رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو الغيط: المنطقة العربية لا تزال بعيدة عن إطلاق إمكاناتها الكامنة

 الأمين العام لجامعة
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط" لقد أثبتت الوقائع التي شهدها العالم العربي في تاريخه المعاصر أن التنمية والأمن والاستقرار تُشكل كلها حلقات في منظومة واحدة مترابطة..فلا تنمية متواصلة من دون مظلة من الاستقرار والأمن تُحصنها من الردات العكسية والانتكاسات، وتضمن استمرار مسيرتها دون انقطاع.. ولا استقرار حقيقيا ومُستداماً من دون نمو شامل يلمس جوانب حياة الإنسان كافة..ويرتقي بها ويُحسن نوعيتها، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأضاف أبو الغيط ـ في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية فى العاصمة اللبنانية بيروت اليوم ـ " والحقُ أن السبيلَ إلى التنميةِ صار معروفا، وإن لم يكن بأي حالٍ سهلا أو ميسورا.. سلكه غيرنا من قبلنا، وصارت له محددات ومتطلباتٌ .. أولها بطبيعة الحال، هو تحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي لا تقل عن 6 أو 7% سنوياً لفترة زمنية ممتدة ..وبرغم أن ثمة تحسناً نسبياً طفيفاً في معدلات النمو الاقتصادي المتوقعة في المنطقة العربية، والتي تصل إلى 2.7% خلال العام الجاري، إلا أن هذه المعدلات لا زالت غير كافية لتحقيق الطفرة التنموية المنشودة، فضلاً عن أن استمرارها وتواصلها يظل رهناً باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية الذي ما تزال بعضُ دولنا ومجتمعاتنا تدفع ثمن غيابه خلال الأعوام الماضية".
وقال إن الفجوة الرئيسية التي تفصلنا عن تطورات الاقتصاد العالمي تتعلق في الأساس برأس المال البشري، لقد صارت المعرفة والابتكار، لا التصنيع أو الخدمات، هما المولد الأكبر للقيمة المضافة العالية في ظل تسارع الظاهرة المسماة بالثورة الصناعية الرابعة بتطبيقاتها المختلفة.
وأردف قائلا" إن الاستعداد لمواجهة تبعات هذه الثورة التكنولوجية يتعين أن يحتل صدارة أولوياتنا في المرحلة القادمة، ويتطلب الأمر جهداً أكبر في تضييق الفجوة الرقمية مع مناطق العالم الأخرى، إذ لا يزال أكثر من نصف سكان العالم العربي غير متصلين بالانترنت ، وإن سكان العالم العربي هم من

أكثر سكان العالم شبابا.. وإن لم نحسن استغلال هذه "النافذة الديموغرافية" فسوف تتحول هذه الكتلة الشبابية إلى عبء على الاقتصادات، بل ومحرك للاضطرابات، وعلى الأرجح بيئة خصبة لشتى صنوف التطرف الديني والسياسي" .
وأضاف" إن النمو المنشود أداته الإنسان وغايته الإنسان، ولا يتحقق سوى بالاستثمار فيه تعليما وصحة .. غذاء وكساء.. ثقافة ووعياً ... والمفتاح هنا هو التعليم الذي يُعد العامل الأساسي في بناء ومراكمة رأس المال البشري..إن العالم العربي يحتاج وقفة حقيقية مع النفس في شأن تدني مستويات التعليم واطراد التدهور فيها..والأخطر، هو اتساع الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وضعف العلاقة بين مخرجات التعليم ومقتضيات النمو الشامل".
وقال" إنه إذا كنا نتحدث عن التعليم ومخرجاته، فلا نُغفل الدور المحوري للمنظومة التعليمية، وكذا الأجهزة الإعلامية في مواجهة الفكر المتطرف وفي بناء وعي اجتماعي حقيقي رافض للغلو والتشدد بكافة مظاهره وأشكاله..وإننا نتابع جهودكم، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، في التصدي لهذا الفكر الضال المُضل بكل شجاعة وبروح من المسئولية التاريخية في الدفاع عن مستقبل هذه الأمة الذي لن يُبنى إلا على وعيّ صحيح، وثقافة تقبل الاختلاف والتنوع، وعقل يتحاور مع الآخر أخذاً وعطاءً، قبولاً ورفضاً.. من دون أن يُفضي الحوار إلى الكراهية، أو يتحول الرفضُ إلى العنف".