رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة القدر.. هدية ربانية

بوابة الوفد الإلكترونية

العشر الأواخر من الشهر الكريم الذى قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار تتطلع قلوبنا للاستزادة والتشبع من نفحات وأنوار هذا الشهر الفضيل.. ويتملكنا الأسى ونحن نودعه بخيره وبركاته التى ﻻ مثيل لها طوال العام، حيث تمر أيامه كنسمات ندية تنعش القلوب والوجدان.. ومن رحمة الله علينا أن جعل أواخر أيام هذا الشهر هى الأجمل وزينها بأفضل هدية أهداها لأمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهى ليلة القدر التى تفوق ألف شهر فى ثوابها وبركاتها وفضائلها.. وقد عظمها وشرفها الله عز وجل وخصها بسورة فى القرآن تحمل اسمها وهى سورة (القدر)، وقيل إن الذى يحييها يصير ذا (قدر) وكأنها الجائزة التى ينتظرها كل مؤمن، ففيها دعاء لا يرد وطمأنينة القلب وانشراح فى الصدر، ومن علاماتها أيضا أن الرياح تكون فيها ساكنة وسماءها صافية وهى ليلة سمحة لا حارة ولا باردة.

فى البداية يقول الشيخ الشحات العزازى إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنه): إن الحبيب المصطفى نبهنا إلى فضل العشر الأواخر من رمضان، فأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها تقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر تلمسا لليلة القدر، ولعظيم فضل الله تعالى فيها، وقد دعانا النبى إلى قيام العشر الأواخر التماسا لليلة القدر لأن الله تعالى جعل ثواب القيام فيها كثواب القيام فى ألف شهر.. الإنسان يجتهد فيها أكثر من كل الشهر لأننا نودع فيها الشهر الكريم والأمور بخواتيمها.. ولعل الله يتفضل علينا فيحتسب كل الليالى التى عشناها فى هذه الشهر كليالى العشر الأواخر من رمضان ولذلك الحبيب المصطفى وآله وأصحابه كانوا يختصون العشر الأواخر من رمضان بمزيد من الطاعة والعبادة حتى ارتبط عندنا الاعتكاف بالعشر الأواخر والتهجد، ومن المسلمين من يجعل صلاة التسابيح التى دعا النبى عمه العباس إلى أن يقوم بها نفعلها كذلك فى العشر الأواخر ونجتمع فى كل ليلة خاصة فى ليالى الوتر فى مساجدنا وفى بيوتنا نجمع أبناءنا ونفتح كتاب الله فإذا كنا نقرأ فى كل الليالى الفائتة جزءا ففى هذه الليالى نتقرب إلى الله بأضعاف من ذلك لعل الله سبحانه وتعالى يجعلنا من أهل ليلة القدر، ونسأل الله العفو والعافية، فإن الحبيب المصطفى لما قالت له أمنا عائشة: يا رسول الله أرأيت إن وافقت «ليلة القدر» ماذا أقول فيها؟.. قال: «قولى اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا» فهذه دعوة من النبى ولذا فمن المستحب أن نجعل اكثر دعائنا فى العشر الأواخر أن نسال الله العفو والعافية وأن نطيل تهجدنا وقيامنا وتسبيحنا وقراءة القرآن الكريم وان نعتكف فى المساجد بأن نقتطع جزءا من وقتنا لله تبارك وتعالى ومن لم يستطع أن يفعل ذلك يدخل عند الأذان للصلاة أو قبله ويصلى ركعتي سنة لله تعالى ثم ينوى الاعتكاف فى المسجد الذى هو فيه ما دام فيه ويقول «اللهم انى نويت الاعتكاف فى المسجد ما دمت فيه» فإن الملائكة تصلى عليه وتستغفر له وتقول اللهم اغفر له.. اللهم ارحمه وكأنه فى اعتكاف ومحسوب» وعلينا أن نأخذ أولادنا معنا ونجتمع على ذكر الله حتى إذا اطلع الله علينا فهى أفضل الليالى لأن الله عز وجل

أقسم بها كما قال المفسرون فى تفسير «والفجر وليال عشر» وهو قسم بهذه الليال قالوا «هى العشر الاواخر من رمضان».. وكل ليلة من ليال الوتر فى العشر الاواخر من رمضان قد تكون هى ليلة القدر فمن الصحابة من رأى شواهد لها ليلة الـ 21 ومنهم من رأى لها علامة فى كل ليالى الوتر فلو أن الله إذا اراد أن يحددها فى ليلة الـ27 لحددها لكنه جعلها مخفية حتى يجتهد الانسان فى كل ليلة من الليالى حتى لا يخلو وقت من العبادة والطاعة.

أما الشيخ جمال عبدالناصر «مدير عام بأوقاف القاهرة» فيقول: شاء الله عز وجل أن يفاضل بين الأماكن والأوقات وكذلك الأشخاص، فخص أشخاصا دون سواهم بمزيد عطائه وفضله وعلى هذا الأساس اختار انبياءه ورسله وفاضل أيضا بينهم حيث يقول فى كتابه :(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض).

وكذلك خص أوقاتا دون اوقات وأماكن دون أخرى، ومن هذه الأوقات التى لها خصائص ومميزات شهر رمضان المعظم، فهو الشهر الذى أوجب فيه ربنا الصيام وأنزل فيه القرآن الكريم قال تعالى: «شهر رمضان الذى انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه».

بل جعل الله فى هذا الشهر ليلة هى خير من الف شهر كما قال تعالى :(ليلة القدر خير من الف شهر.. والعاقل هو من احسن استقبال النعم والفضل فأدى حق الله فيه من الطاعة والإخلاص فى العبادة.. ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يغتنم هذه الأيام ويجتهد فيها أكثر ما كان يجتهد فى غيرها كما صح عنه صلوات الله عليه، كما كان يستعد لها استعدادا خاصا ويحرص على الانتفاع بها ولم يكن يترك أهله إلا وهم مشاركون له استقبال هذه الخيرات والبركات.. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو الأمة الإسلامية أن تحسن التعاطى لهذه الأيام مع العلم أنه لم يحدد لها ساعة بعينها وكان يقول التمسوها فى العشر الأواخر من شهر رمضان.. ومما يؤكد أهمية هذه الأيام حرص النبى على التفرغ لها من خلال الاعتكاف الذى هو أدعى لاستجماع النفس وعلو الهمة وحسن العبادة ومن هنا نفهم دعوته إلى الاعتكاف وواجب الأمة أن تستجيب لما يحيى قلبها ويجلب صدرها ويريح نفوسها ويرفع درجاتها.