة ما بعد الثورة، استعادة الدور المصرى الرائد فى القارة الإفريقية، حيث تترأس مصر الاتحاد الإفريقى لعام 2019، الذى يشهد العديد من الفعاليات، كما شهدت العلاقات المصرية تطوراً مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وشهدت نشاطا دبلوماسيا مكثفا بالمنطقة العربية لتسوية النزاعات.

 وشهدت هذه الفترة توثيق التعاون مع القوى الآسيوية والأوروبية الكبرى والصاعدة، بما يخدم خطط التنمية فى مصر خاصة فى المشروعات القومية الكبرى، ويضمن الحفاظ على المصالح الوطنية.

 وفي 28 يناير 2015، فازت مصر، بعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى لمدة 3 سنوات مقبلة عن إقليم شمال إفريقيا، خلال انتخابات جرت بين وزراء خارجية الدول الإفريقية في أديس أبابا، حيث نجحت مصر في الحصول على 47 صوتا من جملة أصوات 52 صوتا.

 وفي أكتوبر 2015، استطاعت مصر الفوز بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدورة عام كامل، بعد غياب 20 عامًا عنه، حيث تم الاقتراع سريا بالجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وحصلت مصر على 179 صوتا، من جملة أصوات 193.

  وفي نوفمبر 2015، نجحت مصر في الحصول على عضوية المنظمة البحرية الدولية «IMO» المنتهية في 2012، لصالح تركيا في عملية التصويت استطاعت مصر الحصول على 130 صوتا من جملة أصوات 154، وفي يونيه 2016 فازت مصر بعضوية لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

 وشارك الرئيس السيسي في القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا التي عقدت في العاصمة الألمانية برلين، في إطار مجموعة العشرين والتي دعت إليها المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل».

 وشارك الرئيس أيضًا في أعمال منتدى رفيع المستوى بين إفريقيا وأوروبا لتعزيز الشراكة بينهما والذي عقد بالعاصمة النمساوية فيينا، وجاءت مشاركة الرئيس في المنتدى إلى جانب لفيف من الزعماء والقادة الأفارقة والأوروبيين.

 وشهد عام 2018 جولات خارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي، في إطار خطط وجهود الرئيس وتوجهه وإيمانه بضرورة عودة مصر لمكانتها وسط أشقائها العرب والأفارقة، ومكانتها العالمية، وهيبتها وسط الدول، وأيضا من أجل تقوية العلاقات مع الدول اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا، وفتح باب للاستثمارات الأجنبية والعربية والإفريقية، وتنشيط السياحة، وعودتها لوضعها مرة أخرى.

 وبلغ عدد زيارات الرئيس السيسي وجولاته الخارجية هذا العام 17 زيارة خارجية، شملت بلدانا عربية وإفريقية وأوروبية.

وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجولة خليجية شملت سلطنة عمان والإمارات، بدأت بزيارة رسمية لسلطنة عمان استغرقت 3 أيام، أجرى خلالها مباحثات تتناول سُبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما قام الرئيس في شهر سبتمبر الماضي، بزيارة رسمية للصين عقد خلالها قمة مباحثات مع الرئيس الصينى شي جين بينج، ويعد اللقاء السادس بين الزعيمين، وتعد زيارة الرئيس السيسى للصين هى الخامسة خلال أربع سنوات، حيث شارك خلالها فى اجتماعات قمة منتدى التعاون الإفريقى الصينى، وشهد الرئيس ونظيره الصينى مراسم التوقيع على 5 اتفاقيات للتعاون المصرى الصينى.

كما قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها إلى العاصمة الأوزبكية طشقند، التقى خلالها بالرئيس الأوزبكى شوكت مرضيائيف، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين بأوزبكستان، حيث شهد الجانبان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الدولتين في عدد من المجالات.

 وزار السيسي المملكة العربية السعودية مرتين أيضا، إحداهما في إبريل أثناء مشاركته في القمة العربية العادية التاسعة والعشرين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لبحث سبل تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية، والمرة الثانية في أغسطس الماضي.

 وزار الرئيس السودان في شهر يوليو الماضي وشهر أكتوبر الماضي أيضا، كما زار دولة البحرين الشقيقة في أغسطس الماضي.

 خلال القمة الإفريقية التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس بابا في يناير 2018م، وافق القادة الأفارقة على انتخاب مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019م، وذلك تقديرًا لدور مصر الريادي في القارة السمراء.

 كما زار اليونان فى إطار القمة المصرية - اليونانية - القبرصية خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، وقام أيضا بزيارة لروسيا في نفس الشهر، وأيضا في شهر أكتوبر زار برلين.

 وتوجه الرئيس السيسي بزيارة رسمية لإيطاليا لمدة يومين، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي، وذلك تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الإيطالي «جوزيبي كونتي».

 وقام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2014 – 7 يونيو 2015 بــ 27 زيارة خارجيـة، كان نصيب القارة الإفريقية منها 7 زيارات، شملت دول: السودان (3 زيارات) – إثيوبيا ( زيارتين) – غينيا الاستوائية (زيارة واحدة) – الجزائر (زيارة واحدة).

 وقام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2015 – 7 يونيو 2016 بـ 17 زيارة خارجية، كان نصيب القارة منها زيارتين إلى كل من إثيوبيا، وإلى الهند للمشاركة في قمة الهند – إفريقيا.

 وقام الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2016 – 7 يونيو 2017 بـ 18 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الإفريقية منها (6) زيارات تضمنت المشاركة في: القمة الإفريقية في كيجالى، والقمة العربية - الإفريقية في مالابو، والقمة الإفريقية في أديس أبابا، وزيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا، يضاف الى ذلك زيارة الرئيس السيسي لأوغندا في 22 يونيو الماضي لحضور قمة دول حوض النيل، وكذلك حضور الرئيس القمة الألمانية – الإفريقية فى 3/7/2017.

وفي سبتمبر 2018، زار السيسي أوزباكستان وهي المرة الأولى التي يزورها رئيس مصري منذ خمسينيات القرن الماضي، ووقع الرئيس مع نظيره الأوزبكي عددا من الاتفاقيات، منها تعزيز التعاون بين وزارتي الخارجية بالبلدين، والتعاون في مجالات مكافحة الارهاب، والاستثمار والزراعة، والرياضة، والعدل، والسياحة، والشباب، والآثار والتراث الثقافي والمتاحف، التعليم العالي، ومنع الازدواج الضريبي والتهرب الضريبي.

وشهدت العلاقات المصرية بدول الاتحاد الأوروبي تطورًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، وتميزت العلاقات المصرية الروسية بالمتانة، وتبادل الرئيسان الكثير من الزيارات، وتوقيع الاتفاقيات التي تصب في مصلحة الجانبين، وأهمها الاتفاقيات العسكرية وصفقات الأسلحة.

ومد الرئيس السيسي جسور التعاون مع غالبية الدول الأوروبية، مثل قبرص واليونان وإسبانيا وإيطاليا والنمسا وألمانيا، وآخر هذه الزيارات كانت لبيلاروسيا وهي الزيارة الأولى من نوعها، وعقد الرئيس السيسي ونظيره البيلاروسي قمة لتعزيز العلاقات بين الطرفين على كافة المستويات.

وعلى صعيد العلاقات المصرية الأمريكية، تبنت القيادة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، سياسة المصالح المتبادلة والمشتركة، وعدم التدخل في شئون الدول، وأيضًا عدم السماح بالتدخل في الشأن الداخلي المصري، وتعد العلاقات المصرية الأمريكية علاقات استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان، وحرصت الخارجية المصرية على الارتقاء بتلك العلاقات إلى نطاق أوسع يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة وما تفرضه من تحديات ومخاطر.