عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمود درويش.. شاعر الثورة والحبيبة والأرض

 محمود درويش
محمود درويش

 شاعر الثورة والوطن، من هزت قصائده وجدان الاحتلال، نصير القضية الفلسطينية، اللاجئ المشتاق لبلاده.. محمود درويش.
 حلت منذ أيام الذكرى الـ٧٨ لميلاد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين، الذي رسخ الشعر في القضية الفلسطينية، وجعله أيقونة مهمة في النضال ضد الاحتلال، جعل الثوار والمناضلين يحملون رايات شعره في الميادين، كان شعر محمود درويش يؤرق عروش الاحتلال، فقامت باعتقاله مرات عدة من السلطات الإسرائيلية مرارًا، بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي، وذلك حتى عام 1972، حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة.
 هو من أدخل الرمزية في الشعر، ومزج بين الحب للأنثى وبين حبه وعشقه لوطنه، عشق فلسطين وعشقته، فإذا تخلى عن القضية الفلسطينية العالم كله، فلن يتخلى عنها أبناؤها.
 هو شاعرٌ فلسطيني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية، ولد عام 1941 في قرية البروة، وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك، وخرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين بالعام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة، وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية) "أحيهود"، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة بني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعمل في صحافة الحزب، مثل الاتحاد والجديد التي أصبح فيما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
 شهدت حياة الشاعر الراحل العديد من المحطات، حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة في مطلع السبعينات، وانتقل بعدها إلى القاهرة في العام ذاته، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان، حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
 هو الذي حوّل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية، مات محمود درويش ولكن ظلت أشعاره باقية.
 سأَصير يومًا ما أُريدُ.. سأصير

يومًا طائرًا، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي.. كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ، وانبعثتُ من الرمادِ.. أَنا حوارُ الحالمين، عَزَفتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى، فأَحرَقَني وغاب.. أَنا الغيابُ.. أَنا السماويُّ الطريدُ، تحمل كلمات محمود درويش معاني عدة، شعره يمس القلوب.
 كما يعد رمز النهوض والمقاومة، فكان شعره في فلسطين شعر ثورة، وحكاية عشق ووطن لا تضعفه المحن، كما في قوله:
وإذا استرسلت في الذكرى!
نما في جبهتي عشب الندم
وتحسرت على شيء بعيدْ
وإذا استسلمت للشوق،
تَبَنَّيتُ أساطير العبيد
وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة
ومن الصخر نغم!
 وبرز امتزاج حب الوطن وحب الأنثى، حيث يظهر في هذه الأبيات مخاطبًا حبيبته، ولكنه هنا يخاطب وطنه فلسطين، فيقول:
عيونكِ شوكةً في القلبِ
توجعني.. وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأغمدها وراء الليلِ والأوجاعِ.. أُغمدها
فيشعل جُرحُها ضوء المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزّ عليّ من روحي
وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعينِ
بأنَّا مرة كنّا، وراء الباب، اثنين.
 محمود درويش لم يكتب وصيته الأخيرة، بل واصل حلمه الشعري حتى النهاية، وهو لا يزال يشاركنا أحلامنا، وعاد درويش إلى أرض الوطن ليقيم في رام الله، إلى أن توفِّى في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجرائه عملية جراحية في القلب، ودفن في قصر رام الله الثقافي في 13 أغسطس 2008م.