داعش تُحرم والأزهر يرد.. ما حكم الصلاة بمسجد به قبر
حرص مرصد الأزهر باللغة العربية، على إطلاق سلسلة جديدة لتفنيد عقيدة التنظيم الإرهابى "داعش"، وذلك من خلال القيام بعملية استقصائية يعرضها المرصد فى مجموعة من المقالات.
وأكد المرصد، على أن أعضاء التنظيم الإرهابي تناولوا حكم الصلاة في المساجد التي بها قبرٌ لأحد الصالحين والأولياء، فقد ذهبوا إلى أنَّ الناس يذهبون إلى هذه المساجد لا لعبادة الله تعالى، وإنما تعظيمًا وعبادة للقبر، وهذا لعمري فيه مغالطات شنيعة إذ ترتب على سوء ظنهم أن قام المتشددون من الجماعات الإرهابية بنبش وهدم مشاهد الأولياء والصالحين، وقالوا: إنَّ الصلاة لا تصح في المساجد التي فيها قبور.
وأكد المرصد، أن الحق أنَّ الصلاة في تلك المساجد صحيحةٌ مقبولة إن شاء الله تعالى، واستدل على رأيه بمجموعة من أراء الفقهاء والأئمة.
قال الشهاب الخفاجي في تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21]: «وكونه مسجدًا يدلُّ على جواز البناء على قبور الصلحاء ونحوهم كما أشار إليه في الكشاف وجواز الصلاة في ذلك البناء".
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يُحرِّم النبي صلى الله عليه وسلم
وجاء في موطأ الإمام مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
والشاهد في هذا الحديث: أن دفنه عليه الصلاة والسلام بجوار المنبر كان رأيًا لبعض الصحابة ولو كان دفنه في هذا المكان شركًا أو ذريعةً تجرُّ إلى الشرك لما قاله بعض الصحابة، ولو قاله البعض لنبَّههم عليه بقية الصحابة بأن ذلك مخالف للعقيدة، وهذا لم يحدث.
وقد يقال: قد ورد حديث أمنا عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ والنَّصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيائِهم مَسجِدًا" [أخرجه البخاري في صحيحه، (1330)].
فيقال لهم: المسجد مصدر ميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث، ومعنى اتخاذ اليهود والنصارى قبور أنبيائهم مساجد أنهم سجدوا لها عبادة كما يفعل المشركون في سجودهم للأصنام والأوثان، ومما يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم