رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الموسكى.. العتبة.. حارة اليهود: المثلث الموعود بالحريق

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء: مطلوب مواجهة حاسمة لمنع تكرار الحرائق.. والبداية الالتزام بمعايير السلامة وإزالة التعديات

< اتحاد="" شركات="">

95٪ من محلات الموسكى غير مؤمّن عليها ضد الحريق

كعادة فى كل عام، شب حريق ضخم منذ أيام قليلة بإحدى عمارات ممر الشابورى بمنطقة الموسكى استمر لمدة 3 أيام، خلف وراءه خسائر تزيد على 100 مليون جنيه.

وكالعادة أيضًا سيكون سبب الحريق، هو نفسه الذى أشعل حرائق العام الماضى والذى قبله وغالباً تكون التوصيلات الكهربائية السيئة السبب الرئيسى فى أى حريق، بجانب المشاكل الخاصة بالمبانى القديمة والازدحام والتكدس المرورى الرهيب بها والذى يصعب من دور رجال الحماية المدنية فى إطفاء الحرائق دائماً.

والكارثة أن ذات الأسباب تتواجد فى مناطق عديدة، وهو ما يعنى أنها جميعاً مؤهلة لأن تكون وقوداً للنار فى أى وقت.

ومن قبل منطقتى الموسكى والعتبة العديد من الحرائق خلال السنوات القليلة الماضية، منها حريق 24 يوليو 2018، الذى شب بحارة اليهود فأكل 3 محلات ومخزنين للخردوات والملابس، و6 طوابق كاملة يتكون منها مول تجارى، وكان السبب ماساً كهربائياً، ومن قبله حريق 9 مايو 2016 الهائل، الذى شب فى متعلقات الباعة الجائلين بشارع الرويعى بمنطقة العتبة.

وحريق 20 سبتمبر 2015، والذى شب فى أحد مخازن الألعاب النارية فى شارع جوهر الصقلى بالموسكى والتهمت نيرانه أحد عقارات الشارع. لما نشب أيضًا حريق هائل بعقار مكون من 4 طوابق بحارة اليهود، فضلاً عن حريق يوم 11 أغسطس 2014، الذى شب نتيجة انفجار بعض الألعاب النارية والشماريخ، فى مخازن بحارة اليهود، تسببت فى اشتعال النيران ببعض الأقمشة والبضائع فأحرقت نحو 60 محلاً تجارياً ومخازن.

وبذات السيناريو وقع حريق الموسكى قبل أيام، وحسب وقائع بإحدى الشركات القريبة من موقع الحريق فإن المنقذ الرئيسى للمحلات والمخازن من الحريق هو الأهالى، وقال: «لولا ما فعله العمال وأصحاب المحلات من ملىء جرادل المياه وإطفاء الحريق من الداخل لكان الوضع استمر فى الاشتعال لأيام أخرى.

وأضاف: «الحريق من الداخل كان أكبر من الخارج وهو ما تعاملت معه سيارات الإطفاء، كما أن البضائع فى المخازن والمحلات فى الجزء الداخلى كانت أكثر من الجزء الخارجى، مضيفاً: «الناس الله يبارك لها سابت محلاتها وبقت تطفى معانا الحريق».

وأشار إلى أنه بفضل جهود الناس استطاعت بعض المحلات والمخازن من إخراج بضاعتها قبل وصول الحريق إليها، وأغلبهم كانوا فى العمارة من الداخل وليس الخارج، وبعد 3 أيام من الحريق بدأنا نعيد هذه البضاعة لأماكنها مرة أخرى، ولكن عودة المحلات والمخازن المحترقة للوضع الذى كانت عليه قبل الحريق سيستغرق وقتاً طويلاً.

ولفت «خلف» إلى أن هناك عدداً من الأسباب الرئيسية فى تكرار الحرائق بمناطق الموسكى والعتبة وحارة اليهود، أهمها أن معظم المبانى قديمة وتوصيلات الكهرباء بها غير جيدة ولا تتبع الإجراءات والمعايير المطلوبة لمثل هذه الأنشطة التجارية، كما أن كل المبانى تقريباً لا يوجد بها أنظمة إطفاء للحرائق المشكلة الأكبر فى الحريق أن معظم المحلات والمخازن المحترقة كانت خاصة بأدوات التجميل والعطور والملابس وهى مواد قابلة للاشتعال بسرعة كبيرة بسبب وجود مادة الاسيتون فى أدوات التجميل، وهو ما أدى إلى أن يكون الحريق ضخماً واحتاج ساعات لإطفائه».

وأضاف: «للأسف الحريق الأخير ضرب الموسم لتجار الموسكى، وهو منذ أسبوع واحد من بداية وقوع الحريق والكارثة أن العمارة اللى احترقت من أكبر وأهم العمارات فى الموسكى لأنها تحتوى على محلات ومخازن ومكاتب أكبر الشركات الرئيسية والموزعين للسوق».

وبشكل حاسم قال «خلف» حتى لا تتكرر الحرائق فى الموسكى والعتبة وأمثالهما، يجب على المسئولين إلزام أصحاب المحلات بتوفير طفايات حريق فى كل محل وتركيب نظام إطفاء ذاتى، فضلاً عن تصليح وضبط التوصيلات الكهربائية، لأنها السبب الرئيسى فى كل حريق.

فيما قال محمد عمران، بائع فى محل أدوات تجميل أيضاً، إن مشكلة الحرائق المتكررة فى الموسكى، هو إهمال أصحاب المحلات فى تأمين بضاعتهم ضد الحرائق وعدم وجود طفايات وأنظمة حريق ذاتية داخل المحلات، لأن الأماكن فى المنطقة ضيقة والممرات تعتبر عائقاً لسيارات الإطفاء، لأنها لن تستطيع لها بالدخول إلى الحريق وبالتالى نخسر بضاعتنا دائماً.

وكشف «عمران» أن عدد المحلات المحترقة فى الموسكى مؤخراً بلغ 62 محلاً وأقل خسارة فى كل محل تقدر بـ2 مليون جنيه، أى أن إجمالى الخسائر 120 مليون جنيه على الأقل.

وتابع: «الحريق خرّب بيوت الكثير وعلشان المحلات تتصلح وترجع تانى زى الأول ده مش هيكون قبل العيد لأن معظم المحلات عليها ديون للشركات الكبيرة وكانوا منتظرين الموسم علشان يبيعوا ويسددوا».

أما حسين متولى، بائع فى أحد محلات الملابس، فقال إن السبب الرئيسى فى الحرائق المتكررة هو توصيلات الكهرباء السيئة، والتى تنفجر دائماً عندما يأتى الصيف وترتفع درجات الحرارة، مشيراً إلى أنه لا يوجد مفتشون أو مراقبون من الحى أو المحافظة يمرون عليهم للتأكد من سلامة التوصيلات الكهربية.

وأضاف متولى، أن الماس الكهربائى يبدأ دائماً من محل واحد ثم ينتشر بعد ذلك لكل المحلات فى المبنى والحريق الأخير النار انتقلت للمحلات كلها خلال دقائق معدودة.

وتابع: «أقل محل خسر فى الحريق ده 2 مليون جنيه وممكن يكون فى محلات عندها بضاعة بـ10 ملايين جنيه علشان دخول الموسم بتاع رمضان لكن الموسم كده «باظ».. إحنا شوفنا حد طالع من الحريق بشنطة فلوس مليانة دولارات محترقة.. تخيل بقى محل واحد كان فيه فلوس زى كده أومال باقى المحلات خسائرها هتكون كام».

غير مؤمن عليها

قال علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى لشركات التأمين، إن نحو 59٪ من محلات ومخازن منطقة الموسكى والعتبة بدون تأمين على الحرائق.

وأضاف «الزهيرى»، عدم التأمين يحرم أصحاب المحلات من الحصول على أى تعويض عن الخسائر التى تسببت فيها الحرائق، التى شبت فى المنطقة والتى تتكرر بشكل سنوى تقريباً.

وأوضح رئيس الاتحاد المصرى لشركات التأمين، أن عدم وجود وعى تأمينى لدى أصحاب هذه العقارات والمحلات والمخازن بأهمية وجود تأمين للحصول على تعويض عند حدوث أى كارثة، من الأسباب الرئيسية لعدم وجود تغطيات تأمينية كافية بهذه المناطق، مطالباً بضرورة حصر هذه الأماكن والتأكد من توافر وسائل الأمان الكافية من طفايات وحنفيات الحريق.

وأشار «الزهيرى» إلى ضرورة إصدار تشريع يلزم أصحاب هذه العقارات أو المخازن التى يوجد بها بضائع تقدر بالملايين، بالتأمين ضد الحرائق إجبارياً،

لتلافى حدوث مثل هذه الخسائر الكبيرة والتى تم تقديرها بأكثر من 50 مليون جنيه، موضحاً أن الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات بالنسبة لمن قام بالتأمين هو تقديم الأوراق والمستندات المطلوبة فى مثل هذه الحالات لشركة التأمين المؤمن لديها وصورة من محضر الشرطة، حتى تتخذ الشركة إجراءاتها والتى تتضمن حصر التلفيات والخسائر لصرف التعويض اللازم.

 

أستاذ تخطيط عمرانى: القاهرة التاريخية قنبلة موقوتة

قال الدكتور محمد إبراهيم جبر، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة عين شمس، إن كثافة الاشغال بالأعمال المتعلقة بالتجارة فى منطقة الموسكى وخاصة الأدوار الأرضية شىء لا يمكن تخيله.

وأضاف لو سيجارة سقطت من يد صاحبها فى هذا المكان ووسط الممرات والمحلات فى الموسكى ستحدث كارثة.

وأشار أستاذ التخطيط العمرانى إلى أن الاستثمار التجارى فى «الموسكى» غير طبيعى وكثافة الإشغال سواء فيما يتعلق بالمخازن أو المحلات وعروض التجارة فى غاية الخطورة، خاصة أن الممرات ضيقة وليس فيها سبيل للخروج من المكان فى حالة حدوث أى كارثة لا قدر الله».

وقال «جبر»: الموسكى منطقة من المفترض أنها تاريخية والكثافة البنائية فيها عالية على المستوى الأفقى، بمعنى أن المبانى متواصلة إلى حد كبير ونسب الفراغات فيها ضيقة إلى حد ما، وتم شغل كافة هذه المناطق بمخازن ومحلات تجارية ولا يوجد بها مجال لحركة السيارات الخاصة أو النقل العام، فضلا عن ارتفاع كثافة التردد عليها من المواطنين، لافتاً إلى أن تصميم المنطقة العمرانى الأساسى ليس خاطئاً، لأنها كانت منطقة سكنية تشمل بعض الأعمال التجارية، ولكن حدث لها نوع من الإحلال التدريجى والتلقائى حتى وصلت لما هى عليه الآن وصارت منطقة تجارية وسكنية معاً.

وتابع الصورة الحالية للمنطقة نوع من النشاط المستحدث عليها والذى يخالف طبيعة تصميمها، فضلاً عن التركيبات الكهربائية الحديثة بها كالتكييفات وغيرها، ولذلك فإن منطقة الموسكى بالشكل الحالى تعد قنبلة موقوتة قابلة للاشتعال فى أى لحظة، وتكرار الحريق مرة أخرى وارد جدًا بسبب إن المكان لا يصلح لطبيعة الإشغالات والممارسات التجارية الحالية إجمالاً وتفصيلاً».

ولفت أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة عين شمس، إلى أن المنطقة تحتاج إلى إعادة دراسة بالكامل لتقرير طبيعة الأنشطة التى تمارس ومدى أهميتها بالنسبة لهذا المكان حتى لا تتكرر الحرائق، وقال الكارثة الأكبر فيها إن كافة الأنشطة التى تمارس فى هذا المكان تعتمد على مواد البلاستيك وهو عرضة للاشتعال السريع.

وأوضح أن هناك عدة أساليب فى التعامل مع هذه المنطقة لأنها فى المقام الأول تراثية، ثم تجارية وكثافة الاستثمار التجارى لا يتفق مع طبيعة المكان أو إمكانياته، متابعاً: سواء التجار وافقوا أو لا، لازم الحكومة توفر لهم أماكن أخرى مجهزة لأنشطتهم التجارية مع تعويضهم بشكل مناسب بعد دراسة وبحث لأصحاب هذه الأنشطة، لأن نسبة ليست صغيرة منهم متواجدين بصورة غير رسمية، فضلاً عن الباعة الجائلين.

 

رئيس الآثار الإسلامية السابق: توالى الحرائق يهدد الآثار

إلى أى مدى تؤثر الحرائق المتكررة على الآثار بمنطقة الموسكى؟.. طرحت السؤال على الدكتور محمد عبداللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق، إن تأثير حرائق منطقة الموسكى المتكررة على آثار المنطقة يتوقف على قرب أو بعد الحريق من الأثر.

وأضاف «عبداللطيف» أنه يجب اتباع قواعد الصحة والسلامة المهنية والأمن الصناعى فى هذه المنطقة وتيسير إجراءات احترازية لمواجهة الحوادث والكوارث الطارئة مثل الحرائق المتكررة وغيرها، حتى لا يتضرر الأثر الذى لن نستطيع تعويضه إذا احترق.

وحول اقتراح نقل الأنشطة التجارية خارج الموسكى حفاظاً على الآثار، أوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق، أن هذه الأنشطة جزء من نسيج المكان وموجودة به منذ سنوات طوال، ومسألة النقل مستبعدة لأن الأنشطة التجارية جزء من النسيج العمرانى للمنطقة ومدينة القاهرة مسجلة فى منظمة اليونسكو بنسيجها العمرانى بالكامل، وتفريغ الأماكن من الأنشطة التجارية العادية قد يكون له ضرر على الأثر، أما إذا كانت مخالفة للمعايير وإجراءات السلامة المهنية، فهذا أمر آخر ويجب التعامل معها بحسم.

وطالب «عبداللطيف» الجهات الرقابية ومسئولو المحافظة والحى والأمن الصناعى القيام بدورها فى هذه الأماكن لتجنب مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أن الحل بالدرجة الأولى هو إزالة التعديات واتباع إجراءات السلامة والصحة المهنية بدلاً من النقل لأماكن أخرى.