عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في الذاكرة..الحانوتي القاتل

بوابة الوفد الإلكترونية

أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.

 (الحانوتى القاتل)

الزمان - 2015.. المكان - مركز طهطا بسوهاج

اللواء منتصر عبدالنعيم مساعد المدير لمنطقة شمال الصعيد للأمن العام، يحكى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها منذ أكثر من أربع سنوات، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راح ضحيتها طفل دون ذنب اقترفته يداه البريئتان، على يد حانوتى القرية لمساومة والده فى طلب فدية، وبعد اكتشاف أمره والقبض عليه قام بشنق نفسه فى محبسه، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد).

يقول اللواء منتصر عبدالنعيم: فى شهر مايو من عام 2015م عندما كنت أعمل رئيساً لفرع الأمن العام بسوهاج، ورد لنا بلاغ من كمال أحمد 44 سنة، رجل أعمال من قرية الطوالب التابعة لمركز طهطا، باختطاف نجله مصطفى 9 سنوات من أمام منزله ثم اتصل به الخاطفون وطلبوا فدية مائة ألف جنيه مقابل إطلاق سراح طفله.

قمنا بالتنسيق مع اللواء خالد الشاذلى مدير إدارة البحث الجنائى بسوهاج - آنذاك - وتوصلنا إلى أن وراء الجريمة أحمد حامد، 55 سنة، ويعمل فى حفر المقابر ودفن الموتى «حنوطى»، وأنه كان يمر بضائقة مالية

جعلته يفكر فى وسيلة لكسب المال السريع، وعندما شاهد الطفل قام بخطفه واصطحابه إلى مقابر القرية، ثم بدأ فى الاتصال بوالده وطلب منه الفدية، وبدأ والد الطفل يجاريه فى حواره على أمل معرفته أو التوصل إلى مكانه، ولكن الحنوطى الخاطف شعر بالخوف لأن الطفل كان قد تعرف عليه، فقام بخنقه ودفنه فى مقبرة قديمة.

قمنا بالقبض عليه واصطحابه إلى ديوان مركز شرطة طهطا واعترف بجريمته تفصيلياً وبررها بالفقر وأرشد عن مكان جثة الطفل المختطف فى المقابر وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات مع مراعاة تجديد حبسه فى الميعاد، وصرحت بدفن جثة الطفل القتيل بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.

اصطحبنا الحنوطى القاتل لتنفيذ قرار النيابة العامة بحبسه، لكنه قام بشنق نفسه فى غرفة حجز مركز شرطة طهطا، ليكتب نهايته بيده قبل أن ينفذها عليه عشماوى، أو ينفذها فيه أهل الطفل القتيل الذين حاصروا منزله وكادوا يفتكون بأسرته لولا تدخل عقلاء القرية وإقناعهم بأن يتركوا القانون ليأخذ مجراه.