رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: «الممر» نقلة نوعية فى السينما المصرية والعربية

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

فى إطار بناء مصر الجديدة العصرية التى يحلم بها كل المصريين، لا بد أن تشمل كل الإصلاحات جميع الجوانب، ليس فقط الانجازات الضخمة التى تتم على الأرض من مشروعات عملاقة فى البنية التحتية والطرق والكبارى وإنشاء المدن الجديدة، وقبل ذلك كله القضاء على الإرهاب وأهله واتباعه ومؤيديه، إنما تعدى الأمر إلى الفنون والآداب وكانت البداية لذلك مع فيلم «الممر» الذى لاقى دعماً لوجستياً واسعاً من القوات المسلحة.

هذا الفيلم الذى وصفته صحيفة «الوفد» خلال اليومين الماضيين بأنه عبور جديد للسينما المصرية والعربية، فبعد الكثير من أفلام المقاولات التى أفسدت الذوق العام المصرى والعربى، جاء انتاج فيلم «الممر» لمخرجه ومؤلفه شريف عرفة، ليبدأ مرحلة جديدة فى الأفلام، تعيد للسينما المصرية والعربية مكانتها التى تليق بها، كما تقوم مصر فى كل الأمور باستعادة دورها وريادتها على كل الأصعدة والمجالات.

لم يكن بغريب أبداً أن تحدث هذه النقلة الفنية الجديدة فى السينما، بعد ثورة 30 «يونيه» التى تبنت مشروعاً وطنياً مصرياً جديداً، يعيد للبلاد مكانتها وريادتها، ويقضى تماماً على حالة الانكسار البشعة التى شهدتها مصر على مدار عدة عقود من الزمن.. «فيلم الممر» نتاج طبيعى للمشروع الوطنى المصرى الذى يسعى بكل السبل والوسائل إلى الارتقاء بالذوق المصرى ويحكى فترة مهمة من تاريخ البلاد، تمثلت خلال هزيمة أو نكسة 1967، وما تلاها من حرب استنزاف قبيل نصر أكتوبر العظيم فى عام 1973.

فيلم الممر هو نقلة نوعية فى السينما المصرية بكل ما تحمل هذه العبارة من مفاهيم ودلالات، فقد جسد الفيلم حالة الانكسار البشعة التى تعرض لها المصريون عقب 5 يونيه 1967، وكيف استعاد المصريون عافيتهم، وحولوا الانكسار وخيبة الأمل إلى إصرار وعزيمة وقوة وتماسك كان بمثابة المعطيات والمقدمات للنصر فى أكتوبر المجيد.. صحيح أن الفيلم لم يتعرض لحرب أكتوبر وهو ركز فقط على عملية من عمليات حرب الاستنزاف التى قامت بها قواتنا المسلحة الباسلة ضد العدو فى سيناء، ليحكى الفيلم ملحمة من الملاحم البطولية لبواسل القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف، وكيف نهضت مصر واستعادت قوتها وعزيمتها لتلقن العدو دروساً ستظل محفورة فى ذاكرة التاريخ حتى تقوم الساعة، فعلاً هى ملحمة بطولية من ملاحم الجيش المصرى خلال هذه الفترة جسدها هذا الفيلم الأكثر من رائع بتكنيك سينمائى جديد لم تشهده السينما المصرية من ذى قبل، فى ظل الدعم اللوجستى القوى الذى قدمته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لهذا الفيلم العبقرى، الذى تفوق فيه المخرج شريف عرفة على نفسه، والأداء الرائع للممثلين الذين أدوا أدوارهم بكل براعة واحتراف وعلى رأسهم الفنانون أحمد عز وأحمد رزق وإياد نصار وأحمد

فلوكس ومحمد فراج وأحمد صلاح حسنى ومحمد الشرنوبى ومحمد جمعة ومحمود حافظ وأمير صلاح الدين وهند صبرى وأسماء أبواليزيد وشريف منير وانعام سالوسة وحجاج عبدالعظيم وألحان المهدى كوجه جديد، ولا ننسى أمير طعيمة الذى شارك فى السيناريو والحوار والموسيقار العالمى عمر خيرت الذى ألف الموسيقى التصويرية، هؤلاء جميعاً نحتوا اسماءهم بحروف من نور فى سجل التاريخ بهذا العمل الفنى الرائع الذى تحدث فيه الفيلم عن أحلك فترة زمنية مرت بها البلاد ما بين 1967 وقبيل حرب الكرامة فى أكتوبر العظيم.

كما أن أهمية هذا الفيلم السينمائى أنه أعاد للسينما المصرية مجدها وهيبتها التى افتقدتها طوال ما يزيد على الثلاثين عاماً الماضية، وقد يفتح هذا الفيلم شهية المنتجين إلى التحول إلى الأفلام التى تبث العزيمة والإصرار فى نفوس المواطنين، والتخلى عن أفلام «الهلس» التى سادت خلال الفترة الماضية، وتأتى أهمية هذا الفيلم أيضاً لأجيال واسعة من المصريين لم تسمع عن هذه الفترة التاريخية من عمر البلاد ولا تعرف عنها شيئاً، وهذا الفيلم بمثابة محرك وباعث للنفوس على التخلى عن السلبية والانهزامية والتمسك بالإصرار والعزيمة حتى يتحقق حلم بناء الدولة العصرية الجديدة، وهذا لن يتأتى إلا بشحذ الهمم نحو الأفضل والتمسك بكل ما يحمى الوطن والمواطن.

الحقيقة أن «فيلم الممر» نقلة نوعية جديدة فى السينما المصرية، وبداية جديدة لها تحترم عقل المصريين، وبداية جديدة فى مشروع مصر الوطنى الجديد نحو سينما تعيد لمصر مكانتها اللائقة بها، وللمصريين كرامتهم واحترام عقولهم، ولذلك هو يحقق طفرة سينمائية لن يرضى المصريون بأقل منها مستقبلاً.. تعظيم سلام للقوات المسلحة التى قدمت الدعم اللوجستى اللازم لمنتج هذا الفيلم هشام عبدالخالق.. وباقة ورد وبطاقة محبة لكل الذين شاركوا فى ظهور الفيلم إلى النور.