رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان.. شهر الطعام

بوابة الوفد الإلكترونية

83٪ من الأسر تغير عاداتها الغذائية فى شهر الصيام.. و75٪ نسبة الفاقد فى الطعام

23٪ زيادة فى الولائم.. والسكر والزيت والسمن واللحوم والفول والياميش الأكثر استهلاكًا

الصائمون يلتهمون 14 مليار رغيف و45 ألف طن فول و30 ألف طن لحوم

الجزائريون أكثر العرب إنفاقًا على الطعام يليهم المصريون ثم المغاربة

شهر رمضان ميزه الله بالصيام، وجعله شهر للعبادة والتقشف حتى يشعر الأغنياء بجوع الفقراء، إلا أنه تحول لشهر الطعام يتراوح بين 45 مليارًا و66 مليار جنيه، أى ما يعادل إنفاق 3 أشهر, فى رمضان يصاب الجميع بهوس شراء الأطعمة والمشروبات, وبما أنها فرصة لا تعوض تتسابق السلاسل التجارية فى تقديم عروض للأسعار لجذب الأنظار وجنى مزيد من الأرباح.

وتشهد الأسواق حالة من الرواج لا تشهدها فى الأيام العادية فتمتلئ الموائد بالولائم من كل صنف ولون, وتتراوح قيمة الفقد فى الغذاء من 60 إلى 70 %.

تشير الدراسات إلى أن 83٪ من الأسر تغير عاداتها الغذائية خلال رمضان، حيث تتضاعف نسبة الإنفاق المالى، إذ يرتفع حجم الاستهلاك من اللحوم والطيور لنحو 63٪، فضلاً عن زيادة نسبة استهلاك المكسرات بنحو 25٪، وزيادة الولائم والعزومات فى منزل الأسرة بنحو 23٪ مقارنة بالشهور العادية، ما يترتب عليه زيادة فى نفقات الطعام وارتفاع نسبة الفاقد فى الموائد المصرية لنحو 60٪، وترتفع إلى 75% فى العزومات والولائم الرمضانية, كما أن المصريين ينفقون أكثر من 45 مليار جنيه خلال شهر رمضان على الطعام، وقدر الخبراء حجم الإنفاق فى رمضان بما يتراوح من مليار إلى 1.5 مليار يومياً, كما اكدت إحصائيات الدخل والإنفاق على زيادة معدلات الاستهلاك فى هذا الشهر بـ150%، ويقدر حجم إنفاق الأسر المصرية على الطعام بنحو 44.9 % من إجمالى انفاقها السنوى, ويصل إجمالى استهلاك مصر من السلع الغذائية طوال العام بنحو 200 مليار جنيه، بمتوسط يومى 547 مليون جنيه

 ووفقاً للإحصائيات تصدرت دولة الجزائر قائمة الدول العربية الأكثر إنفاقاً على الطعام فى شهر رمضان بمعدل 43٫7%، من إجمالى الدخل القومى، تليها مصر بنسبة 43٫6%، بينما احتلت المغرب المرتبة الثالثة بمعدل 43٫6%

تشير بيانات اتحاد الصناعات الغذائية بالغرفة التجارية، ان شهر رمضان يعد الموسم الذى يتم استهلاك السكر فيه بكميات كبيرة، ويقدر حجم استهلاك المصريين للسكر فى رمضان بنحو 400 الف طن، كما يزداد حجم استهلاك المصريين من السلع الأساسية خاصة الحبوب ويقدر متوسط الاستهلاك من الأرز خلال رمضان 50 ألف طن, ويرتفع حجم استهلاك الدواجن فى شهر رمضان بنسب من 20 إلى 25 % عن باقى الأشهر، خاصة أول 10 أيام من الشهر بنسبة 35٫5 %، ويصل حجم الاستهلاك الشهرى العادى لنحو 60 الف طن ويرتفع هذا الرقم إلى 70 ألف طن خلال شهر رمضان، ويقدر حجم الاستيراد لشهر رمضان هذا العام بنحو 4 آلاف طن، ويصل حجم الإنفاق على شراء الدواجن فى رمضان إلى 2 مليار و800 مليون جنيه، أما اللحوم فيصل متوسط الاستهلاك خلال شهر رمضان إلى 30 ألف طن.

كما يصل متوسط الاستهلاك من المكرونة ما بين 15 إلى 20 ألف طن فى رمضان، والدقيق الفاخر 300 ألف طن و600 ألف طن دقيق عادى، وقبل حلول شهر رمضان ترتفع واردات مصر من السلع الغذائية, فقبل حلول شهر رمضان يتم استيراد 240 ألف طن من الفول، الذى يبلغ حجم الاستهلاك منه إلى 400 الف طن سنوياً, ويصل استهلاك المصريين منه فى رمضان إلى 70 ألف طن، كما تم استيراد أكثر من14 سلعة استهلاكية فى شهر مارس الماضى، بإجمالى 838.470 مليون دولار استعداداً لرمضان.

وفى فبراير الماضى تعاقدت هيئة العامة للسلع التموينية، التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، على استيراد 68 ألف طن أرز أبيض طبيعى من الصين استعداداً لرمضان, كما بلغت فاتورة استيراد ياميش رمضان 50 مليون دولار.

لم يعد رمضان شهر للعبادة وصفاء الروح، فقط بل أصبح شهراً للإسراف والترف, فالاستعداد له يبدأ قبل مجيئه بأيام فكل أسرة تستعد بطريقتها الخاصة, وتعلن حالة الطوارئ فى كل بيت, وعلى الرغم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والياميش واستغلال التجار للمواسم والتلاعب فى الأسعار، ما يعد أزمة للعديد من الأسر وخاصة محدودى الدخل, لكن فى كل الأحوال نجد أن هوس الشراء يصيب الجميع وتزدحم المحلات والسلاسل التجارية بالزبائن ويرتفع حجم المبيعات بصورة خيالية, وتمتلئ موائد الاسر المصرية بكل ما لذ وطاب من أطعمة وحلويات وعصائر, هذا بخلاف العزومات التى تتفنن فيها ربات البيوت بطهى أصناف متنوعة من الطعام, حيث تتزايد الزيارات العائلية فى رمضا ن على غير العادة، ويستهلك المصريون خلاله أصنافاً كثيرة من الأكلات والحلويات والياميش الذى لا تكتمل فرحة رمضان بدون شرائه، وفى النهاية يكون مصير كميات كبيرة من الأطعمة فى صناديق القمامة, والمؤسف أن وسائل الإعلام تشجع على الإسراف أيضًا فى هذا الشهر, فلا تخلو شاشات التليفزيون طوال اليوم من برامج الأكل حيث تتسابق كل قناة على اختيار الطهاة, ويقدم كل «شيف» منهم أكلات متنوعة تفتح شهية المشاهدين من لحوم وأسماك وطيور بأنواعها يومياً, وأغلبها أكلات مكلفة وتفوق ميزانية الأسرة وسواء كان المشاهدون من القادرين أو محدودى الدخل فإنه فى كل الأحوال يسعى كل مشاهد لتذوق ما يراه أثناء الصيام فينفق كل ما فى الجيب وتنهار ميزانية الأسرة فى أول أسبوعين من شهر الصيام, وتشير التقارير العالمية إلى أن نحو 30% من الإنتاج العالمى من الأطعمة يهدر سنوياً رغم أنه من الممكن توفير تلك الأطعمة لكى تصل للمحتاجين, وتوقع الخبراء أن يصل حجم الإنفاق على الطعام فى شهر رمضان إلى مليار ونصف يومياً

وشهدت محافظة دمياظ مذبحة للبط فى أول أيام شهر رمضان, حيث تم ذبح

نصف مليون بطة تقريباً, بتكلفة مالية بلغت 58 مليون جنيه.

 أكد الدكتور حمدى عرفة أستاذ الإدارة المحلية, أن شهر رمضان من أكثر الشهور إنفاقاً وأنه من المنتظر أن يستهلك المصريون فى أول 10 أيام من شهر رمضان 4 مليارات و400 ألف رغيف, و15 ألف طن فول, و47 ألف طن من الأسماك وأن حجم المتوقع من مبيعات الطعام فى رمضان يقدر بنحو 66 مليار جنيه, حيث يعد شهر رمضان من أكثر الشهور فى الإنفاق, و47 ألف طن من الأسماك, ويتزايد معدل استهلاك اللحوم 3 أضعاف باقى الأشهر, فضلاً عن ارتفاع استهلاك الأرز والزيت والسمن بنسبة 43% عن باقى الأشهر, حيث يصل معدل استهلاك الارز فى رمضان الى76 الف طن، ويقدر شراء الدواجن بنحو 3 مليار و200 مليون جنيه، وبلغ حجم استيراد الياميش 55 مليون دولار، ويقول: تعد محافظات الوجه البحرى هى الأكثر استهلاكا للطعام ومحافظة اسيوط هى الاقل استهلاكا للطعام,

 ويرى الشيخ على أبوالحسن رئيس لجنه الفتوى بالازهر سابقا, ان الانفاق ببذخ والإسراف فى شراء الطعام فى رمضان من العادات السيئة التى تتنافى مع ما شرع الصيام من أجله، لكن الله حدد وقتاً للصيام ووقتاً للطعام، فقال: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا», ولا مانع أن يفعل الإنسان ما شرع الله ولكن بدون إسراف حتى يتحقق من الصيام غايته، وهو تهذيب النفس بالجوع، ومع الأسف حولنا شهر الصيام إلى شهر للبطون وتناول الطعام, رغم أنه شهر لتغذية الروح، وكان من المفترض أن يبادر الدعاة والإعلاميون بتوعية الناس بأهمية هذا الشهر الفضيل، والهدف منه, لأن الله سبحانه وتعالى قال: «كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فهو لى», ويقول: الإسراف فى رمضان يتمثل فى الطعام والشراب والمعصية أيضًا, فالمؤمن يعد الطعام والشراب فى رمضان ليتقوى على الطاعة فى هذا الشهر فالله يكتب أجر الصائم للصائم فى رمضان، بينما نجد البعض يقومون بإعداد الطعام بالإسراف والبذخ واستقبال الشهر بشراء كميات كبيرة من الطعام، وينصح الشيخ على أبوالحسن المواطنين بعدم الإسراف خلال شهر رمضان حتى يتحقق من الصيام غايته، أما الدكتورة سامية صادق أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فترى أن هناك خلل فى ثقافة الاستهلاك فى رمضان نتيجة لغياب الوعى لدى العديد من الأسر التى تجعل الطعام فى أولوية اهتمامها فى هذا الشهر، فتزداد معدلات الاستهلاك وتتضاعف بالمقارنة بالأشهر العادية، كما أن سلوك الناس فى المجتمعات العربية يعتمد على الإسراف فى شراء الطعام، فهناك مبالغات كثيرة فى إعداد الوجبات الرمضانية فى الوقت الذى نعانى فيه من ارتفاع أسعار جميع السلع وتقول: نفتقد طوال الوقت للتوعية بضرورة ترشيد الاستهلاك ولا يوجد لدينا أية محاولات لإصلاح السلوك، فهناك ضرورة لتربية الأبناء وتوعيتهم بأهمية الحد من الإسراف والتعايش مع الظروف الحالية، والإنفاق فى حدود المعقول، خاصة بعد تراجع دور الأسرة ووسائل الإعلام فى التوعية، فأصبحنا نعانى من غياب للفكر السليم، ولم يعد لدينا استثمار لحضارتنا، ومع الأسف لم تعد هناك محاولات لتغذية المجتمع بالفكر والثقافة السليمة، فالإنسان يأكل من أجل أن يعيش ونحن نعيش من أجل أن نأكل، وحتى برامج التليفزيون نجدها تحث المواطنين على الإسراف فى الطعام، وتقديم أكلات تفوق قدرة الأسر المصرية البسيطة، وترى أن ثقافة التغذية لا بد أن تنقل بصورة توعوية لأبنائنا فى المدارس، لأنه فى ظل ارتفاع الأسعار لم تعد ميزانية الأسرة تتحمل البذخ فى الإنفاق، ولا بد من تغيير العادات السيئة التى نتبعها فى المواسم والأعياد، فالإسراف فى تناول الطعام يصيب الجسم بأمراض عديدة كالضعط والسكر، فالتوعية هى بداية لتصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة فى المجتمع.

كلام الصور:

زحام فى الأسواق فى الأسبوع الأول من رمضان

ولائم رمضان تستنزف ميزانية الأسرة

إقبال المواطنين على السلاسل التجارية لشراء مستلزمات رمضان