عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في عيد الحب..غلاء المهور ومتطلبات الزواج يهدد الشباب لدخول "قفص الزوجية"

ارشيفية
ارشيفية

أصبحت الضغوطات والعادات والتقاليد التي سيطرت علي أغلب الأسر المصرية عند قدوم الشباب لزواج فتاة، عائقا يهدد الشباب من دخول مرحلة واجب تنفيذها لاستكمال "نصف دينك" كما يروج، في مقابل ذاك يتخبط الشاب في الاختيار لدخول القفص الزوجي تحت إلحاح المجتمع والأهل على الزواج لتكوين أسرة.

 

ترصد "بوابة الوفد" عادات وتقاليد الزواج في جنوب وشمال مصر، لتمثل محافظات الصعيد الأكثر تشددًا في متطلبات للعروسة والذي يقع علي عاتق الشباب وتدفعهم للعزوف عن الزواج. 

 

أكد محمد كمال، خريج كلية اداب، من محافظة قنا، إن شروط الزواج بالمحافظة تطورت بشكل ملحوظ خلال الاعوام الماضية، خاصة في القري التابعة للمحافظة، مشيرًا إلي أن وصل "مهر الفتاة" في المتوسط 50 الف فأكثر، فيما أن العادات والتقاليد تسيطر علي زواج الفتيات بالمحافظة التي من المعروف عنها بالعائلات والقبائل في صعيد مصر بشكل عام.

 

وأضاف كمال، ان مستلزمات ومتطلبات العريس بالمحافظة صعبة جدًا، لافتًا إلي ان بعض العائلات تنظر لقبول العريس بشكل أخر، قائلًا:" علي سبيل المثال أخر فتاة بالعائلة حصلت علي 50 ألف دهب، فلابد ان الفتاة التي تلوها تحصل علي 60 الف وهكذا في عملية تزايد مستمرة، والضحية في القضية الشباب الذين يسعون للزواج لحجب انفسهم من مخاطر والطريق الخطأ.

 

وفي محافظة تعُد الأصعب في شمال الصعيد، حيث أعرب خالد سلومة، 25 عاما، أن متطلبات الزواج عندهم مختلفة إلي حد ما عن باقي المحافظات، حيث يدفع العريس نقدي ما يسمي بـ"طلعة العروسة" قرابة من 30 ألف حتي 60 ألف جنيه، بخلاف مهر العروسة "الدهب"، والتجهيزات الطبيعية علي العريس كالمسكن وغيرها، فيما ان العروسة عليها الاجهزة الكهربائية.

 

ومن صعيد مصر إلي شمالها، كشف سليمان علي، بمحافظة شمال سيناء، طرق وعادات الزواج لديهم، قائلًا: "نحن كعرب في تسهيلات للزواج بشكل كبير، ولا يوجد تدقيق في توفير امتلاك شقة وذلك لان لدينا منازل عائلات وكل شاب لديه شقة، في اغلب الاحيان لا نكتب قايمة مشغولات للعروسة، وذلك لان العائلات في علاقات تاريخية مع بعضهما".

 

وحول إمكانية توفير مهر للعروسة، أكد علي، أنه متزوج من أشهر قليلة وجلب قرابة الـ 15 الف دهب للعروسة، لافتًا إلي انه يوجد تعاون بين العائلات لتسهيل عملية الزواج بين الشباب والفتيات، خاصة انهم علي درايه للظروف الاقتصادية التي يمر بها أغلب الشباب المصري.

 

 ومن شمال مصر، إلى قلب القاهرة، يتحدث هيثم محمود، 27 عام، ان تقاليد الزواج المتعارف عليها وضع في الإعتبار المناخ العام الملموس في القاهرة والجيزة وفقًا لكل طبقة في المجتمع، ففي المتوسط يكون مهر الفتاة ما بين 15 الف إلي 30 علي حسب طبقة أهل العروسة.

 

تعُد محافظة المنيا الأكثر تعقيدًا للشاب في الزواج، وذلك لعاداتهم وتقاليدهم التي تحمل العريس طاقة كبيرة من الاموال، يقول سعد العثماني 25 عام، ان العروسة في المنيا لا تتحمل أعباء

في التجهيزات سواء "المطبخ ولوازمه فقط"، في المقابل يتحمل الشاب مصاريف الزواج كاملًا والمهر الذي ايضًا بمبالغ كبيره علي شاب في بداية حياته المهنية.

 

وكشف تكاليف الزواج بشكل عام تتراوح ما بين 200 الف إلي 350 الف جنيهًا، شامل الفرح والمهر والتجهيزات بدون " شراء الشقة"، موضحًا أن تشدد بعض الاسر في تساهيل الاتفاق للزواج يدفع الشباب للعزوف عنه، مطالبًا كافة الاباء والعائلات بتقديم تسهيلات للشباب نظرًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية.

 

وفي أقصي جنوب مصر، أعرب محمد مصطفي ان الأهل يقدموا تسهيلات للزواج في أسوان، خاصة ان أهالي النوبة يعتمدوا علي معرفة بعضهم لبعض، فلا يشترط وجود شقة تمليك لذا سكن الشاب في الغالب يكون بمنزل عائلة لكل منهما شقة في دور مخصص له، أما بالنسبة لشروط الزواج من مهر وتجهيزات فلا يوجد تعصب في اختيارهم.

 

وفي ذات الصدد، كشفت الدكتور هالة منصور، أستاذه علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن عزوف الشباب عن الزواج ينقسم إلي محورين الأول عدم القدرة علي الزواج والاخر عدم الإرادة للزواج، بالإضافة إلي غلاء ومتطلبات العائلات قد تصبح حاجز امام بعض الشباب.

 

وأضافت، أستاذة علم الإجتماع، في تصريح لـ"بوابة الوفد"، ان الوضع حاليًا اختلف عن السنوات الماضية حيث ان العروسة تتحمل ايضًا تكاليف للزواج بمثابة العريس؛ فلا يتقصر العبء علي الشاب فقط، فأصبحت عدم المقدرة لدي الطرفين.

 

وأوضحت، منصور، أن الضغط الاجتماعي وتكاليف الزواج فتح مجال لبعض الشباب والفتيات لإرتفاع معدلات الإنحراف وإتخاذ طريق غير شرعي، لافتة إلي ان الابعاد الاجتماعية للزواج والانحراف علاقة عكسية، لذلك فأن الاسباب تؤدي إلي النتائج.

 

كما ان عادات وتقاليد الزواج في المدن يختلف تماما عن الزواج في القري والريف، ففي المناطق المدنية يكون في تهاون وتعاون بين العائلات لتحمل تكاليف الزواج، بعكس القري والريف فأن الموافقة علي العريس والعروسة يكونوا كافة المواطنين في القري شركاء في الاختيار والموافقة.