رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الحجار: الحفاظ على الهوية الفنية أزمة عالمية.. والفن ليس ترفيهاً فقط

على الحجار
على الحجار

التكنولوجيا «مسمار» فى نعش صناعة الأغنية

العالمية هى الإغراق فى المحلية وليس الاقتباس من الثقافات الأخرى

تعلمت من والدى مساعدة المواهب الجديدة بدون انتظار المشاركة فى البرامج

مهرجان الموسيقى العربية آخر ما تبقى من الزمن الجميل

 

بعد رحيل عمالقة الغناء الذين شكلوا هوية الغناء المصرى والعربى، ظنَّ البعض أن حكاية الريادة الفنية لمصر وصلت إلى نهايتها، ولم تعد هناك أصوات قادرة على حمل الراية واستكمال المسيرة، حتى ظهر جيل أثبت أن مصر ستظل رائدة الغناء والفنون فى العالم العربى، كان أبرز نجومه هو المطرب الكبير على الحجار، فعندما تنصت إلى أغنياته تجد نفسك أمام موهبة بدون حدود، موهبة لا يمكن الإبداع أن يكفى وصفها، فهو الصوت الذى أثبت كبار فلاسفة الموسيقى أمثال «ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت والراحل الكبير عمار الشريعى» أنه قادر على التحرك والتنقل بين «التيمات» الغنائية المختلفة بخفة الطير وموهبة «القناص».

فى حوار مع «الوفد»، تحدث النجم الكبير على الحجار عن ألبومه الجديد الذى يواصل العمل فيه، وأسباب اتجاهه للإنتاج الخاص، وأزمة صناعة الموسيقى، ومشاركته فى مهرجان الموسيقى العربية.

< على="" الحجار="" نجم="" أخذ="" على="" عاتقه="" مسئولية="" الارتقاء="" وتطوير="" الأغنية="" المصرية،="" حدثنا="" عن="">

- كانت مصر فى السابق لديها الاهتمام بإقامة حفلات أضواء المدينة وليالى التلفزيون الشهرية، وحفلات سنوية فى شم النسيم، وليلة رأس السنة، وعيدى الفطر والأضحى، وأعياد المولد النبوى الشريف، وكان هناك برنامج يومى اسمه «أمانى وأغانى» على القناة الأولى للتليفزيون المصرى وبرنامج اسمه «العالم يغنى» يُذاع على القناة الثانية، بينما نحن الآن فى وقت تعددت فيه القنوات الفضائية الخاصة، ورغم ذلك لا نرى أى برنامج يومى أو حتى أسبوعى يقدم برنامجاً غنائياً. وكانت للإذاعة والتليفزيون وشركة صوت القاهرة لجنة استماع تنعقد كل أسبوعين لتقييم الشعر والشعراء وأصوات المغنين وموهبة الملحنين؛ حتى تضمن للمستمع المصرى والعربى عرض كل ما هو جيد من الأغنيات والألحان والأصوات الغنائية.

لم يعد كل هذا موجوداً فى بلد الفن «مصر» ولم يتبق لنا غير نشاط دار الأوبرا الدائم فى القاهرة، وعلى رأس هذه النشاطات مهرجان مؤتمر الموسيقى العربية الذى يضم الفنانين المبدعين من كل أنحاء العالم العربى ومصر ليعلن للجميع أن مصر ما زالت رائدة وكبيرة برغم كل ما مرت به من مِحن على مدار السنوات الماضية.

ولم تزل نشاطات دار الأوبرا السنوية فى الإسكندرية ودمنهور وطنطا ومرحباً بعودة مهرجان المسرح الرومانى، وأيضاً مهرجان القلعة السنوى والذى أتمنى أن يقام كل ثلاثة أشهر؛ نظراً إلى أن أسعاره فى متناول جميع طبقات الشعب.

كما أرجو من معالى وزيرة الثقافة الفنانة دكتورة إيناس عبدالدايم، وكذلك القائمين على نشاطات هذه المهرجانات أن يتعاقدوا مع أكثر من قناة تليفزيونية وإذاعية مصرية وعربية فى وقت واحد لتغطية وإذاعة هذه النشاطات الفنية التى تؤكد الريادة المصرية ولتقدم للمستمع والمشاهد المصرى والعربى جمال وجودة ما تقدمه من فن راقٍ فى مواجهة انتشار الأعمال الرديئة التى تربى عليها جيل كامل على مدار أكثر من ثلاثين عاماً مضت, كما أتمنى إحياء فكرة إقامة قناة تليفزيونية خاصة بنشاطات الأوبرا والمسرحيات الموسيقية التى تقدمها هيئة المسرح.

< ولماذا="" اختفت="" هوية="" التراث="" الموسيقى="" عن="" معظم="" الأعمال="" الجديدة="" التى="" تقدم="" على="">

- أصبحت مشكلة الحفاظ على الهوية الفنية مشكلة عالمية وليست مصر فقط هى التى تعانى منها, فنحن حينما نستمع ونشاهد الموسيقى والأغانى والرقصات الهندية نراها قد تأثرت تأثراً ملحوظاً بكل ما هو أمريكى، وسترى ذلك فى اليابان ومعظم دول جنوب شرق آسيا وتركيا وبعض دول أفريقيا عدا القليل منها، وأستطيع أن أتكلم عن الأسباب التى تخصنا فى مصر.

كان الفهم الخاطئ أو المقصود من قِبل المسئولين عن الثقافة والإعلام فى الفترات السابقة أن تكون وظيفة الفن من وجهة نظرهم فقط لمجرد التسلية وليس رمزاً لرفعة الأمم وحضارتها، فتم إهمال وإغلاق قصور الثقافة, وتم إلغاء عيد الفن, واقتصر الفن على الاحتفال بنصر أكتوبر وأعياد سيناء فقط والتى تحولت بعد فترة قصيرة من الاحتفال بانتصار الجيش والشعب إلى انتصار وتمجيد شخص واحد فقط هو رئيس الجمهورية والذى لا ننكر عليه أنه أحد الأبطال المشاركين فى حرب أكتوبر, وتم إيقاف تفعيل لجان الاستماع فى الإذاعة والتليفزيون على اعتبار أن القنوات الفضائية الخاصة أصبحت لها الحرية الكاملة فى اختيار ما يقدم للمشاهد من موضوعات فى المسلسلات الدرامية وألفاظ غير لائقة فى الأغانى.

وكيف تطلب من شعب ظل لأكثر من ثلاثين عاماً يعانى الفقر والجهل وعدم الرعاية الصحية وانتشار الرشوة والفساد وتجريف الأرض الزراعية واستيراد الأسمدة والكيماوى الزراعى المسرطن للنباتات من إسرائيل واستيراد قوت يومه من الخارج بالديون, واعتياده على شكل القمامة والتلوث البصرى ورؤية المناطق العشوائية بجانب البنايات الفخمة العالية وانعدام وجود الحدائق والأشجار والتعود على سماع كلاكسات السيارات المزعجة دون أدنى انزعاج.

< هل="" تعتقد="" أن="" أزمة="" صناعة="" الأغنية="" وغياب="" الإنتاج="" له="" علاقة="">

مع انتشار الفضائيات فى العالم، وأيضاً ظهور السوشيال ميديا «مواقع التواصل» وسهولة الحصول على الأعمال الفنية بلا مقابل توقف سوق بيع الأشرطة والأسطوانات الموسيقية والإنتاج السينمائى، ولم تعد هناك شركات لإنتاج هذه الفنون؛ خوفاً من الخسارة المادية, فى الوقت الذى استمرت أمريكا ودول أوروبا وكذلك الدول التى تمتلك الأموال سواء كانت عربية أو أجنبية تنفق أموالاً طائلة لتملأ الفضاء بقنواتها التليفزيونية والإذاعية وبجميع وسائل الدعاية المباشرة وغير المباشرة بغرض نشر ثقافتها وفنها لتجد لنفسها مكاناً بين دول العالم الحديث فى الوقت الذى كانت فيه مصر تعانى ديون الحروب وويلات الإرهاب وانصراف مسئوليها عن الاهتمام بنشر ما تتمتع به مصر من آثار وفنون ليس لها مثيل على كوكب الأرض بمواقع التواصل على الإنترنت وفضائيات العالم.

< كيف="" ترى="" اتجاه="" معظم="" المطربين="" لتجارب="" الإنتاج="">

- كانت مصر حتى عام 2000 بها 380 شركة إنتاج فنى وكان إنتاج الأشرطة والأسطوانات صناعة مربحة لكل من المؤلف والملحن والموزع والموسيقيين والمغنى ومهندس الصوت وأصحاب استوديوهات التسجيل وعامل البوفيه والسايس الذى يقف أمام باب الاستوديو ومطابع الأشرطة والأسطوانات ومطابع الأغلفة وحتى الفتيات والشباب الذين يقومون بتعبئة وتغليف الأسطوانات ثم أصحاب الأكشاك والعاملين بمحلات بيع الأسطوانات ثم المشترى.

فهذه الصناعة كانت بمثابة جزء من الدخل القومى للبلد، أما الآن فلن تجد سوى شركتين كبيرتين تتعاقدان مع الفنان على اقتسام نسبة من أجر حفلاته, وبعض شركات الإنتاج الصغيرة

التى تحرص على الإنتاج الموفر لتكسب أرباحها فقط من اليوتيوب ورنات شركات المحمول. ولذلك تجد أن الكثير من المطربين إما أن يلجأوا إلى الشركات الخليجية التى تتعاقد معهم بشروط أهمها الامتناع عن العمل فى البرامج أو الحفلات أو المسلسلات إلا بإذن مسبق أو باقتسام الأرباح مع الفنان, وإما أن يلجأ الفنان إلى الإنتاج لنفسه.

< هل="" ظروف="" الصناعة="" سبب="" قرار="" اتجاهك="">

- تعودت أن أنتج ألبوماتى الغنائية منذ عام 1981 وأعطيها إلى شركة إنتاج لها صفة وعلامة تجارية إما عن طريق شراء الألبوم وإما بمشاركتى بنسبة المبيعات, وقد أنتجت واشتركت فى إنتاج 22 ألبوماً حتى عام 2009 ثم أصبحت أمتلك شركة إنتاج خاصة بى منذ عام 2011 فى وقت كانت قد توقفت فيه عملية بيع وشراء الأسطوانات. ولكنى أنتجت 5 ألبومات كان آخرها ألبوم «ما تاخدى بالك»، وما زالت أرباح هذه الألبومات لا تأتى من بيع الأسطوانات ولكن عن طريق «يوتيوب» وأماكن أخرى لبيع الأغانى عن طريق الإنترنت، ومازلتُ أحرص على ضرورة طبع عدد من الأسطوانات كأرشيف أو كالكتاب بالنسبة للمؤلف, وقد قاربت على الانتهاء من ألبومى الجديد ولم أستقر على تسميته حتى أنتهى منه قريباً إن شاء الله.

< بالرغم="" من="" انجراف="" الجميع="" لـ«التيمات»="" الغربية="" من="" الموسيقى،="" فإنَّ="" على="" الحجار="" يحاول="" دائماً="" الحفاظ="" على="" تقديم="" الهوية="" الشرقية="" بمواكبتها="" مع="">

- لابد من متابعة كل فنون العالم الموسيقية والسينمائية أولاً بأول والاطلاع على الحديث من الأغنيات ومواكبة الجديد فى تنفيذ الأغنيات حتى لا يتجمد فنى، ولكن أيضاً على الفنان ألا يفقد هويته، وأن يؤمن بالمقولة الشهيرة «بأن الإغراق فى المحلية هو قمة العالمية»، كما أن دراستى للفن التشكيلى والرسم ساعدتنى كثيراً فى رؤية العلاقة بين الهارمونى «التناغم والانسجام» فى اللوحة التشكيلية والهارمونى فى أهمية التوزيع الموسيقى للأغنية مع حرصى الدائم على ضرورة توظيف آلات العود والناى والقانون وآلات الإيقاع المصرية بجانب البيانو والجيتار والآلات الموسيقية الغربية حتى تتحقق المعادلة لكى تظهر الأغنية بشكل معاصر وبهوية مصرية فى نفس الوقت بحيث يقبل على سماعها المستمع العربى والأجنبى على حد سواء.

< لماذا="" لم="" نر="" على="" الحجار="" على="" مقعد="" تدريب="" فى="" برامج="" اكتشاف="" المواهب،="" هل="" ترفض="">

- منذ شهر أبريل عام 2017 أقدم فى كل حفلة من حفلاتى الشهرية بساقية الصاوى مطربين وعازفين موسيقيين من المواهب الشابة التى لم تكتشف بعد, ثم يعقد لهم صالون فنى ثقافى شهرى، والحمد لله أصبح لدينا أنا وفريق العمل الذى يساعدنى فى اختيارهم أكثر من 40 شاباً وشابة سيكون لهم شأن كبير بإذن الله، وسأنتج لهم أعمالاً فنية، وسيصبحون بإذن الله من الفنانين المعروفين على خريطة الساحة الفنية. كما أدير معهداً صغيراً لتعليم الموسيقى والغناء منذ خمس سنوات اسمه «صوت الموسيقى»، ولا أتقاضى أى أجر مادى. ولكننى أفعل ما كنت أرى والدى يفعله وأنا صغير بغرض واحد فقط وهو الارتقاء بذوق الناس، أما إذا كنت تقصد عدم تواجدى فى البرامج التليفزيونية الشهيرة فهذا سؤال يوجه للقائمين على إنتاج مثل هذه البرامج.

< تحرص="" دائماً="" على="" المشاركة="" فى="" مهرجان="" الموسيقى="" العربية،="" ما="">

- أولهم، مهرجان الموسيقى العربية أهم حدث غنائى على مستوى الوطن العربى، ونرى دائماً النجوم العرب يهتمون بالمشاركة والغناء على مسرح دار الأوبرا المصرية، ولذلك هذا المهرجان يكون له استعدادات ومعايير خاصة لاختيار الأغانى، فلا بد من معرفة نوعية الآلات الموسيقية التى ستقوم بالعزف معى فى الحفل على سبيل المثال إذا كانت الفرقة الموسيقية تخلو من آلات النفخ النحاسية والخشبية، فلن أستطيع تقديم أغنيات للموسيقار عمر خيرت والموسيقار ياسر عبدالرحمن وعدد كبير من الأغانى لمؤلفين آخرين تتضمن أغنياتهم شكل «الهارمونى» الكامل الذى لا يصلح تنفيذه إلا فى وجود مثل هذه النوعية من الآلات الموسيقية. اختيارى لأغنيات حفل مهرجان الموسيقى العربية يعتمد عادة على أكثر من سبب، المعيار الثانى هو أن تتضمن فقرات الحفل أغنيات جديدة لم أغنها فى مهرجان السنة السابقة، المعيار الثالث هو ضرورة التنوع ما بين الأغانى الرومانسية الهادئة والأغانى الإيقاعية؛ حتى لا يشعر الجمهور بالرتابة أو الملل، وأخيراً الأغانى الطربية التى قامت عليها فكرة مهرجان الموسيقى العربية.