رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشباب يسألون عن حكم التأثر بعدد «اللايكات» وكثرة صور «السلفى»

بوابة الوفد الإلكترونية

ما حكم استخدام الوجوه التعبيرية فى المحادثات على الإنترنت؟ وهل تأثُر الشخص سلباً أو إيجاباً بعدد اللايكات والتعليقات التى يحصل عليها من خلال منشوراته على «الفيس بوك» يعد ذنباً؟ وماذا عن التصوير بكاميرا التليفون المحمول فى كل لحظة وفى أى تصرف؟ وما رأى الدين فى «عرائس الباربى» وهل يجب استبدالها بأخرى غير متبرجة؟. استفسارات كثيرة يراها البعض عجيبة وغريبة، لكنها للأسف أصبح يسأل كثيرون عنها خاصة فى ذلك العصر بكل مستحدثاته، والخطأ ليس فى نوعية الاستفسار حتى إن كان يرى بعضنا تفاهة فيه أو إساءة أدب، لكن الخطأ أن نترك هؤلاء البشر يتوجهون لمنْ لا يعلم، فيصبحون هم أيضاً طوال حياتهم لا يعلمون فى ظل انتشار مواقع مضللة على الإنترنت، تستقبل استفسارات الناس فى شئون دينهم ودنياهم دون أية ضوابط، وعلى الرغم من أن الأسئلة أحياناً تكون غريبة إلا أن الإجابات كثيراً ما تكون أغرب، ويتأكد لنا هذا عندما نعلم أن هذه المواقع غير مؤهلة للفتوى أو غير مسموح لها بالعمل بها من الأساس.

ولأن كثيرين قد ملوا عدم السلام فى حياتهم، وأصبحوا يبحثون عنه بكل السبل، وارتكنوا أخيراً إلى أن ذلك السلام لن يجيدوه إلا فى راحة ضمائرهم، وأن تلك الراحة لن يحصلوا عليها إلا بالرجوع إلى صحيح الدين وسماحته. فأنا أنصحك إن كنت من زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام فى دورته الذهبية، وإن كانت تدور بذهنك أى إشكالية دينية، أنصحك بأن تذهب إلى الصالة الرابعة فى المعرض حيث الجناح المشارك به الأزهر الشريف، وهناك سوف يلفت نظرك مكان هادئ ومريح تملؤه وجوه سمحة، وضعت عليه لافتة جميلة بخط عربى أنيق كتب فيها «ركن الفتوى»، هذا المكان يرتاده عدد من البشر ربما دخلوه وهم يحملون هموماً على أكتافهم، فخرجوا دونها بعدما علموا رأى صحيح الدين فيها فسكنت أرواحهم، أو دخلوه وهم على يقين بأنهم على صواب فى كل ما يفعلون وغير مخطئين فى حقوق غيرهم، فإذا بهم يخجلون من أنفسهم وممن ظلموا بعدما تلقوا الإجابات الصحيحة.

إنه «ركن الفتوى» الذى يوفره الأزهر الشريف للعام الثالث على التوالى فى جناحه الخاص بمعرض الكتاب؛ والذى يستقبل يوميا أكثر من مائتى زائر من الراغبين فى معرفة رأى صحيح الدين، وتأتى هذه التجربة المهمة والناجحة تلبية لاحتياجات المواطنين للإجابة عن أسئلتهم المتنوعة والمرتبطة بواقع حياتهم، ومواجهة الفتاوى المُضلِّلة، التى تحاول بعض التيارات المتطرفة ترويجها بأشكال ووسائل مختلفة.

تبدو فى نهاية عقدها الخامس، أعتقد أنها كانت متحرجة من دخول الركن والسؤال، لكنها عندما رأت نساءً يجلسن فى «ركن الفتوى» تخصصن فى أسئلة النساء اللاتى قد يستشعرن حرجاً فى الحديث إلى أحد الرجال تشجعت، وجلست أمام المفتية لتسألها بصوت هادئ كأنها لا تريد أن يسمعها أحد؛ أخبرت المفتية بأنها من أسرة ميسورة الحال ومتزوجة من رجل فاضل، لكنه للأسف الشديد ممسك عليها مادياً وعلى أبنائهما، وأنه شارك بالقليل مادياً عندما انتقلا من مسكنهم القديم إلى «كومباوند» فى أحد الأحياء الجديدة، وأنه رفض أيضاً المساهمة فى مصروفات ابنهما الذى فضلت هى أن يسافر إلى الخارج ليكمل دراسته، وأن الزوج ترك كل تلك التكاليف على عاتقها اعتماداً على إرثها بحجة أن هذه متطلباتها هى، وهو يرى أنها متطلبات مبالغ فيها، وأكدت أنها تشعر بالظلم الشديد منه تجاهها وتجاه أبنائها، وأنها تدعو عليه فى الليل والنهار.

الفتوى أكدت أن كل ما تنفقه المرأة على بيتها وأبنائها هو فى ميزان صدقاتها، وأن الزوج مكلف بالإنفاق على بيته فيما هو من ضرورات الحياة وفى حدود إمكانياته، كما أنه عليها أن تكف عن الدعاء عليه حتى تؤجر أجراً كاملاً على صدقتها وتعامل زوجها بما يرضى الله.

عدت لركن الفتوى فى جناح الأزهر الشريف لأتحدث إلى أسماء أحمد محمد؛ إحدى السيدات المفتيات اللاتى يجلسن فى الركن ويعملن بالفتوى، لأعلم منها أنها خريجة كلية الشريعة الإسلامية وتعمل بالفتوى فى مجمع البحوث الإسلامية. وأسألها كيف بدأ السماح للمرأة بالعمل بالفتوى فى المركز؟ فتخبرنى: مذ عامين تقريباً خصص مركز الفتوى العالمى بالأزهر الشريف قسماً لفتاوى النساء وكل ما يتعلق بأمورهن، وما قد يجدن فيه حرجاً أمام الرجال، وذلك من خلال إعداد عدد من النساء المتخصصات فى الشريعة الإسلامية، عن طريق دورات تدريبية متخصصة فى الفتوى بهدف تأهليهن، حتى يصبحن جديرات بالفتوى. وعن أهم القضايا

التى قد تأتى النساء لتستفتى فيها؛ أكدت أن قضايا الإرث والوصية تعد من أكثر الأسئلة التى تطرح عليهن، وكذلك كثرة حلف الرجل يمين الطلاق إذا لم تنفذ. وعندما سألت المفتية عن القضايا التى ربما تكون محظورة عليهن الإجابة عنها؟ أكدت أن قسم فتوى المرأة يختص بكل أمور المرأة الشخصية، أما المعاملات فإنه من مهام الرجال فى المركز.

لفت نظرى صغر سنه والوقار والاحترام اللذان يظهران على هيئته، كما يظهران على كل منْ فى الركن، وعلى الرغم من أنه رفض ذكر عمره، إلا أننى أعتقد أنه قد يقترب من الخامسة والعشرين؛ إنه فضيلة الشيخ ياسين عبدالله عضو مركز الفتوى العالمى للفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف، خريج كلية أصول الدين وحاصل على دورات تدريبية على مدار أكثر من عامين فى العلوم الشرعية، وكل ما يخص الفتاوى المعاصرة. لتؤكد لى ثقته فى نفسه وفى علمه أن المسائل العلمية لا يمكن أن ترتبط بالعمر، وهو بالفعل ما أكد عليه فضيلته، عندما أكد أن الأزهر الشريف لا يبخل على شبابه بالفرص التى تؤهلهم للدور المنوط بهم العمل عليه. وعن أهم الأسئلة التى ما زال يطرحها الناس عليهم، ذكر فضيلته إن القضايا المطروحة تتغير بتغير الزمن، ومع ذلك، فإن الأسئلة الأكثر شيوعاً هى أسئلة الأحوال الشخصية، خاصة أيمانات الطلاق والحلف بها وما ينتج عنها وما يقع منها وما لا يقع. وعندما سألته؛ هل ما زال الناس يرهقون المركز بالواضح والمعروف من الأسئلة أم أنه أصبح هناك وعى إلى حد ما، وأصبحت الأسئلة فى قضايا شائكة وفى نقاط خلافية بالفعل؟ أجاب: مركز الفتوى لا بد له أن يستوعب الجميع، ونحن نجيب عن السؤال، ولو ألف مرة فى اليوم، فما زالت الناس تسأل فى أحكام الوضوء؛ ونحن لا نرى أية غضاضة فى ذلك، بل نولى اهتماماً لأى سؤال. وعلى جانب آخر سألته؛ متى نستطيع أن نقر بأن المصريين أصبح لديهم وعى دينى؟ فقال: لا شك كانت هناك فترات من اللا وعى، لكننى أرى أنها بحمد الله تتقلص، وأن الأمور أفضل، لقد أصبح كثيرون يسألون ويهتمون بأصغر الأشياء فى محاولة منهم لتطبيق الشرعى منها.

أما فضيلة الشيخ ثروت عبداللطيف سرحان عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر فقد أكد أنه يوجد فى ركن الفتوى بالمعرض خمسة مفتين من الرجال بجانب مفتية، يعملون بالتناوب على مدار اليوم فى فترتين صباحية ومسائية، وأن الركن يستقبل فى اليوم أكثر من مائة فتوى، وأن الأزهر الشريف يشارك بهذا الركن فى المعرض فى محاولة منه لاستغلال أماكن التجمعات الكبيرة، وتيسيراً على الناس فيما يريدون معرفته فى أى استفسار دينى، من أجل تعريفهم بصحيح الدين فى يسر وسهولة ودون مغالاة أو تشدد، وأن أعضاء الفتوى فى الركن بعضهم من مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وآخرون من مجمع البحوث الإسلامية، أو لجنة الفتوى الدائمة بالجامع الأزهر.