رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وادي الملوك.. بين لعنة الفراعنة وسحر التاريخ

الدير البجرى
الدير البجرى

المقابر الجماعية التي خلدت لعنة الفراعنة، وأكدت وجودها، "وادي الملوك"، أكبر اكتشاف أثري مر على مصر، المكان الذي شهد العديد من الروايات، أكثر من 63 مقبرة مكتشفة، من أهمها، مقبرة "توت عنخ آمون"، التي دارت حولها العديد من حكايات لعنة الفراعنة، وكثير من المغامرات والإثارة التي تجدها في رحاب هذا المكان، بداية من وفاة 40 ممن شاركوا في اكتشاف المقبرة عام 1922 بأسباب تافهة، بمن فيهم ممول رحلة الاكتشاف اللورد كارنارفون الذي توفي بسبب لدغة بعوضة في فندق "كونتيننتال" بوسط القاهرة.

 

يقع وادي الملوك في مدينة طيبة القديمة، على الضفة الغربية لمدينة الأقصر، وهو عبارة عن مقبرة قديمة لحكام المملكة الجديدة لمصر، تذهب لرؤية أجدادك الفراعنة في حالتهم الأصلية، ليصيبك الدهشة والإعجاب من رؤية قبر توت عنخ آمون الذي اكتشف في عشرينيات القرن الماضي، بالإضافة الى مقبرة رمسيس العظيم، والعديد من الرسومات والرموز التي تبين لك عظمة أجدادك وتشعرك بالفخر والاعتزاز. وهو أشهر وأكبر المقابر التاريخية فى العالم، حيث قام المصريون القدماء بدفن ملوكهم خلال 500 سنة بتلك المنطقة، ويعرف وادى الملوك قديما باسم "المدينة الجنائزية الملكية العظمى لملايين السنين من حياة الفرعون وقوته وصحته بغرب طيبة" وكان إسمها بالهيروغليفية (تا سيخت ماعت) بمعنى الوادى العظيم.

 

تذهب في رحلة للعصور القديمة، أو لزيارة أحد الملوك، في عرشه وهو بكامل زينته، مكان مليئ بالسحر والخيال، يظل ذهنك في حالة صدمة ودهشة مما تراه، وكأنك تحلم، مشاعر متناقضة تمامًا، ما بين الدهشة والفرحة والحزن الذي يتناسب مع مراسم المدينة الجنائزية التي نحن بصددها، فهل ما أراه حقيقي؟، وهل هذه بالفعل مقبرة توت عنخ آمون، ومقبرة رمسيس الرابع؟، هل للفراعنة لعنة؟، وما السر وراء هذا الروايات؟، كلها أسئلة تدور في خاطرك عندما تقع عينك على المقابر، لكن لا يسعك إلا أن تصدق. كما قام علماء الحملة الفرنسية (وخاصة دومينيك فيفانت) برسم خرائط مفصلة لكل المقابر المكتشفة حتى ذلك الوقت، كما تم اكتشاف الوادي الغربي بوادي الملوك لأول مرة وجراء ذلك، تمكن العالمان بروسبير جولواه وإدوارد دو فيلييه دو تيراج من تحديد مقبرة أمنحتب الثالث (مقبرة 22)،كما أخرج علماء الحملة الفرنسية مجلدين كاملين يصفون فيه مدينة طيبة والمنطقة المحيطة بها ضمن عملهم الموسوعي "وصف مصر" والذي أخرجوه في جملة أربعة وعشرين مجلد واصفا تاريخ مصر وما وقعت عليه أعينهم من شتى جوانب الحياة بالبلاد طوال فترة بقائهم فيها.

 

واستمرت العديد من البعثات الكشفية في التنقيب والبحث حتى وقتنا الحالي مضيفة العديد من المعلومات والحقائق عن هذه المنطقة حتى جاء مشروع تخطيط طيبة عام 2001 وقام بوضع العديد من اللوحات الإرشادية التي تقدم الكثير

من المعلومات والخرائط للمقابر المكتشفة سواء كانت متاحة للزوار أو مغلقة بسبب أعمال الصيانة والترميم. وفي 8 فبراير 2006 أعلن المجلس الأعلى للآثار نجاح فريق بحث الأمريكي من جامعة ممفيس في اكتشاف مقبرة تعود للعصر الفرعوني (مقبرة 63) وهي أولى الاكتشافات بوادي الملوك منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون عام 1922، وضمت المقبرة (التي يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الثامنة عشر وتقع على بعد أمتار قليلة من مقبرة توت عنخ أمون) سبعة توابيت سليمة يعلوها أقنعة جنائزية ملونة وعشرين جرة كبيرة للتخزين مغلقة بأختام فرعونية وهو ما يعتقد أن يكونوا من المتعلقات الجنائزية لمجموعة من الأشخاص لم يتم تحديد هويتهم حتى الآن، ومع وجود التوابيت السبعة خالية من أي مومياء قوي الزعم بأن المقبرة ربما تكون حجرة تحنيط فقط ولم تستخدم كمقبرة من قبل. وفي 31 يوليو 2006 أعلن نيكولاس ريفز نتائج المسح الراداري للموسم الكشفي (خريف 2000) للمنطقة الواقعة بين المقبرة 62 والمقبرة 63 مشيرا لاكتشاف مقبرة فرعونية جديدة بناء على عيوب في طبقات الأرض السفلى مطلقا عليها مقبرة 64، مما خلق الكثير من التضارب في التصريحات حيث يملك المجلس الأعلى للآثار وحده الحق في الإعلان عن المقابر المكتشفة حديثا وأسماء أصحابها إلا أن ريفز قام بالإعلان عن اكتشافه لوسائل الإعلام قبل أن يقدم إثباتات علمية قاطعة عن وجود مقبرة في هذه المنطقة.

 

كما أعلن زاهي حواس في مايو 2008 عن تكليف فريق بحثي مصري بالبحث عن مقبرة الفرعون رمسيس الثامن في المنطقة المحيطة بمقبرتي مرنبتاح ورمسيس الثاني، كما أعلن عن اكتشاف مدخلين جديدين في أغسطس 2008 وكان من المفترض الكشف عنهما في أكتوبر 2008، وفي نفس الوقت بدأ العمل في ترميم الممر الهابط بمقبرة سيتي الأول.