عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الله يرحم أيام ماسبيرو

محمد رمضان
محمد رمضان

الدراما تلحق بصناعة الأغنية

الله يرحم أيام ماسبيرو.. فى مثل هذا الموعد من كل عام، ومع بدأ شهر رمضان الفضيل، وبالتحديد مع ظهور الفضائيات الخاصة ونحن نردد الله يرحم أيام ماسبيرو، عندما كان يضم هذا الصرح الإعلامى الكبير عدداً من القطاعات التى تنتج الدراما التليفزيونية، وهم قطاع الإنتاج وقطاع التليفزيون وصوت القاهرة وكان يتولى الإشراف ورئاسة هذه القطاعات اسماء كبيرة، مثل ممدوح الليثى ويوسف عثمان شاهدنا خلال تلك الفترة عدد من المسلسلات المصرية التى تمثل العصر الذهبى للدراما المصرية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، «الشهد والدموع» و«ليالى الحلمية» و«دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» و«رحلة المليون» و«سنبل بعد المليون» و«زيزينا» و«هوانم جاردن سيتى»، والجميل أن هذه القطاعات كانت تجمع أهم الممثلين المصريين العرب، فكل عمل من هذه المسلسلات كان يضم جيشاً من كبار النجوم، كان الفخرانى والسعدنى وصفية العمرى وحسن يوسف وفردوس عبدالحميد وسيد عبدالكريم وعبدالعزيز مخيون ومئات من الوجوه يجتمعون فى عمل درامى واحد، عمل آخر تجد فيه عادل امام ومحمود الجندى ومعالى زايد ومصطفى فهمى وفاروق فلوكس ومشيرة اسماعيل.

ودراما أخرى تجد فيها شريهان وجمال اسماعيل وزوزو ماضى وآخر نجومية نجلاء فتحى وحسين فهمى.

وآخر تجد فيه محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان ومحمد وفيق ويسرا وفايزة كمال واسامة عباس، أسماء وأسماء كل واحد من هذه الأسماء كان نجماً فى تلك الفترة، ناهيك عن اسماء أخرى بحجم ليلى علوى هالة صدقى وهالة فاخر ويونس شلبى وسعيد صالح وكان كل عمل يتناول موضوعات اجتماعية ووطنية.

الآن لم تعد الدراما كذلك دخلنا عصراً غريباً وعجيباً، كل فنان توهم فى نفسه النجومية يجمع حوله مجموعة من انصاف المواهب، مع موضوع الجنس، واثارة مع جرعة من «التحابيش» الأخرى عُرى ومخدرات وأغانى المهرجانات والهلس وأعرض على المشاهد الذى أصبح لا حول له ولا قوة.

فى زمن ماسبيرو كنا نشعر أن هناك اهتماماً بالقضية التى تطرح على المشاهد كان التليفزيون مصنعاً للنجوم الآن السينما فتحت على الدراما، ولذلك  تشابكت الموضوعات وأصبح ما كان تقدمه السينماء، تقدمه الدراما فى الماضى كان الجميع يعلم الموضوعات التى تصلح للسينما والقضايا التى يجب أن تعالجها الدراما.

الآن نحن فى زمن محمد رمضان وأسماء تفرض علينا مع شديد الاحترام لموهبة محمد رمضان فى التمثيل لكنه ماذا قدم كنا منذ أن عرف طريق البطولة.. قدم لنا «الأسطورة» مسلسل يعتمد على لغة الدم، ونسر الصعيد، وحبيشة فى «بن  حلال» وهذا العام يقدم «زلزال».

رمضان هو نجم الجيل الآن لكن الملاحظ أنه فنان يهتم بنفسه اكثر مما يهتم بالقضية المحورية التى يقدمها للمشاهد، ايضاً أمير كرارة الذى يقدم للعام الثالث «كلبش» وكأن الدنيا

لم تعد فيها موضوعات».

أيضاً وجدنا هذا العام اسماء لا تصلح أن تكون بطلاً أو بطلة للعمل، لأنها كأسماء لا يمكن أن «تشيل» مسلسل، لكن على ما يبدو أن شركات الإنتاج ترى ما لا نراه، النتيجة اننا نشاهد سنوياً بين «25» و«40» مسلسلاً أتحدى أن يتذكر المشاهد دور أى فنان من نجوم العمل من الادوار التى قدمها فى السنوات الماضية.

الدراما الآن تذكرنا بالفترة التى سبقت انهيار صناعة الأغنية حيث كان كل من هب ودب يطرح «ألبوم غنائى» فى الأسواق، وظل هذا الوضع لسنوات، والآن ذهبت صناعة الكاسيت بلا رجعة، طالت الخسارة الجميع: النجوم وغير النجوم، وللأسف البلد هى اللى بتدفع الثمن، لاننا اصبحنا نفقد ريادتنا فى المنطقة العربية بدون أن ندرى.

وبالتالى سوف تفقد مصر تأثيرها فى هذه الصناعة، ففى الماضى كانت القنوات العربية تتنافس لعرض المسلسل، وكنا كمصريين نتباهى بما لدينا من مسلسلات وأفلام، ونجوم.

الآن هناك دول كثيرة دخلت المنافسة وهى فى طريقها للمقدمة، مثل لبنان وسوريا والخليج على الطريق أيضاً. لذلك علينا ان نترحم على ماسيبرو الذى فقدناه.

هذا الكيان ليس مجرد مبنى لكنه شاهد عيان على إبداعات آلاف من النجوم فى شتى المجالات الفنية، غناء ودراما ومسرح، فهذا المبنى إن صح التعبير هو قبلة الفن فى العالم العربى، وأحد الكيانات المهمة فى عالمنا العربى وعلى الصعيد العالمى، لذلك علينا أن نعيد الروح إليه مرة أخرى، وهناك مليون وسيلة لاستثماره حتى يعود منارة فنية وإعلامية، وحتى تعود الحياة إلى بلاتوهات التصوير فيه، لأن عودة الحياة له وفق الفلسفة والمنهج الذى كان يسير عليه فى الماضى سوف تعيد لنا ريادتنا، أما الآن فالحكاية تحولت إلى «الفهلوة» وأصبح صناع الدراما أشبه بمقاولى الأنفار، الكل يسعى إلى الربح فقط.