تفاصيل زيارة ابن سلمان إلى باكستان

تعهدت المملكة العربية السعودية "بتخفيف حدة" التوترات المتصاعدة بين باكستان والهند خلال قمة رفيعة المستوى في إسلام أباد اليوم الاثنين، حيث يستعد ولي العهد محمد بن سلمان للسفر من إسلام آباد إلى نيودلهي.

وتحدث وزير خارجية المملكة في مؤتمر صحفي في اسلام اباد فيما استدعت باكستان مبعوثها من دلهي "لإجراء مشاورات" وهو أحدث تطور في أزمة دبلوماسية جديدة بين الجارين المسلحين نوويا.

وتعهدت دلهي بالرد بعد هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 41 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية في كشمير يوم الخميس الماضى، وهو أكثر الهجمات دموية في منطقة الهيمالايا المتنازع عليها منذ عقود.

يذكر أن جماعة جيش محمد الإسلامية التي تتخذ من باكستان مقراً لها أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الخميس الماضى وقاد السيارة المفخخة ناشط محلي معروف، وقد أثار الهجوم نداءات واسعة النطاق في الهند للعمل ضد باكستان.

من ناحية أخرى، حظت الهند بدعم دبلوماسي بعد الهجوم وتعهدت "بعزل" باكستان دبلوماسياً في المجتمع الدولي قائلة إن لديها "أدلة لا تقبل الجدل" على دور إسلام أباد، ولكن رفضت باكستان هذه الادعاءات.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن "هدفنا هو الحد من التوترات بين البلدين والدول المجاورة ومعرفة ما اذا كان هناك طريق الى حل هذه الخلافات بطريقة سلمية".

جاء التعهد فى الوقت الذى استعد فيه ولي العهد، للتوجه الى الهند فى وقت لاحق من أمس الاثنين، فى ختام زيارته التى استمرت يومين لباكستان.

كما التقى وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان مع وزيرالإعلام الباكستاني فؤاد جادلي خلال الزيارة، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات بين المملكة وباكستان، خاصة

فيما يتعلق بالقضايا الثقافية وتم مناقشة آفاق التعاون المشترك وتنمية الفرص للمبادرات الثنائية.

يذكر أنه تم تقسيم إقليم كشمير بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، وقد خاضت الدولتان ثلاث حروب، زاعمين أن الإقليم تابع لكل دولة.

وبعد وصول بن سلمان في وقت متأخر من يوم الأحد الماضى، وقد رحبت باكستان ترحيبا حارا لولي العهد، بما في ذلك 21 طلقة تحية ومرافقة طائرة مقاتلة وحارس الشرف.

كما تم توقيع صفقات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار مع إسلام أباد التي تعاني ضائقة مالية، وتعهدت المملكة  بإطلاق سراح آلاف السجناء الباكستانيين المحتجزين في السعودية.

وكان من المقرر أن يتلقى ولى العهد أعلى جائزة مدنية للبلاد أمس الاثنين، وهو نيشان باكستان قبل أن يتوجه إلى الهند للاجتماع برئيس الوزراء نارندرا مودي.

وذكر محللون أن جولة بن سلمان هى جزء من محور خليجي إلى آسيا الآخذة في النمو كسوق نفطية متنامية.

الجدير بالذكر أن إسلام آباد تواجه أزمة خطيرة في ميزان المدفوعات وتأمل في أن تعزز الصفقات الضخمة التي تم توقيعها خلال الزيارة التي استمرت يومين.