رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعاون مصري كازاخستانى بين جامعة القاهرة وأكبر جامعات آسيا الوسطى

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عبدالراضى محمد عبدالمحسن عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة أن العالم الإسلامى أبو نصر الفارابي المولود عام 260 هـ -874 م فى مدينة فاراب فى إقليم تركستان بكازاخستان حاليًّا ؛ مؤكدًا أنه فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة فى صناعة الطب وأثرى الحضارة الإسلامية بإسهامات التى شهد لها القاصى والدانى واعتبرها الأوروبيون نقطة انطلاق إلى حركة التطور فى علوم الفلسفة؛ حيث أطلق علي الفارابى لقب المعلم الثانى نسبة إلى المعلم الأول أرسطو، بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابى هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.

وأضاف عميد كلية دار العلوم أن الكلية تسعد بالاحتفال بالفارابى وتراثه العظيم وافتتاح مركز الفارابى الثقافى بكلية دار العلوم شراكة مع جامعة الفارابى الوطنية القازاقية أعرق وأكبر جامعات كازاخستان وآسيا الوسطى.

وأشار "عبدالمحسن" إلى أن التعاون الوثيق مع دولة مهمة مثل كازاحستان وجامعاتها التى كانت نبعًا لتخريج العلماء القادرين الذين شكلوا صورة مضيئة فى تراثنا العربى والإسلامى وعلى رأسها جامعة الفارابى أقدم جامعات كازاخستان؛ مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب توافقا بين جامعتى القاهرة و الفارابى؛ وأوضح أن هناك اتفاقية تبادل علمى بين أساتذة دار العلوم وجامعة الفارابى وكذلك بين طلاب دار العلوم وطلاب جامعة الفارابى؛ كما أنه من المنتظر إنشاء فرع لكلية دارالعلوم فى جامعة الفارابى.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة الدولية التى عقدت بالكلية أمس بعنوان " الفيلسوف الفارابي " بالتعاون مع جامعة الفارابى بكازاخستان برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وبحضور أرمان إيساغلييف سفير جمهورية كازاخستان فى مصر والدكتور موتانوف غاليم خير موتانوفيتش رئيس جامعة الفارابى والدكتور بالتورى اختيار عميد كلية الدراسات الشرقية بالجامعة وعدد من رموز الفكر والثقافة والسياسة.

وأشار السفير الكازاخى بالقاهرة إلى أن مصر كانت من أولى الدول العربية التى اعترفت باستقلال كازاخستان؛ مشيدًا بالتاريخ العريق الذى يجمع بين البلدين الذى تمثل فى آخر زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسى لكازاخستان عام 2016.

وأضاف أرمان إيساغلييف خلال كلمته بالندوة أن رئيس جمهورية كازاخستان سيزور مصر خلال العام الحالى؛ مشيرا إلى أن هناك تعاونًا مثمرًا فى التعليم العالى خاصة الجامعة المصرية "نور مبارك" التى يعمل بها كثير من الأساتذة المصريين وأن هناك أكثر من 20 اتفاقية بين مصر وكازاخستان فى المجالات المختلفة من بينها التعاون بين الجامعات والبحث العلمى والتعليم ونأمل المزيد من التعاون مستقبلًا.

وقال الدكتور غاليم خير رئيس جامعة الفارابى الكازاخية خلال كلمته المعنونة "بناء مواطن لمجتمع كريم مهمة الجامعات الحديثة"  إن هناك بداية جديدة للتعاون اليوم مع كلية دار العلوم حيث تم افتتاح القاعة الخاصة بالفارابي مؤكدًا أن مصر مهد الحضارات بينما كازاخستان تعد أكبر دولة إسلامية وسط آسيا من حيث المساحة وترتبط بروابط كبيرة مع مصر فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية.

وأضاف أن السلطان الظاهر بيبرس يربط بين البلدين؛ حيث يحظى بمكانة رفيعة فى تاريخ مصر وأصبح يمثل قدوة للشباب الكازاخى؛ مشيرًا إلى أن الهدف من زيارته الحالية هو تعزيز الشراكة والصداقة وتقوية الروابط فى مجال العلوم والتعليم والفنون.

وقال إن الاحتفال بأبو نصر الفارابى

المعلم الثانى وهو شخصية يمتاز بفكر عالمى وقد سميت الجامعة باسمه نظرًا لأهميته الكبيرة ودوره التنويرى وإسهاماته الجليلة وكتاباته وأفكاره التى كانت تركز على المجتمع والعلاقات الإنسانية والإدارة والسياسة الاجتماعية والأخلاق.

وأشار "غاليم" إلى أن جامعة الفارابي تتطور فى شتى المجالات وتتعاون مع مركز الأمم المتحدة للاستدامة فى إقامة مركز المدينة الفاضلة اعتمادًا على قراءات الفارابى؛ مشيرًا إلى قيام الجامعة بإقامة 15 مركزًا رائدًا فى عدة دول من بينها الصين وتركيا والأردن.

  وأكد الدكتور محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم فى كلمته عن جهود الفارابي الفلسفية أن الفارابى كفيلسوف يعتبر قنطرة عبرت خلالها الثقافة اليونانية والفلسفة اليونانية والمنطق اليونانى من لغته الأصلية إلى لغتنا العربية؛ فالفارابى هو المعلم الثانى بعد أرسطو فى مجال الدراسات الفلسفية وهو الذى وضح ما غمض من عبارات أرسطو فى المنطق وفى الفلسفة وفى قضايا الميتافيزقا عموما؛ مشيرًا إلى أن رسائل الفارابي تتميز بالاختصار الموجز جدًّا لكن عباراته مشحونة وممتلئة بالمعانى.

كما أشار الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد الأدبى بالكلية إلى فكر الفارابى اللغوى؛ مؤكدا أن الفارابي أشهر من أعلى اللغة العربية باعتبارها لغة علمية فى القرن الرابع الهجرى وأصدق من طبق الحديث النبوى الشريف" ليست العربية من أحدكم بأبيه وأمه وإنما العربية لسان فمن تكلم العربية فهو عربى".

وفى ختام الندوة أهدى عميد كلية دار العلوم دروع الكلية هدية لرئيس جامعة الفارابى والسفير الكازاخستانى وعميد كلية الدراسات الشرقية بجامعة الفارابى والمستشار الثقافى لسفارة كازاخستان بالقاهرة. ثم اصطحب الضيوف لافتتاح قاعة الفارابي بمبنى الكلية.

يذكر أن جامعة الفارابي أكبر جامعات كازاخستان وأعرقها على الإطلاق وقد تأسست بموجب المرسوم الصادر عن اللجنة الإقليمية الكازاخية بتاريخ 13 نوفمبر 1933 وبعد عام من إعلان استقلال كازاخستان عام 1990 تغير اسمها إلى جامعة الفارابى الكازاخية وعام 2001 صنفتها الحكومة كجامعة وطنية وتتعاون الجامعة اليوم مع أكثر من 400 جامعة من 25 دولة و340 عقدًا للتعاون مع المؤسسات العلمية والتعليمية الخارجية وأكثر من 20 عقدا مع النوادى والجمعيات.