رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التقوى ثمرة «الصيام».. والشعائر التعبدية وسيلة لا غاية

بوابة الوفد الإلكترونية

نعيش طفرة فى تجديد الخطاب الدينى.. و«الخيرية» من مقومات أمة الإسلام

الدكتور عادل المراغى، أحد الدعاة الشباب القلائل الذين يقدمون صورة جديدة عن شكل الداعية فهو متجدد بطبيعة الحال فى فكره وعلمه ومظهره، درس فى جامعة «ليدن» بهولندا وهى أقدم جامعة أوروبية اهتمت بالإسلام وبالكتب العربية، ناقش رسالة الماجستير عن دور اليهودية فى الحركة الاستشراقية وأشرف عليها الدكتور محمد إبراهيم، الأستاذ بجامعة الأزهر، رحمه الله وكانت رسالته لنيل درجة الدكتوراه عن جامعة «ليدن» وأشرف عليها الدكتور محمد محمد أبوليلة الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر.

«المراغى» ابن صعيد مصر يعد نموذجاً من النماذج، التى استطاعت تقديم الإسلام فى شكله الصحيح وبرع فى مجاله، بل وتفوق على أقرانه، بالإضافة إلى غزارة فكره وعلمه رغم صغر سنه. له أكثر من 12 مؤلفاً أبرزها كتاب «سفينة النجاة» تحدث فيه عن الداء والدواء والشفاء، وهو رسالة كتبها للشباب خاصة المتفلت منهم والداء هو الذنوب والدواء هو الاستغفار والشفاء هو التوبة وهناك مؤلف آخر بعنوان «شرح الصدور فى غنائم الفجر والبكور».. إلخ.

«الوفد» التقته ومن ثم هذا نص الحوار:

< كيف="" ترى="" واقع="" الأئمة="" والدعوة="" الآن="" وكيف="" نحدد="" مواصفات="" ومعايير="" الداعية="" فى="" عصرنا="" الراهن،="" عصر="" النت="" والتواصل="" الاجتماعى="" واللغة="" الأجنبية،="" خاصة="" أن="" هناك="" قضايا="" عصرية="" لانزال="" نتعامل="" معها="" بآليات="" عفا="" عليها="">

- بلا شك.. نحن نعيش طفرة فى موضوع الخطاب الدينى هذه الأيام، بلا شك الداعية دائماً وأبداً من المفترض أن يساير العصر بألا يكون فى وادٍ والعالم فى وادٍ، أو المجتمع الذى يعيش فيه، والحمد لله بعد افتتاح أكاديمتى تأهيل الأئمة والدعاية بالأزهر والأوقاف، أصبح الداعية الآن مؤهلاً ومواكباً لكل صغيرة وكبيرة على أرض العالم، وبالتالى هذه الطفرة التى تحققت تخدم الدعوة، فالله عز وجل قال فى كتابه: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم»، فالداعية مطالب بأن يواكب تطورات العصر من عدة جوانب أهمها الجانب الثقافى والاجتماعى والقضايا المجتمعية التى يعج بها المجمتع، أما عن مواصفات الداعية، فالداعية حتى يكون ناجحاً أولاً من ناحية الجانب الثقافى، خاصة الثقافة الواقعة، فأول آية نزلت فى القرآن «اقرأ» وعدد كلمات القرآن الكريم 175 ألف كلمة، اختار الله كلمة واحدة من بينها «اقرأ» فالداعية الذى لا يقرأ لا يستطيع أن يخطو خطوة للأمام، وبعض الدعاة يقرأون فى فن دون فن، وأول شىء ينبغى على الداعية هو إجازة اللغة العربية لأن المنابر عادة تشتكى من أساليب بعض الدعاة، فالداعية إذا لحن فى النحو سقط من أعين الناس، فعلم النحو كما قال سيدنا عمر بن الخطاب:«اللحن فى اللسان كالجدرى بالنسبة للوجه»، فإذا استقام لسان الداعية وحفظ القرن الكريم دخل مجال الدعوة وهو متمكن من أدواته.

ثانياً ينبغى على الداعية أن يقرأ فى كل فن من الفنون السبعة أو الثمانية كتاباً يهضمه فى الفقه على المذاهب الأربعة والبلاغة وأصول الفقه وكذلك السيرة النبوية وعلوم القرآن الكريم كعلم الناسخ والمنسوخ، وأن يقرأ كذلك فى الثقافة وبعض القضايا التى جدت على الساحة والاطلاع على المجلات الإسلامية، بالإضافة إلى الجانب الخلقى بالنسبة للداعية، فينبغى على الداعية أن يوافق قوله فعله مثملا قال الله عز وجل «لم تقولون ما لا تفعلون»، ولذلك قول شخص أو فعل شخص فى ألف شخص أقوى من قول ألف شخص فى شخص واحد، أما الجانب الثالث ينبغى على الداعية أن يكون أنيقاً فى مظهره فأول شىء ترفعه العيون من ناحية الداعية ينظرون إلى الشخص نفسه وكان النبى يوصى أصحابه بذلك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنكم قادمون على إخوانكم فأحسنوا ثيابكم»، فالله جميل يحب الجمال، يحب النظافة كما قال النبى عليه الصلاة والسلام، وكان للنبى صلى الله عليه وسلم أثواب، ثوب ليوم الجمعة وثوب آخر للأعياد والمناسبات ومقابلة الوفود، وهذا ليس فقط إلا مواكبة أو أن الإسلام أمرنا بالنظافة والأناقة فالعيون ربما تنظر إلى أناقة الشخص قبل أن تنظر إلى لسانه كيف يتحدث فهذا الجانب مهم جدا جدا، وهذه ثلاثة جوانب مظهر وأخلاق وثقافة الداعية.

< شباب="" الأمة="" يتعرضون="" لمؤامرات="" وحيل="" خبيثة="" لمحاولة="" زعزعة="" انتمائه="" وولائه="" لبلده..="" كيف="" نحميهم="" من="" هذه="" الحيل="">

- نعم.. الشباب بين كيد الأعداء والجهل بين مؤامرات تسعى دائماً وأبداً إلى زعزعة عقيدة الشباب، وعندنا الشباب بين تيارين متطرفين متناحرين، التيار الأول هو تيار التطرف والتيار الثانى هو تيار التحلل، وتيار التطرف يريد أن يأخذ الشباب دائماً وأبداً ويسعى إلى أن يتنكر هؤلاء الشباب لأوطانهم وهذا تيار يتمثل فى الجماعات المتطرفة التى ابتعدت كثيراً عن جوهر الدين، والجانب الثانى تيار «التميع» أو التحلل والمراد بذلك أن يكون الشباب بعيدا كل البعد عن القيم وعن مبادئ الإسلام، فنحن ينبغى علينا أن نقاتل على جبهتين كدعاة الجبهة الأولى حماية هؤلاء الشباب من التيار المتطرف ودائماً وأبداً ندعو إلى أن الإسلام دين الله عز وجل أشمل وأوسع وأكمل وأجمل من أن تحتكره جماعة بعينها، ولهذا فإن الإسلام ينبذ الجماعة والتحزب فالله عز وجل يقول فى كتابه على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام «وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل»، فلو فهمنا هذا الجانب على أن الإسلام دين الله والإسلام دائما وأبدا يؤكد إن رأيت تشدداً وتنطعاً فى نقاط معينة فاعلم أن هذا سبب الفهم السقيم الذى يتأتى من الجهل بسبب تأويل آيات القرآن الكريم.

< وماذا="" عن="">

القرآن الكريم لم يحرف كتحريف حروف، فالتحريف نوعان، تعريف عن مواضعه وتحريف من بعد مواضعه، أما التحريف عن المواضع فالله عز وجل قد حفظ القرآن الكريم، ولم يحرف قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».

أما التحريف من بعد مواضعه فقد حدث كتحريف الخوارج وتحريف الشيعة لآيات القرآن الكريم والفهم والتأويل الفاسد كتحريف الجماعات المتطرفة والتكفيرية والهجرة فى آيات الحكم: «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون».. والقول إن المجتمع المعاصر يعيش فى جاهلية جهلاء فهذا هو التأويل.

< وماذا="" عن="" وظيفة="" الدعاة="" فى="" هذا="">

- وظيفة الدعاة ثلاث وظائف، أولا: حفظ الدين من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين وهذه وظيفة الدعاة فى كل عصر، وبالتالى حماية الشباب دائما وأبدا تكون بالتحصين، والتحصين يتأتى عن طريق أولا توعية الشباب بالقضايا أو المؤامرات التى تحاك ضده، وأخطر هذه المؤامرات أن يكون كثير من الشباب صرعى لأصحاب التوجهات، فبعض الأفكار تعد هدم مؤسسات الدولة شهادة أو عباءة وقتل الأبرياء شهادة، وهذا الفكر أخطر ما يكون أما الجبهة الثانية وهى تيار التحلل ويتمثل ذلك فى ظاهرة الإلحاد التى ظهرت فى الآونة الأخيرة بسبب الفراغ الذى يمر به كثير من الشباب، ودخول كثير من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى وعدم تحصين الشباب التحصين الكافى لأن الشباب

لو وقف على أرض صلبة فيستطيع أن يبدد هذه الشبهات بمجرد أن يقرأ الردود يمكن أن يفيق الشباب، لماذا ألحد بعض الشباب لأن كثيراً منهم ليس عنده التحصين الكافى، والذى يتأتى عن طريق القراءة، وليس هناك من شىء يحصن الشباب كتوعية الدعاة لهؤلاء الشباب واحتوائهم له.

< لكن="" بعض="" الشباب="" نراه="" اليوم="" يتبجح="" ويجهر="" بإلحاده="" فى="" وسائل="" الإعلام="" فما="" رؤيتك="">

- بلا شك.. هذه مسئولية وسائل الإعلام أولا التى تريد دائماً «التوك شو»، فقد كان هناك بعض الأشخاص فى عصر المأمون «بال» فى بئر زمزم ولما رفع أمره إلى الخليفة المأمون سأله لماذا؟ فقال: كنتب رجلاً مغموراً فأردت أن أعرف بين الناس ولو باللعنة، فبعض الناس دائماً وأبداً يسير بمبدأ «خالف تعرف» فهو إنسان مطمور مغمور لا يؤبه له ولا يلتفت له، إنما يريد الشهرة حتى لو كان على حساب الدين، فمن يرد أن يشتهر ويصبح نجماً يطعن فى ثوابت الدين، وهنا تتمثل وظيفة الدعاة فى هداية هؤلاء الشباب وحفظ الدين من تحريف الغالين.

< ونحن="" فى="" شهر="" الصيام="" كيف="" يخرج="" المسلم="" من="" صيامه="" وكأنه="" صفحة="">

- كل عبادة فى الإسلام لها ثمرة، فالشعائر التعبدية تعتبر وسيلة وليست غاية، الصوم وسيلة الصلاة وسيلة والحج وسيلة والغاية هى التقوى، والتعامل فيما بيننا وقد قسم العلماء الصبر إلا ثلاثة أقسام، صبر على قدر الله، صبر على طاعة الله وصبر على معصية الله، والثلاثة يجتمعون فى الصوم، فالتقوى هى الثمرة ومعناها أن تجعل بينك وبين معصية الله حاجزاً، فالإنسان إذا فهم الصوم حقيقة لأثمر بعد ذلك عن رقى الأخلاق وتهذيب الروح من خلال شهر رمضان.

< الله="" عز="" وجل="" يقول:="" «كنتم="" خير="" أمة="" أخرجت="" للناس="" تأمرون="" بالمعروف="" وتنهون="" عن="" المنكر»="" فما="" المقصود="" بالمعروف="" والمنكر="" وهل="" لهما="" درجات="">

- الله عز وجل ميز أمة الإسلام بالإىجابية وهذه أحد مقومات أمة الإسلام «كنتم خير أمة»، فما هى مواصفات هذه الخيرية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، والمعروف هو كل ما تعارف عليه الناس، كل ما أمر الله به والنبى هذا هو المعروف وهو محاسن الأخلاق والأمم، أما المنكر فكل ما أنكره الطبع وأنكره العقل وأنكرته الشرائع السماوية سواء كان هذا مما تعارف عليه الناس أو مما لم يتعارف عليه الناس، فعلى هذا الأساس كانت مقومات الأمة الإسلامية إنكار المنكر والأمر بالمعروف وهذه وظيفة الدعاة والرسل، ليس وظيفة أمة الإسلام فقط، بل وظيفة الرسل، فقد جاء النبى وكل الرسل قاطبة لهذه الوظيفة وهى لها درجات، وهذه الدرجات تمثلت فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وهذه وظيفة الحاكم ومن له سلطة مثل ولى الأمر كالرجل فى أهل بيته يستطيع أن يغير فى بيته، فإن لم يستطع فبلسانه وهذه وظيفة العلماء والدعاة، فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ولذلك لا ينبغى لإنسان أن يغير بيده إلا لم يكن من أهل السلطة، وقد فهمت بعض الجماعات هذه الفهم مغلوطاً وهذا ليس من سلطتهم فلابد من الموازنات، فربما غَيّر الإنسان منكراً بمنكر أكبر، وأكبر مشكلة وقعت فيها أمة الإسلام خاصة فى عهد الجماعات ما يسمى بفقه الموازنات أو فقه المقاصد.

< وما="" المقصود="" بفقه="">

- من المعروف عند العرب قديماً أن هناك خيراً وشراً وهناك خيراً من الخير وشر من الشر ولذلك كانت لهم كلمة تكتب بماء الذهب قالوا «حنانيك» أى مهلاً، بعض الشر أهون من بعض، فسيدنا النبى كان فى استطاعته أن يهدم الكعبة وقال لأمنا عائشة: «لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لهدمت الكعبة»، ولأقمتها على قواعد إبراهيم، فلماذا لم يهدم الكعبة ويعيدها كما كانت على قواعد سيدنا إبراهيم، قال عليه الصلاة والسلام: «إن أهلك حديث عهد بالجاهلية، فخشى أن يفتن الناس بقولهم قد هدم بيت آبائه، وبيت الله، وهذا ما يسمى ببعض الشر أهون من بعض، فهناك فقه الأولويات ومن نظر فى العواقب نجا، فلابد أن تكون هناك نظرة بعيدة المدى وهو ما يسمى فقه «المآلات» فإلى أى مدى سيؤول الأمر، فإذا نظرنا إلى ما يحدث فى الدول حولنا مثل ليبيا وسوريا نجد أن هناك مؤامرة غابت عن كثير من الشباب وهى مؤامرة «برنارد لويس» وهو مستشرق أمريكى عمل فى البنتاجون وهى تقضى بتقسيم العالم الإسلامى إلى كنتونات «دويلات صغيرة» وقد بدأت بالسودان وكان مخططاً لمصر أن تكون كذلك وسوريا والعراق، وهذه المؤمرات يغذيها جهل الأبناء ولذلك وقعت الأوطان بين جهل الأبناء وكيد الأعداء.