رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

..والعذاب رجل.."آيه" دفعت حياتها ثمنا للزواج المبكر

بوابة الوفد الإلكترونية

بدموع حائرة تسيل على وجهها الشاحب، وعينين تخشيان فضح ما يحدث معها من قبل زوجها وأسرته، فكان مصير صمت «آية» الدائم الذى جعلها لم تتفوه بكلمة واحدة عن ضربها وتعنيفها بأبشع الطرق، خوفًا من أن تعذب أكثر من ذلك، حتى انتهى بها الحال جثة هامدة ملفوفة بداخل «أكياس بلاستيكية وسجادة»، بعدما انهالت عليها والدة زوجها بالضرب، ثم أتى شقيقه وأنهى حياتها أمام عينى صغيرها.

 

البداية القصة كانت «آية» الحاصلة على «بكالوريوس تجارة»، وهى من أصل صعيدى، فبعدما انتهت من دراستها، على الفور أراد والدها تزويجها قائلًا: «زواج البنت سترة إحنا صعايدة»، ولكنه لم يعلم أن تسرّعه وقراره الخاطئ بزواجها من رجل لا يعرف المسئولية وحماتها تلك الأفعى الملونة هو سبب قتل ابنته المنكوبة.

تقدم «أيمن» الذى يبلغ من العمر 33 عاماً، إلى الزواج من «آية» وسرعان ما وافق اهلها، واتفقا على أن تتم الزيجة خلال سنة واحدة، وبالفعل قبل نهاية السنة انتقلت إلى بيت زوجها الجديد، التى ظنت أنه عش الزوجية السعيد الهادئ الذى ستقضى الباقى من عمرها بداخله ولكنها لم تدر أنه لم يكن سوى مقبرة لها.

3 سنوات لم تخرج من منزلها حتى لزيارة أسرتها أو لأى غرض آخر بأمر من زوجها، ثم رزقها الله بطفليها «زياد ومى» التى انشغلت اكثر بهما، ولكن خلال هذه الفترة كان والدها هو من يقوم بزيارتها أسبوعيًا للاطمئنان عليها ورؤيتها، ثم يعود يُخبر والدتها وشقيقها «بطيب حالها»، صارت حياتها على هذا المنوال حتى جاءت الصاعقة بموت والدها الذى لم ترَ من بعده يومًا خالياً من المشاكل والأحزان، فكان اعتياد والدها على زيارتها يخفف عنها المعاناة التى تعيشها مع زوجها ووالدته، فأصبحت الفتاة قليلة الحيلة فى منع زوجها من ضربها وتعنيفها وتشويه وجهها، فلم يكتفِ بهذا القدر من سوء المعاملة بل يقوم بخيانتها أيضًا مع جارة والدته داخل شقتها، على سرير الزوجية.

ليس بقليل ما يحدث لها يومياً، حتى طفح الكيل وأثرت على الرحيل إلى منزل أسرتها على امل الطلاق من هذا المختل وتبدأ حياة جديدة بعيدًا عن هذة العائلة المريضة، وعندما رأتها والدتها جن عقلها من آثار الضرب المبرح والتعذيب التى تعرضت له ابنتها، فقامت بتحرير محضر ضد زوجها تهمة بالتعدى عليها، ولكن هذا ليس بكافٍ بالنسبة لها بل حاولت الظهور فى أحد البرامج التليفزيونية لتكشف وتفضح أمره أمام الجميع، فعندما علم «أيمن» بما حدث من قبل أسرة زوجته، حاول استمالة الزوجة المنكوبة حتى تعود إليه وأصبح يراوغها بأكاذيب وهمية، وأكد لها أنه لم يرفع يده عليها من جديد، بل إنه سيقوم بتكريمها وتعزيزها فى منزله، وسرعان ما فشل تخطيطه بعدما رفضت «آية» العودة إليه وصممت على الطلاق وقامت بتهديده بدلًا من رفع قضية خلع ضده.

«أيمن» يعيد المحاولة فى مصالحة زوجته وإعادتها، وبدأ بتخطيط مكيدة أخرى لها عن طريق زميلاً سابقًا لوالدها ليتوسط له فى الصلح بينهما واعدًا بألا يؤذيها من جديد، وبعد طول انتظار وغيابها عن منزلها سنة كاملة، استجابت «آية» للصلح وعادت من جديد إلى سجنها، تخيلت بأنه سيعوضها عن تلك الأيام التى عاشتها فى عذاب وجحيم، ولكن ضاعت آمالها التى حلمت بها، فبعدما اطمأن قلبه

على تنازلها له عن المحضر وإلغاء مواعيد البرامج التى اتفقت عليها، تحول وعاد أسوأ مما كان عليه، فصرخاتها كانت تملأ الشارع التى تسكن به دون أن يتحرك أحد من الجيران لمساعدة الزوجة المشئومة.

فمنذ عودتها إلى جحيم زوجها لم تعلم والدتها شيئاً عنها، مما جعل القلق يتسلل إلى قلبها خوفًا على ابنتها، فظلت تحاول الوصول إليها ولكن عندما يئست من المحاولة، أبلغت قسم الشرطة عن تغيبها بمحضر رسمى، فشعر «أيمن» بالخوف وما كان عليه إلا أن يفكر سريعًا فى حيلة تبعده عن المساءلة القانونية، فقام بتسجيل مقطع فيديو تحت التعذيب والضغط لزوجته تتحدث من خلاله عن حسن حالتها وأنها لم تتعرض لأى اعتداء، ثم قدم بلاغًا ضد والدتها وادعى بتهمة البلاغ الكاذب ومعه الفيديو الذى يؤكد عدم إخفائه لزوجته، فكانت تلك الضعيفة تراودها فكرة الفرار من ذلك المعتقل التى تعيش بداخله بعدما رأته يخونها أمامها مع جارة والدته داخل شقتها، ولكنها محاصرة بأسرة زوجها لم تستطع الفرار بحياتها نهائياً، فاستغلت جلوسها مع أطفالها وحماتها وشقيق زوجها، واتجهت مسرعة نحو باب الشقة، تحاول فتحه للهرب، ولكن والدة زوجها ضربتها «بقطعة حديدة» على رأسها ثم جذبتها من شعرها أرضاً، وجاء «أحمد» شقيق زوجها من خلفها وانهال عليها بعدة طعنات «بالسكين» حتى سقطت جثة هامدة تنفجر منها الدماء، أمام أعين طفلها الصغير الذى شاهد والدته تلفظ أنفاسها الأخيرة على يد عمه.

ساد الهدوء لبضع دقائق والجميع فى حيرة للتخلص من الجثة، خططوا بطريقة خبيثة، وقاموا بوضع الجثة داخل أكياس بلاستيكية مغطاة بسجادة، ثم ألقوها بإحدى غرف الشقة تمهيداً للتخلص منها فى الوقت المناسب، وبعد 3 أيام قاموا بإلقائها عند موقف العاشر من رمضان، ثم أبلغوا عن تغيبها وسرقتها لمحتويات الشقة ولكن فشل تخطيطهم بعدما أبلغ أحد الجيران عما يحدث لآية، وما فعلوا بها، وما كانت تناله من تعذيب وضرب على يد زوجها وحماتها.

انتهت حياة آية قتيلة على يد حماتها وشقيق زوجها معذبة على يد زوجها مطعونة فى كرامتها بخيانة زوجها.. تاركة طفليها بلا أم، بلا مأوى.. كل هذا بسبب فكرة «زواج البنات سترة».