رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جسر الشيخ جابر يكشف ملامح رؤية الكويت 2035

بوابة الوفد الإلكترونية

فى خطوة واقعية تكشف ملامح رؤية الكويت 2035 افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، جسر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد كرابع جسر بحرى على مستوى العالم. وشهد الحفل ولى العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ورئيس وزراء جمهورية كوريا لى ناكيون ورئيس مجلس الشيوخ بالجمهورية الفرنسية جيرار لارشيه وكبار المسئولين بالدولة. وألقى رئيس وزراء جمهورية كوريا لى ناكيون كلمة بدأها بالسلام عليكم.. وعبر عن سعادته البالغة لتواجده فى هذه اللحظة التاريخية للكويت كما عبر عن اعتزازه لمشاركة الشركات الكورية فى أكبر مشروع وطنى فى تاريخ الكويت فى تنفيذ هذا المشروع والذى بدأ فى عام 2013. وتوقع مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالحيوية للكويت وأكد أن رؤية الشيخ صباح الأحمد (كويت جديدة 2035) ستحقق إنجازات رائعة كما هو الحال فى هذا المشروع. وأضاف لى ناكيون أن هذا المشروع استخدم أحدث التقنيات للهندسة المدنية وتقنيات الصديقة للبيئة منذ مرحلة البداية، كما سيتم إدارة الجسر وتشغيله عبر نظام النقل الذكى والذى سيقود بدوره الكويت نحو المستقبل ويدعم اقتصاد المعرفة ويجلب المزيد من الابتكارات والتطورات إلى البلاد. وأشار إلى أن الجسر سيلعب دوراً محورياً فى الربط بين منطقتين جنوبية وشمالية حيث سيوفر وقتاً للعبور يتجاوز الساعة إلى حوالى 20 دقيقة. وأضاف أن كل هذه التغيرات ستسهم فى تسريع أعمال إنشاء مدينة جديدة وميناء جديد فى منطقة الصبية الشمالية وستؤدى إلى التنمية المتوازنة فى البلاد ونمو الاقتصاد بالإضافة إلى إبراز الكويت كمركز للتجارة العالمية. كما انه سيعزز سمعة الكويت فى المجتمع الدولى.

وقالت وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشئون الإسكان د. جنان بوشهرى إن هذا المشروع يأتى كأولى لبنات تطوير المنطقة الشمالية وربطها بالمناطق الوسطى والجنوبية تحقيقاً لرؤية صاحب السمو لكويت 2035. وأضافت أن الكويت اليوم تبدأ عهداً جديداً فى بناء كويت 2035. وقالت إن توصيات سمو الأمير الدائمة الاهتمام بالعنصر الوطنى والاستثمار به لاسيما فئة الشباب وهو ما نفخر به اليوم فعلاً فهذا المشروع ذو الجدوى الاقتصادية الكبيرة حقق لنا ما هو أهم، حقق جيلاً جديداً من المهندسين والمهندسات الكويتيين ممن اكتسبوا خبرات غير مسبوقة فى بناء الجسور والإنشاءات البحرية وهم كوكبة رأينا فيهم الإصرار والعزيمة وحب الوطن والإخلاص له.

 

مصالح مشتركة

وقالت الوزيرة بوشهرى إن شراكة الكويت مع جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة تعكس تطوراً ملحوظاً فى العلاقات بين البلدين على المستوى السياسى والاقتصادى تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وساهمت الشركات الكورية منذ السبعينيات فى تشييد البنية التحتية وإقامة الطرق السريعة والجسور وبالأمس القريب تم تشغيل وإدارة مبنى الركاب المخصص للخطوط الجوية الكويتية (تى 4) واليوم يفتتح مشروع جسر جابر الأحمد، علاوة على ذلك مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله الإسكانى القائم على الشراكة ما بين الحكومتين الكويتية والكورية.

 

أرقام

ويحمل افتتاح جسر جابر دلالات اقتصادية وتنموية ليتحول إلى طريق يربط الحاضر برؤية (كويت جديدة) فضلاً عن كونه أحد أهم المشاريع العملاقة المدرجة ضمن خطة الدولة التنموية. ويسهم جسر الشيخ جابر فى اختصار المسافة بين مدينة الكويت العاصمة ومنطقة الصبية من 104 كيلومترات تقطعها المركبات فى نحو 90 دقيقة إلى نحو 37.5 كيلومتر، أى أقل من 30 دقيقة. ويبدأ الجسر من تقاطع الغزالى السريع مع شارع جمال عبدالناصر حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الصبية الجديدة بالجانب الشمالى للجون.

 

ست سنوات

وبدأت أعمال التنفيذ منذ ست سنوات وبالتحديد فى 3 نوفمبر 2013 وينقسم إلى جزءين الأول رئيسى (وصلة الصبية) بتكلفة 738 مليون دينار (نحو 2.4 مليار دولار) ويشمل إنشاء جسر طوله 27 كيلومتراً بارتفاع منخفض مع جسر رئيسى مرتفع عبر الممر الملاحى بفراغ ملاحى عرضه 120 متراً وارتفاع 23 متراً لمرور السفن إلى ميناء الدوحة الكويتى بعمر افتراضى قدره 100 عام. ويتضمن الجزء الثانى طريقاً برياً (وصلة الدوحة) طوله 4.7 كيلومتر ويشمل خمسة جسور علوية بطول 725 متراً وجسراً بحرياً طوله 7.7 كيلومترات ويشمل ثلاث حارات مرورية وحارة للأمان فى كل اتجاه بتكلفة 165.7 مليون دينار (نحو 544 مليون دولار). ويبدأ الجسر البحرى من ميناء الشويخ (المنطقة الحرة) ويعبر جون الكويت غرباً ويمر بجانب جزيرة أم النمل ليصل إلى منطقة الدوحة ثم يربط بطريق الدوحة السريع. وتم بناء الجسر فوق أكثر من 1500 دعامة عرض الواحدة منها نحو ثلاثة أمتار وثبت بعضها على عمق 72 متراً فى قاع البحر ويتراوح ارتفاعه عن سطح البحر ما بين 9 أمتار و23 متراً. ويتضمن المشروع أيضًا إنشاء جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت والثانية قرب مدينة الصبية لتوفير خدمات الصيانة والطوارئ وحرس السواحل إلى جانب الطريق المؤدية إلى شاطئ الصبية بطول ستة كيلومترات. ولم يغفل القائمون على المشروع الجانب البيئى حيث يتم تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة، كما تم إجراء دراسة بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة.

وشملت الدراسة إنشاء مشروع تعويض بيئى متكامل للشعب المرجانية بالمنطقة ومستوطنات الربيان والأحياء البحرية التى تساعد على مرور التيارات المائية فيها ومصنعة من مواد ليس لها أى تأثير على البيئة البحرية وتم إنشاء هذه المستوطنات ونقل هذه الأحياء إلى موطنها الجديد. وتضمنت الدراسة كذلك التركيز على العوامل المؤثرة على البيئة المحيطة حيث يتم أخذ قياسات تراكيز الغازات فى الجو والتحاليل البيولوجية للكائنات الدقيقة

فى مياه البحر من قبل مختبرات حكومية معتمدة.

 

دلالات

ويحمل الجسر العديد من الدلالات أولاها أنه يصل مدينة الكويت بالصبية أو مشروع (مدينة الحرير) ليتجاوز مفهوم الطريق الموصل بين موقعين جغرافيين إلى طريق يربط مدينة الكويت بكويت المستقبل أو (كويت جديدة) فى حين تتمثل الدلالة الثانية بالشوط الكبير الذى قطعته الكويت فى مجال التنمية بعد تسع سنوات من إطلاق أولى خططها. وتتلخص ثالث دلالات هذا المشروع فى دخول الكويت فى المنافسة العالمية من جديد من خلال تحقيق أرقام عالمية فى مجال التنمية الاقتصادية وتشييد البنى التحتية والتفوق على العديد من دول العالم فى مشاريع فريدة وعملاقة حيث يعد الجسر رابع أطول جسر بحرى فى العالم بحسب هيئة الطرق الكويتية وشيد وفقا لأحدث وأفضل المواصفات والمعايير العالمية. أما الدلالة الرابعة فيمكن تلخيصها بالجهود الكبيرة التى تقوم بها البلاد فى تعزيز موقعها على خريطة التنافسية العالمية لجذب الاستثمارات الأجنبية وذلك تحقيقاً لركيزة الاقتصاد المتنوع المستدام فى خطة التنمية التى تسعى من خلالها البلاد إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالتجارة وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.

 

تطوير

ويشكل التزامن بين تدشين (جسر الشيخ جابر) وتأسيس جهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) و(جزيرة بوبيان) الدلالة الخامسة لأهمية هذا المشروع لتتكامل الصورة التنموية والهيكلية لـ (كويت جديدة) كمركز مالى وتجارى إقليمى. ويمتد المشروع من (ميناء الشويخ) مروراً بجسر جابر إلى مدينة الصبية إلى طريق الحرير العالمى لتتلاقى رؤية الكويت جديدة بـ (مبادرة الحزام والطريق) الصينية، علماً بأن الجسور البحرية الثلاثة الأكثر طولاً فى العالم تقع جميعها فى الصين. ويؤدى مشروع (جسر جابر) دوراً محورياً فى استكمال رؤية الكويت الجديدة 2035 إذ يعد من المشاريع الكبرى التى تعول عليها الدولة فى إحداث النهضة المنشودة بالمنطقة الشمالية والمتضمنة إنشاء مدن سكنية ومناطق استثمارية من شأنها خلق مصادر بديلة للدخل.

 

11 محطة كهربائية

قال الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع فى وزارة الكهرباء والماء م. مطلق العتيبى إن جسر الشيخ جابر الأحمد الذى يعتبر أحد أكبر الجسور فى العالم، يستهلك حوالى 12 ميغاوات من الكهرباء يوميا. وأشار إلى أن الجسر تتم تغذيته عبر 11 محطة كهرباء من فئة «11 كيلوفولت» 5 منها محطات أرضية، و6 محطات داخل الجسر، منوهاً بأن الوزارة حرصت على إنجاز تلك المحطات فى مواعيدها دون تأخير وتذليل كل العوائق من خلال التعاون بين كافة الجهات المشاركة فى هذا المشروع العملاق الذى من شأنه أن يخدم مدينة الحرير المستقبلية.

وأشار إلى أنه تم تنفيذ الشبكة الكهربائية للجسر بالتنسيق مع الأشغال والهيئة العامة للطرق والنقل البرى خلال السنتين الأخيرتين من عمر الإنشاء فى مشروع الجسر.

 

جزيرتان اصطناعيتان

قال رئيس مجلس ادارة هيئة الطرق والنقل البرى بالإنابة م. سعود النقى، إن مشروع جسر الشيخ جابر يأتى فى إطار الخطة التنموية المتكاملة للبلاد. وأكد النقى أن المشروع يعد بوابة التنمية الجديدة للبلاد، مضيفا أن جسر الشيخ جابر- هو الشريان الذى سيربط مدينتى الكويتى بالحرير التى تعتبر مركزا ماليا وتجاريا مستقبلياً. وقالت مديرة مشروع جسر الشيخ جابر م. مى المسعد إن الجسر يختصر المسافة والزمن بين مدينتى الكويت والصبية (الحرير) من ساعة ونصف إلى 20 دقيقة. وأضافت المسعد أن المشروع يبدأ من تقاطع طريق الغزالى السريع مع طريق جمال عبدالناصر عند ميناء الشويخ حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الحرير. وأكدت أنه يشتمل على جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت بمساحة 280 ألف متر مربع تقريباً والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة إضافة إلى مبان حكومية تخدم الجسر ومساحات خضراء ومساحات مخصصة للاستثمار المستقبلي.