هانى سلامة: أسعى دائماً للخروج عن المألوف

دائما ما يصعب وضع معايير واضحة للنجاح يستطيع الفنان من خلالها أن ينتج تجربة جديدة ترسخ في الذاكرة وتخاطب جمهور عريض من العموم قبل النخبة، والفنان هاني سلامة لم ينجح في تحقيق ذلك فحسب، بل تمكن من اختراق كل الحواجز الفنية، وتطرق لقضايا يخشى العديد من الفنانين التقرب إليها دون خطوط حمراء.

بوجه مغاير ومختلف عن ما قدمه من قبل، أطل "سلامة" على جمهوره هذا العام بشخصية مركبة في تكوينها اعتمد فيها على ادائه الذي يجمع بين العمق والبساطة حظى بها على إعجاب الجمهور، ليتصدر مسلسله "قمر هادي" الذي يحلق به بعيدا عن النمطية، والذي يذاع حاليا على الفضائيات المشهد الرمضاني ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بكل تعقيداته وتشابكاته وغموض شخصياته.

في هذا الحوار حاولنا التوصل مع الفنان هاني سلامة لإجابات أهم الأسئلة الحيوية المُثارة حول مسلسله "قمر هادي" الذي ينتمي لفئة السيكو دراما، وكانت الإجابات بعضها يكشل لغزا يصعب تفسيره وأخرى يبدو متحفظا فيه عن اعلان أي تفاصيل قد تحرق أحداث العمل أو تقتل عنصر التشويق والساسبنس لدي المشاهد، وبين هذا وذاك لا ينكر أحد حجم المجهود الذي بذله لتقديم عمل فني متميز ومتنوع. وإلي نص الحوار...

 

>> سألته شيزوفرنيا هاني سلامة في «قمر هادي» خرجت المُفكر من داخل المشاهد دون أذنه ووضعته في حيرة شديدة.. هل تعمدت ذلك؟

 

- اجاب ضاحكا، المسلسل يعتمد في الأساس على عنصري التشويق والإثارة، وبالطبع حالة الساسبنس في العمل كانت مطلوبة وحرص عليها المخرج رؤوف عبد العزيز لجعل المشاهد يفكر ويضع تصور لنهاية الحلقة وينتظر الحلقات المقبلة، وساعدنا على ذلك السيناريو الذي كتبه المؤلف إسلام حافظ بحرفية شديدة، واعتقد ان فريق العمل نجح في وضع الجمهور في حالة من الحيرة الدائمة.

 

>> هل انتابتك هواجس الخوف والقلق من عدم تقبل الجمهور لهذه النوعية من الأعمال خاصة في الموسم الدرامي؟

- القلق مطلوب ودائما موجود، والمُلفت أنني فوجئت ان نفس الهواجس كانت تجتاج كل فريق العمل بداية من الجهة المنتجه والمخرج رؤوف عبد العزيز، وفريق العمل، ولكن أنا لدي قناعة أن الفنان يجب أن يكون طوال الوقت في حالة إبداع ويبحث عن نص جديد يقدمه للجمهور بشكل مختلف، وفي الحقيقة كنت حريص أن اقدم شيئ جديد مختلف ومتنوع وهذا ما شعرت به عند قرأتي للسيناريو.

 

 >>الدراما النفسية أو السيكو دراما من المدارس الفنية الصعبة التي تتطلب مجهود مُضاعف من جانب الممثل، كيف استعديت للشخصية في ظل ضيق الوقت والاستعجال للحاق به في السباق الرمضاني؟

- أنا من الفنانين الذين يهتمون بكل تفاصيل الشخصية سواء في الملابس أو اللوك أو اللهجة، هادي في المسلسل شخصية مركبة، وهذه النوعية من الأعمال بالفعل تتطلب مجهود مضاعف من جانب فريق العمل بأكمله، خاصة أننا بدأنا التصوير متأخرا، لكن الحماس الموجود بداخلنا جميعا كفريق ساعد على ظهور العمل بهذه الصورة المشرفة.

 

< البعض="" شبه="" تركيبة="" العمل="" بـ«لعبة="" البازل»="" بسبب="" الألغاز="" المثيرة="" التى="" يتضمنها..="" ما="">

 

- اتفق مع الجمهور بشدة، فالمسلسل فعلا مثل لعبة البازل يتم تركيبها كل حلقة، بسبب المفاجآت والألغاز الموجودة فيه، فقصة المسلسل صعب على أى أحد أن يرويها.

 

< رغم="" صعوبة="" العمل="" وتعقيداته="" على="" المتلقى،="" لكنه="" تصدر="" محركات="" البحث="" ومواقع="" التواصل="" الاجتماعي..="" هل="" تعتبر="" هذا="" مكافأة="" على="" المجهود="" الكبير="" الذى="">

 

- ردود أفعال الجمهور على المسلسل

فاجأتنى واسعدتنى كثيرا، وهدأت من حالة القلق التى اجتاحتنى من قبل التصوير، حب الناس وتقديرهم وإعجابهم بالعمل هى أكبر مكافأة بالنسبة لى ، ونسانى التعب والمجهود المبذول فى الشخصية، لأن العمل موجه فى الاول والأخير لهم.

 

< كيف="" نجحت="" فى="" التنقل="" بين="" شخصية="" «هادى»="" بعد="" فقدانه="" للذاكرة="" ولحظة="" عودتها="" فى="" مشهد="" واحد="" بهذه="" السلاسة="" والعمق="" رغم="" أن="" الشخصيتين="" بهما="" تناقض="">

 

- لا أبالغ إذا قلت لكِ أن عملية تقمص شخصية وبعد ثوانِ تبدأ تتحول لشخصية اخرى من الأمور الُمرهقة جدا فى العمل، لأن مطلوب منى انقل احساسيس ومشاعر الشخصيتين للجمهور فى آن واحد، وبفضل الله نجحت فى ذلك

 

بشهادة الجمهور، الذى شعر بفارق كبير بين هادى قبل وبعد فقدانه للذاكرة، فى المسلسل اشعر اننى قمت بدور توأم فى شخص واحد.

< لماذا="" تميل="" إلى="" الشخصيات="" المركبة="" فى="" أعمالك="" رغم="" صعوبتها="" على="" الفنان="">

 

- كما قلت سلفا، أننى لدى قناعة بأن الفنان يفترض أن يقدم كل شيء وكل ما هو خارج عن المألوف والمستساغ ، وحريص على تقديم أنماط مختلفة من الشخصيات فعندما جاءنى الورق لم اتردد ولو لحظة فى موافقتى على الدور، لأننى أعجبت بطريقة تناول إسلام للسيناريو فهو كاتب مهم ومختلف واعتبره مكسب للدراما المصرية، ورسم كل شخصية بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة بشكل بارع.

 

< يرى="" البعض="" أن="" تجربة="" «قمر="" هادي»="" كانت="" مجازفة="">

 

- الفنان يجب أن يكون مغامر فى أعماله، العمل كان تحدى على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة، والمخرج رؤوف عبد العزيز اتخذ الموضوع تحدى فى تقديم تجربة مختلفة وجديدة ودسمة وثرية فى الأحداث فى ذات الوقت. كما أننى تطرقت لهذه النوعية من الأدوار فى أعمالى بجزء بسيط، لكن لأول مرة اقدم عمل كامل قائم على السيكو دراما.

 

< من="" المعروف="" أنك="" دقيق="" فى="" اختياراتك..="" هل="" تمهلت="" قبل="" اتخاذ="" القرار="" بالموافقة="" على="">

 

- أنا لا احب الاستعجال، واتمهل كثيرا قبل الموافقة على أى عمل، وارسم صورة تخيلية فى ذهنى له اولا،  ولكن هذه المرة وافقت على الفور.

 

< هل="" استعنت="" بالدوبلير="" فى="" بعض="" المشاهد="" الخطرة="">

 

- نعم استعنت بدوبلير فى مشاهد سباق السيارات، ولا أخجل من ذلك، حيث إن المشاهد الخطرة تستلزم الحفاظ على بط