فنزويلا على حافة الانهيار
استخدم المراقبون على مدار سنوات مصطلح "إنهيار فنزويلا" بشكل مجازي، خاصة مع الهبوط في معدل إنتاج الوقود، وارتفاع أعداد الوفيات من الرضع، وإرتفاع الأسعار، ولكن منذ الثلاثاء الماضي أصبح استخدام هذا المصلح حرفيًا، بعد غرق البلاد في ظلام دامس إثر انقطاع الكهرباء.
وأوضح الكاتب الفنزويلي فرانسيسكو تورو في مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الفنزويلين يواجهون كارثة إنسانية خطيرة، حيث يعانون من فقدان كبير في الوزن بسبب عدم قدرتهم على شراء الأغذية، لتصبح هذه الأزمة مهددة للحياة مع انقطاع الكهرباء وعدم قدرتهم على تخزين الأغذية في الثلاجات.
كما أثرت الأزمة بشكل كارثي على المستشفيات، حيث تعمل بعضها بمولدات إحتياطية، إلا أنها غير مصممة لتشغيل مستشفى كامل على مدار أيام، وتم بث فيديو لممرضة تستخدم مضخة يدوية لمحاولة إبقاء رضيع حيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قد يواجه الآلاف من مرضى غسيل الكلى، موتًا بطيئًا مؤلمًا.
ويقول الكاتب إن الإقتصاد في فنزويلا توقف عن العمل، حيث تسبب التضخم المفرط في انخفاض أعداد النقود الورقية، لذلك تتم المعاملات المالية منذ سنوات عن طريق بطاقات السحب الآلي والتحويلات البنكية، ليصبح النشاط الإقتصادي الوحيد بعد إنقطاع الكهرباء هو المعاملات بالعملات الأجنبية، والتي يصعب الوصول إليها.
ويرى الكاتب أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو ألقت
وأضاف الكاتب أنه أن منذ تأميم المرافق العامة، توقفت الحكومة عن الصيانة الروتينية لمحطات الطاقة أو خطوط النقل، مما أدى إلى تدهور بطيء جعل الشبكة غير مستقرة، وحذر المهندسون الفنزويليون منذ سنوات من أنه ما لم يتلق النظام صيانة عاجلة، فسيحدث شيء من هذا القبيل.
وأشارت بعض التقارير إلى أن حرائق الغابات قد أغلقت أحد خطوط الجهد العالي الرئيسية في البلاد، مما أدى إلى سلسلة من ردود الفعل التي أسقطت الشبكة بالكامل، إلا أنه لا توجد معلومات رسمية حول سبب تفاقم الأزمة.