رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمران خان رجل تناقضات يحلم برفاهية وديمقراطية بلاده

رئيس وزراء باكستان
رئيس وزراء باكستان

كان مجرد طفل خجول هادئ الطباع حتى أعتاب الشباب، أكثر ما طمح إليه البطولة فى لعبة «الكريكيت» سيرًا وراء أسرة والدته التى تميزت فى هذه اللعبة، ولم يتوقع أحد مع شبابه الطائش وجنوحه للهو ومصادقة النساء، أنه سيصبح الرجل الأول فى حكومة بلاده وأنه سينقلب إلى النقيض من الأخلاق النسك الدينى، ليصفه الغرب بالنفاق، فقد ولد فى أسرة عادية متوسطة الحال، فيها أربع شقيقات، استقر والده المنحدر من قبيلة نيازى مع أسرته

فى إقليم البنجاب عشق «الكريكيت» لعبة الكرة والضرب التى يختص بها غالباً الأثرياء، حتى أصبح فيما بعد قائداً للفريق الوطنى، يقول عنه الغرب بأنه «سياسى بائس»، انطلاقاً من رصدهم لأفكاره وانتماءاته، التى يرون أنها انحرفت وانزلقت منذ دخوله المعترك السياسى، كعربة يد فى الأمطار... فهو يدعو إلى الديمقراطية فى يوم ثم يعطى صوته للملا الرجعى فى اليوم التالى، وطاردته دوماً تهم النفاق والانتهازية، وقيل إنه رجل المتناقضات، بما فى ذلك «منعطف حياته من مستهتر متعدد العلاقات النسائية، إلى متزمت يطالب بإعدام رئيس بلاده لتهاونه فى تدنيس القرآن الكريم على يد الجنود الأمريكيين فى سجن جوانتنامو الشهير، لكنه رغم ذلك يقود بلاده بقوة، ويقول: أريد لباكستان أن تصبح دولة الرفاهية، والديمقراطية الحقيقية، مع سيادة القانون، ونظام قضائى مستقل.

انه عمران أحمد خان نیازی، رئيس وزراء باكستان منذ أغسطس العام الماضى، والرئيس الحالى لحركة إنصاف الباكستانية، ولد عمران فى 25 نوفمبر 52، تلقى تعليمه فى مدينة لاهور، ثم درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد فى أكسفورد، حياته الشخصية لم تكن نقية تماماً، فقد عرف الباكستانيون اسمه كلاعب كريكت لصالح الفريق الباكستانى من 1971 وحتى عام 1992، لأنه عندما قرر التقاعد من اللعبة عام 1987، تم استدعاؤه مرة أخرى للانضمام إلى الفريق، وبالفعل عاد وعمره 39 وقاد زملاءه فى الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ والنقاط التى سجلها جعلته واحداً من أهم ستة لاعبى كريكيت فى العالم، وتوجه عقب اعتزاله الرياضة إلى السياسة، فأصبح عضوًا فى الجمعية الوطنية لباكستان « حركة الإنصاف» من عام 2013: 2018، وعمل فى الأنشطة الخيرية، حيث أسهم خان فى جمع التبرعات من حول العالم لبناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان.

بعد سنوات قليلة من عمله كلاعب كريكيت محترف، اقتحم خان الانتخابات السياسية، بينما اعترف أنه لم يصوت فى انتخابات من قبل، ومنذ ذلك الحين كان أهم عمل سياسى قام به هو المعارضة ضد الحكام السياسيين، مثل: برفيز مشرف، وآصف على زردارى، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ولم يأخذ الغرب سياسات خان على محمل الجد، وكانت على أفضل تقدير كعمود أخبار مفرد فى معظم الصحف، وباعترافه شخصيًا فإن أبرز مؤيديه السياسيين كانوا من النساء والشباب، كانت معركته السياسية متأثرة بالفريق حامد جول الرئيس السابق للمخابرات الباكستانية، والمشهور

بدعمه لصعود طالبان ومناهضته لوجهات النظر الغربية.

ورغم أنه دعم الانقلاب العسكرى بقيادة الجنرال برفيز مشرف عام 1999، لكنه عاد ندد فيما بعد برئاسة مشرف، ونشر مقال فى مجلة النيوزويك، يهاجم تدنيس القرآن فى سجن «جوانتانامو» الأمريكى، وطالب مشرف بالحصول على اعتذار من الرئيس الأمريكى جورج بوش وقال فى مقاله «مشرّف يجلس هنا وهو يلعق حذائى بوش! ». وأضاف قائلاً فى نقده لزعماء العالم الإسلامى لدعمهم إدارة بوش: «إنهم عرائس متحركة يحكمون العالم الإسلامى، نحن نريد السيادة الباكستانية، لا نريد لرئيسنا أن يكون كلباً لجورج بوش».

وخلال زيارة بوش لباكستان فى مارس عام 2006 كان خان قيد الإقامة الجبرية فى إسلام أباد بعد تهديداته بتنظيم مظاهرة احتجاجية، وطالب خان بعقوبة الإعدام لمشرف بعد فرض حالة الطوارئ، وفى النهاية خرج من مخبئه، لينضم إلى حركة الطلاب المعارضة، وقبض عليه بتهمة تحريض الشعب على حمل السلاح، والدعوة للعصيان المدنى، وفى سجنه بدأ إضراباً عن الطعام، وفى نوفمبر 2007 أطلق سراحه مع سجناء سياسيين.

تزوج خان سيدة المجتمع الإنجليزية جيميما جولدسميث فى مايو عام 1995، التى تحولت إلى الإسلام بعد حفل دينى مدته دقيقتان فى باريس، وبعد ذلك بشهر تقريبًا وفى 12 يونيو تزوجا فى حفل مدنى فى مكتب تسجيل ريتشموند فى إنجلترا، وقد وصف خان الزواج بأنه صعب، وقد أثمر هذا الزواج طفلين؛ سليمان عيسى عام 96، وقاسم فى أبريل 1999، وكان خان يقضى أربعة أشهر سنويًا فى إنجلترا بموجب اتفاق مع زوجته قبل أن تتصاعد الخلافات بينهما، وفى يونيو 2004 أعلن الطلاق من زوجته، وذلك لصعوبة تأقلمها مع المعيشة فى باكستان

ويقيم خان الآن فى العاصمة إسلام أباد، حيث بنى منزلاً بمزرعة بالأموال التى باع بها شقته فى لندن، وهو يزرع أشجار الفاكهة، والقمح، ويربى الأبقار، وفى الوقت نفسه يحافظ على ملعب للكريكيت لولديه اللذين يزورانه أثناء فترة إجازتهما.